أحمد ياسين .. شيخ الوحدة وأيقونة المقاومة

يصادف اليوم الذكرى الـ 17 على اغتيال الاحتلال الصهيوني الشيخ أحمد ياسين، مؤسس وزعيم حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الذي رحل بعد رحلة حافلة بالعطاء والتضحيات.
واغتالت طائرات الاحتلال الشيخ ياسين، فجر يوم الـ 22 آذار/ مارس 2004، بعد خروجه من صلاة الفجر، في مسجد “المجمع الإسلامي” بحي الصبرة، في مدينة غزة القريب من منزله، واستشهد برفقة تسعة من المصلين.
رحل شيخ فلسطين وبقيت سيرته نبراسا يضيء طريق السالكين نحو الحرية، وزرعه (حماس) تكبر وتُراكِم الإنجازات نحو فجر التحرير والنصر.
وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، تقريرا حول سياسة مؤسس الحركة، الشيخ أحمد ياسين، بمناسبة الذكرى السابعة عشر لاستشهاده، وموقفه من الوحدة الوطنية.
وأوضح التقرير أن “حماس”، حرصت منذ تأسيسها عام 1987 على وحدة الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله وقواه، وعدّتها المنطلق الأساسي لمقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين.
ومنذ انطلاقة الحركة، برز الشيخ المؤسس أحمد ياسين رائداً للوحدة الوطنية الفلسطينية، فقد تميز بخطاباته الوحدوية التي ما فتئ خلالها من دعوة القوى والفصائل كافة إلى الوحدة، والتي عدها أقوى سلاح في مواجهة الاحتلال، وفقا للتقرير.
وفي إطار حرصه على الوحدة الوطنية، أكد الشيخ ياسين عصمة الدم الفلسطيني منذ انطلاقة “حماس” قائلاً: الدم الفلسطيني فوق كل الخلافات، ونحـن نـرفض الفتنـة والصراع الداخلي، هذا منهجنا في القديم والحاضر والمستقبل.
الشيخ والوحدة
وبدأ اهتمام الشيخ بالوحدة الوطنية مبكرا، إذ بادر إلى تشكيل لجان الإصلاح الاجتماعي في قطاع غزة عام 1978، كخطوة أولى في خدمة الوحدة الوطنية التي تتمثل في العمل على تماسك المجتمع الفلسطيني ومواجهة مخططات الاحتلال الهادفة إلى ضرب وحدته.
كما ساهم الشيخ في تعزيز الوحدة الوطنية في المجالات كافة، حيث دعم الشيخ توجه حركة “حماس” وذراعها المسلحة كتائب القسام للقيام بعمليات عسكرية مشتركة مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الأخرى.
الخطاب الوحدوي
ومع بداية انتفاضة الأقصى تجلى اهتمام الشيخ أحمد ياسين وإخوانه في قيادة “حماس” بالوحدة الوطنية من خلال قرار الحركة بالانضمام للجنة المتابعة العليا للانتفاضة وذلك لتوحيد الجهود وتوجيهها نحو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
ومع إصرار الشيخ على مواصلة طريق المقاومة ومعارضته لاتفاق أوسلو، وبالرغم من فرض السلطة الإقامة الجبرية عليه، ظل الشيخ محافظا على الخطاب الوحدوي الضامن لوحدة الشعب الفلسطيني.
وخلال اعتقالات عام 1996 التي نفذتها السلطة ضد أنصار حركة حماس وكوادرها، نجح الشيخ في الحفاظ على حرمة الدم الفلسطيني، وتصويب البندقية تجاه الاحتلال الإسرائيلي فقط.
أوفياء لنهجه
سارت حركة “حماس” على نهج الشيخ ياسين من الدعوة للوحدة الوطنية والتمسك بها، ولم تكتفِ برفع شعارات الدعوة إلى الوحدة الوطنية وتماسك البيت الداخلي الفلسطيني فقط، بل ترجمت ذلك واقعاً عملياً وملموساً على الساحة الفلسطينية عبر سلسلة طويلة من العمل المشترك مع الفصائل كافة.
وواصلت “حماس” مساعيها بالجهود كافة للوصول إلى الوحدة الوطنية، ونجحت جهودها في تجسيد شراكة وطنية حقيقية تمثلت في مسيرات العودة وكسر الحصار، حيث لأول مرة في تاريخ الشعب الفلسطيني يخوض نضالًا موحدًا بكل الفصائل دون استثناء، وبمشاركة نخب الشعب وقواه المدنية والعشائرية.
كما رسخت “حماس” الوحدة الوطنية عبر تشكيل غرفة العمليات المشتركة التي كانت حلمًا، وقد تحقق هذا الحلم، وأصبحت مواجهة الاحتلال عسكريًا تقوم وفق سياسة واحدة، وقد مارست الغرفة مهامها بنجاعة كاملة، وأربكت حسابات العدو الصهيوني.
وفي وثيقتها السياسية أكدت حماس إيمانها وتمسكها بإدارة علاقاتها الفلسطينية على قاعدة التعددية والخيار الديمقراطي والشراكة الوطنية وقبول الآخر واعتماد الحوار، بما يعزّز وحدة الصف والعمل المشترك، من أجل تحقيق الأهداف الوطنية وتطلّعات الشعب الفلسطيني.
بوصلة واحدة
وتسعى الحركة جاهدة إلى توحيد بوصلة الجميع نحو الهدف الأوحد وهو الاحتلال الإسرائيلي ومقاومته، مؤكدةً ضرورة الوقوف صفاً متماسكاً ويداً بيد من أجل دحره عن الأرض الفلسطينية المحتلة.
وترى أن أمثل طرق إدارة الصراع مع الاحتلال، هو العمل المقاوم الموحد والمشترك وحشد طاقات الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال بكل الوسائل، وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة معه.
وفي ذكرى اغتيال مؤسس حركة “حماس”، لا تزال الحركة يدها ممدودة إلى القوى والفصائل الفلسطينية كافة للتوحد على برنامج وطني يحمي المقاومة، ويحافظ على الثوابت الوطنية من أجل دحر المحتل الغاصب، ونيل الشعب كل حقوقه المشروعة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...

غانتس يؤكد أطماع إسرائيل بمناطق الدروز في سوريا
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، أطماع سلطات الاحتلال بالمناطق التي يسكنها الدروز في...

أوروبيون لأجل القدس توثق 30 إصابة و55 حالة اعتقال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام وثقت مؤسسة “أوربيون لأجل القدس” ارتكاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي 756 انتهاكا خلال شهر أبريل/ نيسان...

حماس تطالب المؤسسات القانونية الدولية بضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم بتحمّل مسؤولياتها واستعادة دورها الحقيقي، وعدم الرضوخ لضغوط...

السجن 53 عاماً لأميركي طعن طفلاً فلسطينياً حتى الموت في جريمة كراهية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قضت محكمة أمريكية بسجن جوزيف تشوبا لمدة 53 عاماً، لإدانته بقتل الطفل الفلسطيني الأميركي وديع الفيومي (6 سنوات)،...

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...