الأربعاء 07/مايو/2025

عباس يُشهر سيف الفصل والإقالة.. هل باتت فتح تنظيم الرجل الواحد؟!

عباس يُشهر سيف الفصل والإقالة.. هل باتت فتح تنظيم الرجل الواحد؟!

لم يتردد رئيس السلطة الفلسطينية، رئيس حركة فتح محمود عباس، بإصدار قرار فصل بحق عضو اللجنة المركزية للحركة ناصر القدوة، بعد أنّ قرّر الأخير تشكيل قائمة من أجل الترشح للانتخابات القادمة بنية البحث عن فرصة للتغير، أو تقلد مناصب ذات نفوذ.

ويرى مراقبون ومحللون أنّ عددا كبيرا من القيادات الفتحاوية على مختلف رتبها التنظيمية تبحث عن فرص للتغير الجذري للخروج من عباءة تنظيم الرجل الواحد الذي يسيطر عباس على كل مفاصل القرار فيه بشكل يغيّب نفوذ الكثير من القيادات الفتحاوية الفاعلة.

ويتخذ عباس من قرار الفصل من اللجنة المركزية لحركة فتح قراراً نهائياً للتخلص من القيادات التي تفكر بالبحث عن أي فرصة للتغيير حتى لو كانت هذه الخطوة لمصلحة الحركة وكوادرها.

وعلى بُعد أيام من فصل القدوة، أعلنت المناضلة الفلسطينية وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، رشيدة المغربي، استقالتها من المجلس، وجاءت استقالتها من “ثوري فتح” في ذكرى استشهاد شقيقتها دلال.

وقالت على حسابها في فيس بوك: “كل عام وذكراكِ لا تمر مرور السلام.. كل عام وأنتِ أكثر سمواً. عاشت روحك الثائرة بوجه الظُلّام والمنبطحين والسحّيجة”.

وأضافت: “وبهذه المناسبة العظيمة أعلن استقالتي من المجلس الثوري لحركة فتح، وعاشت فلسطين”.

توقيت حساس

ويرى المحلل السياسي هاني البسوس، أنّ موضوع إقالة الشخصيات من حركة فتح ليس بجديد على عباس، ولكنه يأتي الآن في توقيت حساس قبيل الانتخابات، ما يدعو للقلق في داخل حركة فتح التي أصبحت الآن موزعة ومنقسمة بين تيارات مختلفة، وفق البسوس.

ويشير البسوس لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ هذا لن يؤدي إلى مصلحة فتح في الانتخابات، والتي قد تفقد كثير من الأصوات الانتخابية وتتوزع أصواتها على توجهات مختلفة، وبالتالي لن يحصل أيٌّ من هذه التوجهات على أي أغلبية.

ويضيف: “ما يجرى يؤكّد مدى الانقسام الحاصل، ودليل على التفرد في القيادة السياسية واستياء من بعض الشخصيات العامة في الحركة وطموح لدى شخصيات أخرى ترغب بالتغيير وأن تكون في سدة الحكم وأن تكون في قيادة الحركة لأنه ليس لها نفوذ”.

ويوضح البسوس أنّ قيادة فتح باتت محكومة بقيود أحادية الجانب من أبو مازن، وهو مدعوم في ذلك ببعض الشخصيات المتنفذة، وهذا كله يؤدي إلى نوع إلى الانقسام الداخلي والتيارات الجديدة التي ستضعف حتى نفوذ الحركة بالمجمل على المدى القصير على الأقل.

تنظيم الرجل الواحد

ولم تكن هذه المرة التي يشن فيها محمود عباس حملة من الإقالات ضد قيادات وزانة في حركة فتح، فقد شهد أغسطس لعام 2018 حملة إقالات ضد قيادات فتحاوية كان أبرزها إقالة رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، والقيادي محمد النحال، من رئاسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء، والإقالة المفاجئة لناصر القدوة من موقعه رئيسا لمؤسسة ياسر عرفات، وسحب ملف الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية من القدوة، وهي إحدى الدوائر التابعة لحركة فتح.

وتباينت في حينه دوافع عباس لإقالة هذه القيادات، وقالت مصادر فتحاوية إنّ قراقع أقيل بعد انتقاده لسلوك عباس بخصمه لرواتب الأسرى داخل السجون وذويهم المنتمين لحركة حماس، في حين كانت دوافع إقالة النحال خلافات نشبت بينه وبين مستشار عباس محمود الهباش، بعد تلاعب الأخير بأسماء بعثة الحج للعام الماضي من ذوي الشهداء.

وفي هذا الإطار يؤكّد المحلل البسوس، أنّ ذلك لا يدع مجالاً للمناكفة أو المنافسة مع أبو مازن داخل حركة فتح، “وإلا من يفعل ذلك سيصطدم بقرار الفصل والإقالة”.

التأثير على الانتخابات

ويشير المحلل السياسي إلى أنّ هناك غموضًا يكتنف مصير العملية الانتخابية في ظل ما يجرى داخل حركة فتح بالتحديد، متوقعاً أن يعلَن عن تأجيل هذه الانتخابات تمهيداً لإلغائها، في حين سيكون حوار القاهرة القادم محور الحسم حول مصير هذه الانتخابات.

ويضع البسوس سببين بارزين ممكن يبرر فيهما محمود عباس إلغاء الانتخابات؛ أولهما عدم وجود توافق بين الفصائل على آليات وضمانات لإجراء هذه الانتخابات، والسبب الثاني هي الحالة الوبائية وانتشار جائحة كورونا خاصة في الضفة الغربية والتي قد تعطل موضوع الانتخابات وإجراءها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات