كريمة النجار.. حلّقت بريشتها معلنة كسر إعاقتها

على كرسيها المتحرك كسرت كريمة حاجز الصمت، معلنة كسر إعاقتها المتمثلة بعدم القدرة على المشي، بعد حادث أليم تعرضت له منذ الصغر.

الشابة كريمة النجار صاحبة الـ 30 عاماً استطاعت رسم الأمل وكسر قيود الإعاقة، عبر رسمها للعديد من الشخصيات الوطنية والفنية بواسطة أدوات بسيطة ومتواضعة.

وتروي النجار، من بلدة خزاعة بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” حكايتها بالقول: “أصبحت رهينة الكرسي المتحرك جراء سقوطي على الأرض وأنا بسن الـ17، ما سببت لي الشلل النصفي في جسدي، ولم أستطع استكمال دراستي الثانوية نظراً لحالة اليأس الشديدة التي تعرضت لها”.

null

وأضافت: “لكن الإصابة لم تعقني طويلا لأن قوتي وعزيمتي كانت أكبر من حجمها، لتجعلني أمضي في درب الأحلام والاستمرار نحو تنمية موهبتي بالرسم، مهما كلفني الأمر من تضحيات وجهد”.

وأظهرت النجار موهبتها في الرسم إلى العالم، بعد أن فضلت عزل نفسها لمدة تجاوزت الـ5 أعوام بعيدا عن مواجهة الآخرين، لكنها استطاعت التغلب على هذه الحالة، وانطلقت لترسم الأمل بدلاً من الألم الذي رافقها خلال الإصابة.

واستطاعت الفنانة كريمة أن تطور من موهبتها في الرسم خلال ستة أشهر، عبر دورة في مجال الرسم، صقلت هوايتها لتمزج بين الهواية والدراسة وتنطلق في رحلة الإبداع.

وحولت النجار غرفتها الصغيرة إلى مرسم تتناثر فيها الرسومات والأقلام، تتنقل بينها وتحلق خارج قيود كرسيها المتحرك.

وتحولت كريمة بقوة إرادتها وعزيمتها لواحدة من الفنانات التشكيليات اللاتي أبدعن في فن البورتريه بالفحم وأقلام الرصاص.

ولفتت أنها كانت تحلم بأن تكون مذيعة مشهورة أمام الكاميرات، ولكنها بعدما أصبحت من ذوي الإعاقة، شعرت بأن حلمها انتهى وتحطم ولم تستطع تحقيقه، خاصة بعد إصابتها بالشلل النصفي.

وأشارت لمراسلنا أنها نفضت عنها غبار اليأس والألم، وانطلقت بإبداع لرسم الشخصيات الوطنية بدقة، مثل: ياسر عرفات ونزار قباني ومحمود درويش.

وتستخدم كريمة أدوات بسيطة في الرسم، منها قلم رصاص، ورقة A4، دفتر رسم، فرشاة مكياج، ممحاة، نظراً لقلة الإمكانيات المتاحة لها.

وتطمح النجار، إلى أن يكون لديها مرسم خاص بها، كي تستطيع عرض رسوماتها فيه، والمشاركة في مسابقات محلية وعربية ودولية، لكي تمثل ذوي الإعاقة في فلسطين.

null

null

null