فساد السلطة بتوزيع اللقاحات وضعف القطاع الصحي.. استياء وتذمر شديدين

أثار الارتفاع الحاد في الوفيات بسبب فيروس كرونا في فلسطين في الأسابيع الأخيرة تساؤلات من المواطنين حول ملف اللقاحات، متسائلين: هل لو أدير ملف اللقاحات بكفاءة كنا فقدنا هذا الكم من الأحبة؟

 الصحفي ماجد العاروري، عدَّ الشيخ عمر البرغوثي “شهيد فساد اللقاحات”، متسائلا لو أدير ملف اللقاحات بنزاهة هل كنا سوف نخسر البرغوثي؟

بدوره؛ انتقد مفوض ائتلاف أمان عزمي الشعيبي المحاباة في التعامل مع ملف اللقاحات في الأيام الأخيرة، حيث استشهد بأن عديد كبار سن توجهوا للمراكز الصحية في رام الله فتم إخبارهم بأن اللقاحات نفدت في حين تم إثبات قيام مسئولين بتوزيع اللقاحات على جماعتهم وأقاربهم بطرق خارج التسجيل الرسمي، كما قال.

وانتشر بين المواطنين والنشطاء في الأسابيع الأخيرة مصطلح “عظام الرقبة” في إشارة إلى المسئولين وأقاربهم ممن تلقوا اللقاحات بعيدا عن أية معايير، وباتت هذه الكلمة دارجة إلى حد الألم مع كل ضحية ترحل بسبب القصور والإهمال والمعايير المجحفة.

وأقر الشعيبي لمراسلنا بأن منظمات المجتمع المدني لم تلق أي استجابة من رئاسة الوزراء في النداء الذي وجهته من أجل خطة واضحة وعادلة لتوزيع اللقاحات، مشددا أن ما يرد من شواهد حول التجاوزات مؤلم للغاية.

وكانت انطلقت منذ أيام حملة تطعيم الدفعة الأولى من المواطنين وفق مواصفات تم تحديدها تشمل من هم فوق ال75 عاما، إضافة إلى فئات أخرى، وفق قاعدة تسجيل مسبقة، ولكن ما جرى على أرض الواقع أشار لعدم الالتزام لا بالمعايير ولا تجاه من سجلوا على المنصة.

يتزامن ذلك مع حالة اكتظاظ غير مسبوقة في المشافي، وارتباك في البحث عن أجهزة تنفس لمواطنين امتلأت بهم مسارب المشافي المختلفة.

تقول الصحفية بيان  الجعبة: “دماء أبو عاصف وأبو تبانة ووالد الزميل الصحفي محمد شوشة، وغيرهم الكثير، دماؤهم في رقبة السلطة التي بعد عام كامل على الوباء لم تتقدم خطوة واحدة لتمكين القطاع الصحي وكان همها حماية نفسها، جهوزية وزارة الصحة أجهزت علينا !!!”.

بينما علق الصحفي محمد شوشة من بيت لحم والذي ودع والده أمس متأثرا بكرونا وأمضى أياما طويلة في البحث عن سرير بأي مشفى يأوي والده بعد إصابته بفايروس كورونا، حتى توفاه الله  “لليوم الثالث بدون توقف أحاول أن أجد سريرا في أي مستشفى حكومي أو خاص لنقل والدي، ولم أجد، شعور بالعجز لما والدك يمسك إيدك ويطلب تخرجه ولا تجد أي مكان… اليوم فقط عرف والدي أني عجزت”.

وأمام حالة من التخبط في القطاع الصحي، فإن المواطن وقف أمام سيل من التناقض في التصريحات الحكومية حول وصول اللقاحات بين تناقض تصريحات رئيس الوزراء ووزير ة الصحة والناطق باسم الصحة والجهات الدولية والتي منحت المواطنين انطباعا بأن كل ذلك غير صحيح إلى أن صدَّقه الواقع بتجاوز كل المواعيد التي أعلنت للمواطنين.