عمر البرغوثي.. كورونا يُغيب الثائر والأسير المحرر

رحل إلى ربه، قبيل قليل، بعد رحلة طويلة من الجهاد والمقاومة والتضحيات، سنوات عز وفخار بدأها الراحل الأسير عمر البرغوثي أبو عاصف (67 عاما)، من آخر سبعينات القرن الماضي، مثّل السجن فيها لأبو عاصف “حياة بديلة”، والحرية كانت كزائر يختطفه غول الاحتلال من بين أحضان العائلة دوماً.
وأفاد مراسلنا بوفاة الأسير والمناضل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، عمر البرغوثي، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
وأصيب أبو عاصف بفيروس كورونا قبل أيام، وأدخل على إثرها للمشفى بعد تدهور وضعه الصحي تدهورا خطيرا.
اتهمته قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية قتل فيها مستوطن إسرائيلي عام 1978م، مع شقيقه نائل (أقدم أسير سياسي في العالم، وأمضى 40 عاما بالأسر وما يزال)، واعتقل وحكم عليه بالمؤبد، ثم خرج من السجن في المرة الأولى بعد صفقة تبادل للأسرى عام 1985م.
أعاد الاحتلال اعتقاله مرات عديدة بعد الإفراج الأول، وأمضى في السجن قرابة 28 عامًا عاشت فيها عائلة عمر البرغوثي لحظات صعبة، تنقل أبو عاصف خلالها من سجن إلى سجن. أحكام مختلفة أنزلت بحقه ولمرات عدة كان يخرج من السجن ثم يعتقل وهكذا، منها 13 عاماً في الاعتقال الإداري.

وهو والد الشهيد صالح البرغوثي منفذ عملية “عوفرا” والذي ارتقى شهيدا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم 13 ديسمبر، وهو اليوم نفسه الذي أعادت فيه قوات الاحتلال اعتقال “أبو عاصف” ونجله عاصف، وأخضعا لتعذيب شديد في سجون الاحتلال.
وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2019، منزلي نجليه عاصم وصالح، في مشهد إرهابي احتلالي إلا أنه لم يفت من عضد المناضل الصنديد.

لم يقل إن ما قدمه لفلسطين يكفي، ولم يفكر بالتقاعد أو الاستراحة من المقاومة، وهو الذي انخرط في الانتفاضة الأولى، وساعد يحيى عياش، ووفر له المأوى.
في مراكز التحقيق كان يرفع من معنويات الأسرى الجدد، وكان يردد أمامهم شعاره الشهير “المعنوية عالية والمسكوبية واطية” (المسكوبية هو سجن إسرائيلي في مدينة القدس المحتلة).
لم يكتف أبو عاصف بما قدم لفلسطين، بل ربى أبناءه على الجهاد والمقاومة، ابنه عاصم أسير لدى قوات الاحتلال أمضى 5 سنوات، واستشهد نجله الآخر صالح يوم 13 ديسمبر الماضي بعد مطاردة أيام عدة بعد تنفيذه عملية بطولية في “عوفرا” قرب رام الله.

أبو عاصف الرجل الستيني الثائر والمناضل، يتميز بعلاقاته المميزة مع جميع أهالي قريته كوبر، وفي السجن أيضاً يحبه الجميع من التنظيمات الفلسطينية كافة، لاهتمامه ومحاولته حل مشكلات المحيطين به، وفق ما أفاد به أسرى محررون.
الرجل الستيني كان على العهد الذي بدأه مناضلا ثائراً ضد الاحتلال، وهمته بهمة الشباب. أطلق على ابنه البكر اسم “عاصف” عام 1977، حين كانت “العاصفة” الجناح العسكري لحركة فتح في أوج عنفوانها وتضحياتها ضد الاحتلال، وكان عمر أحد كوادر حركة فتح إلى أن استقر الأمر به الحال وأصبح أحد قادة حركة حماس.

الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...