يوم حزين.. هنية وقيادات من حماس ينعون البرغوثي وأبو تبانة

نعى رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، باسمه وباسم قيادة الحركة في داخل فلسطين وخارجها إلى الشعب الفلسطيني والأمة قيادات الحركة عمر البرغوثي والدكتور عدنان أبو تبانة.

وقال هنية، الخميس: “ترجل اليوم رجل من أعز الرجال، ترجل فارس عن صهوة الجواد، الرجل المقدام والقائد العظيم عمر البرغوثي “أبو عاصف”، بعد حياة حافلة بالجهاد والتضحية والعطاء، ومقارعة الاحتلال”.

وأضاف هنية: “القائد أبو عاصف سليل عائلة من أعرق عائلات فلسطين التي قدمت وما زالت من أجل التحرير والعودة، فلقد تفتحت عيناه على نكبة فلسطين، ووالده وأمه دخلا سجون الاحتلال، وشقيقه القائد نائل عميد الأسرى في السجون، ونجله البطل صالح منفذ العمليات البطولية في الضفة، ونجله الأسير عاصم ما زال يقبع خلف القضبان”.

وأوضح أن “مجموع ما أمضاه أبو عاصف في سجون الاحتلال يصل إلى ربع قرن، لكنه ظل شامخًا عزيزًا أبيًّا يمتطي صهوة الجواد من آن إلى آخر، ويحافظ على الثوابت، ويورث الأجيال معاني العزة والكرامة”.

وشدد على أن البرغوثي لم يعرف معنى التراجع أو التردد، وظل واقفًا رغم كل ما مرت به ضفة العياش وما تعرضت له المقاومة في الضفة.

وأشاد رئيس الحركة بأبي عاصف وزوجته أم عاصف، وشقيقه الأسير نائل البرغوثي الذي “تتزين به قائمة حركة حماس وهي تخوض الانتخابات التشريعية بمعاني الوفاء لهؤلاء الأبطال والشهداء والرجال”.

وهاتف هنية عميد الأسرى نائل البرغوثي شقيق الشيخ الراحل ونجله عاصف معزيًا إياهم بوفاته، راجيًا المولى عز وجل أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يعوض فلسطين عنه خير العوض.

ونعى هنية أيضًا الدكتور عدنان أبو تبانة الذي تربت على يديه أجيال وأجيال، ولم يتوانَ عن أن يكون في ساحات الدعوة والمقاومة والجهاد، داعيًا الله أن يسكنهم فسيح جنانه ويجزيهم عنا وعن الأمة خير الجزاء.

بدوره، أكد النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس بطولكرم فتحي القرعاوي، أن وفاة قامتين وطنيتين بحجم البرغوثي وأبو تبانة يعكس يوما حزينا وعصيبا جدا على الشعب الفلسطيني.

وقال النائب القرعاوي: إن فلسطين بفقدها القائد أبو عاصف البرغوثي ود. عدنان أبو تبانة تفقد اثنين من خيرة أبنائها المجاهدين الصابرين الثابتين.

وأضاف أن أبا عاصف البرغوثي من المجاهدين المعروفين، وهو سليل عائلة مجاهدة قدمت الشهداء والأسرى والجرحى.

 ولفت القرعاوي إلى أن القائد البرغوثي كان نعم السند لإخوانه الأسرى في جميع السجون، وهم يعرفون جيدا قيمته كقامة وطنية عملاقة، فهو صاحب مكانة رفيعة بين الأسرى من كل الفصائل، كما كان سندا وحاضنا لذوي الشهداء والجرحى. 

وبيّن أن أبا عاصف شخصية وطنية بارزة ومعروفة لها دور كبير وواضح على مستوى المقاومة في فلسطين وعلى مستوى الضفة الغربية تحديدًا، عادًّا أن خير دليل هو حجم التضحيات التي قدمتها عائلة البرغوثي التي لا تخفى على أحد.

وأعلن -اليوم الخميس- وفاة القياديين في حركة حماس عمر البرغوثي “أبو عاصف” من بلدة كوبر برام الله، والدكتور عدنان أبو تبانة من الخليل، متأثرين بفيروس كورونا.

كما نعى عضو المكتب السياسي لحركة حماس القيادي حسام بدران، القياديين في الحركة عمر البرغوثي وعدنان أبو تبانة.

وبكلمات حملت مشاعر الحزن والألم على فقد جبلين أشمّين من جبال فلسطين، قال القيادي بدران: “ماذا أقول وماذا يخط القلم؟! اليوم تبكيكم الأرض، وتفرح بمقدمكم السماء”. 

وأضاف بدران: “أبو عاصف وقد صحبتك في السجن الإداري بضع سنين، هل هناك كلمات توفيك حقك، حسبك أنك لا تذكر إلا وتحضر مع اسمك كلمات فلسطين والأرض، والثبات، والتضحية، والصمود والنقاء والإصرار”.

ولفت إلى أن أبا عاصف كان شخصا فريدا، يصلح مدرسة للأجيال كلها، بل ولكل الثوار في هذا العالم.

وفي معرض حديثه عن القيادي أبو تبانة، قال بدران: “أما أخي عدنان فهو ذلك الرجل الخلوق المعطاء الأصيل الذي لم يغير ولم يبدل”.

وأضاف: “عرفته في جامعة النجاح في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، ودخلت أنا وهو قسم التاريخ في حينها لنكون من أوائل من يدخل هذا التخصص من أبناء الحركة الإسلامية”.

وأردف: “أكمل عدنان دراسته حتى الدكتوراه، وأبدع في تخصصه كما أبدع في أموره كلها، والتقينا لاحقا في أحد الاعتقالات، ثم كنت أتابعه عبر منصات التواصل الاجتماعي، فما علمنا عليه إلا خيرا”.

بدوره، نعى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القيادي صالح العاروري القياديين في الحركة عمر البرغوثي والدكتور عدنان أبو تبانة.

وقال: “ننعى في هذا اليوم، رجليْن عظيميْن فارقانا في يوم واحدٍ وكأنهما على موعد، الأخ الحبيب المجاهد عمر البرغوثي “أبو عاصف”، والأخ الحبيب المجاهد عدنان أبو تبانة “أبو أنس”.

واستحضر العاروري مناقب القيادي البرغوثي، وذكر أنه “كان أسبق منا جميعًا إلى كل خير، وبدأ رحلة الجهاد والمقاومة منذ نعومة أظفاره، ودخل السجون في سبعينيات القرن الماضي، وأطلق سراحه في صفقتي وفاء الأحرار وعام 1985م، لكنه لم يتوقف عن المقاومة والجهاد في سبيل الله”.

وأكد أنه في كل مرة كان خارج السجون كان مجاهدًا وعاملًا في ميدان الجهاد والمقاومة، ولم يكن مرةً خارج السجون دون أن يكون على صلة بالمقاومين. 

كما وذكر العاروري مآثر القيادي أبو تبانة، وقال: “عرفناه مبكرًا أيضًا، وكان العمل الوطني والإسلامي همه الدائم، ولم يتخلف عن أي واجب يدعَى إليه”.

من جانبه، قال النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس في طولكرم عبد الرحمن زيدان: إن فلسطين والأمة الإسلامية تعيش مصابا جللا بفقدها قامتين وطنيتين كالشيخ أبو عاصف البرغوثي وعدنان أبو تبانة.

وأكد النائب زيدان أن القائدين البرغوثي وأبو تبانة لم تنل منهما عذابات السجون والأذى عن مواصلة الجهاد بالنفس والمال والولد حتى آخر نفس.

وأضاف زيدان: “فقدنا اليوم أخوين كريمين عرفناهما في ميادين التضحية والجهاد ثابتين على كلمة الحق، كل منهما نسيج فريد وكتلة من العزيمة التي لم تنثنِ ولم تلن”.

وتابع: “نحسب أنهما نالا ما تمنيا، ولقيا الله مقبلين صادقين”، داعيا الله لهما بالقبول وللشعب الفلسطيني بأسره بالصبر وحسن العوض والخلف من الله.