رائد فتحي: مطالب الحراك الفحماوي حقوق مشروعة لفلسطينيي الداخل

أكد الشيخ د. رائد فتحي، رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني السابق، أن الحراك الفحماوي الفلسطيني، يعبّر عن المطالب والحقوق المشروعة لفلسطينيي الداخل المحتل، في سياق تفشي الجريمة وتواطؤ الاحتلال الإسرائيلي فيها.
وقال الداعية فتحي، في حوار مع “المركز الفلسطيني للإعلام“: “الحراك الفحماوي الرافض لانتشار الجريمة في الأوساط العربية في الداخل المحتل، جاء متناغماً بين كثير من القرى والبلدان الفلسطينية، وهذه المساعي توجت بحراك فحماوي تصدَّر المشهد في الداخل الفلسطيني”.
وأضاف: “الحراك الفحماوي يعدّ نموذجاً؛ حيث إنه حوى كثيرا من التيارات الفلسطينية والمجتمعية وحتى السياسية، والكل الفحماوي بتمامه وكماله مشارك في هذا العمل، بل إن أبناء أم الفحم بشتى انتماءاتهم وحتى الذين لا ينتمون للتيارات السياسية يرون الحراك الفحماوي حراكا رائدا”.
وشدد على أن الحراك يرفع سقف مطالب أم الفحم والداخل المحتل سوياً، قائلاً: “الحراك يمثل مرحلة جديدة في الوعي وفي البحث عن الذات وفي اكتشاف أن الأمن والأمان هو مطلب فلسطيني داخلي، وعلى كل الفلسطينيين أن يعملوا من أجل تحقيقه بأنفسهم بعيداً عن أذرع الأمن السلطوية الإسرائيلية”.
وذكر أن أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي إن لم تكن ساكتة عن تفشي الجريمة في الداخل المحتل، فإنها متواطئة بطريقة أو بأخرى حول الأمن في الداخل الفلسطيني.
رسائل عديدة
وحول الرسائل التي يحملها الحراك الفلسطيني الرافض لتفشي الجريمة، ذكر الداعية فتحي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الرسائل التي تحملها المظاهرات أبرزها أن انتشار الجريمة وتفشيها بات أمراً لا يطاق، وأنها تجاوزت الخطوط الحمراء.
ورأى أن ظاهرة العنف التي تضرب يميناً وشمالاً في الداخل الفلسطيني لا تستثني أحداً، قائلاً: “اغتالوا مع كل أسف الأئمة في وقت صلاة الفجر قبل دخولهم إلى مساجدهم، وقتلوا كبار السن وصغار السن، وقتلوا النساء، وتعددت حالات القتل في بعض البيوت ولم تفرق بين الذكر والأنثى”.
وأضاف: “إن دل هذا الأمر فإنه يدل على فوضى السلاح المنتشرة في الداخل المحتل الفلسطيني، وإن دلت فإنما تدل على أن الشرطة لا تأخذ دورها في القرى والبلدات الفلسطينية وفي الوسط العربي”.
وأردف بالقول: “الرسائل التي تحملها المظاهرات أن الفلسطينيين مصرون على التحرك من أجل تحصيل الأمن والأمان والضغط على الجهات المختصة بفرض تحصيل السلم الداخلي والأمن الداخلي”.
وأكد أن تحقيق هذه الأهداف سيمكّن فلسطينيي الداخل من تطوير وتشكيل هويتهم الداخلية وحالتهم الاقتصادية من جهة؛ وحالتهم المجتمعية من جهة أخرى؛ وكي يكون مجتمعاً عفاً نقياً قادراً أن يفكر في قضايا إستراتيجية وقضايا مستقبلية”.
الحراك وتأثيره
وعن مدى تأثير الحراك على الاحتلال الإسرائيلي وصانع القرار فيه، رأى الداعية فتحي أن القرار الإسرائيلي وبلا شك مرتهن بكثير من الأجندات، منها الأجندات الأمنية والأجندة السياسية والكثير من القرارات التي تطبخ في المطابخ الأمنية والمطابخ الخاصة في الفكر الصهيوني الإسرائيلي”.
وقال: “الحراك في الداخل الفلسطيني حرك المجتمع الإسرائيلي في طريقة أو بأخرى، وأيضاً حرّك الإعلام الذي كان قد عمي مطلقا عن أحداث الداخل الفلسطيني”.
وأضاف: “الإعلام الإسرائيلي الذي كان يغيّب أخبار القتل والدماء في الداخل الفلسطيني كتغطية عابرة وعندما تحدث حادثة في الوسط الصهيوني فإن الإعلام الإسرائيلي يهتم بذلك ويكون في واجهة الإعلام”.
وتابع: “لذلك فإن الحراك أولاً اضطر الإعلام الإسرائيلي أن يهتم به رغم صهيونيته، وأن يهتم بما يحدث في الداخل الفلسطيني وفي بعض الحالات أن يشرعن ويقبل بمثل هذه الوقفات والتظاهرات”.
وأكد أن الحراك الفلسطيني فرض نفسه على صاحب القرار السياسي وعلى أصحاب الأحزاب السياسية؛ بحيث أصبحت تتدافع، وبدأت كلها تعد الناخب الفلسطيني بالأمن والأمان، وأنها ضمن خطط الأحزاب الإسرائيلية في المرحلة القادمة، وأنها ستعمل من أجل القضاء على الجريمة وتحقيق الأمن والأمان.
وشدد أن حديث الأحزاب الإسرائيلية عن التغيير ينحصر في الحديث عن توسيع دائرة مراكز الشرطة، مؤكداً أن ذلك مجرد وعود في الفضاء والهواء.
الشباب والحراك الحر
وشدد على أن الحراك الفحماوي أثبت عدة أمور، أبرزها أن “العمل لشعبك وأبناء بلدك لا يحتاجُ ألقابًا جامعيّةً ولا إذنًا بالعمل، وأن الشباب هم مادة الشعوب ومعدن الحياة فيها”.
وقال: “جيل الشباب هو الأقدر على الالتحام والتوحُّد وتجاوز حواجز الفُرقة والتشرذم السياسيّ والعائليّ، وإن الحراك الفحماري يديرُ الشارع الفحماوي لا بحماسة مجموعةٍ من الشباب وحسب، وإنما برضا وتسليم القيادات والفعاليات السياسية كافة“.
ووجّه خطابه لشباب الحراك قائلا: “الحراك الفحماوي؛ بعد تواصلي المباشر بكم وبعملكم، لكم منّي شخصيًّا كل الحبّ والتقدير وأجمل الدعاء، بأن تظلوا منارةً ودرسًا في كتاتيب المروءة والوحدة والعطاء.. دمتم لأم الفحم ودامت أم الفحم بكم”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...

معظمهم أطفال.. 57 شهيداً ضحايا الجوع في غزة منذ بدء الإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفاد المكتب الإعلام الحكومي في غزة، بارتفاع عدد الوفيات في القطاع بسبب سياسة التجويع إلى 57 شهيداً، مرجحا ارتفاع عدد...

غانتس يؤكد أطماع إسرائيل بمناطق الدروز في سوريا
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد زعيم حزب "معسكر الدولة" الإسرائيلي المعارض بيني غانتس، أطماع سلطات الاحتلال بالمناطق التي يسكنها الدروز في...

أوروبيون لأجل القدس توثق 30 إصابة و55 حالة اعتقال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام وثقت مؤسسة “أوربيون لأجل القدس” ارتكاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي 756 انتهاكا خلال شهر أبريل/ نيسان...

حماس تطالب المؤسسات القانونية الدولية بضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم بتحمّل مسؤولياتها واستعادة دورها الحقيقي، وعدم الرضوخ لضغوط...

السجن 53 عاماً لأميركي طعن طفلاً فلسطينياً حتى الموت في جريمة كراهية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قضت محكمة أمريكية بسجن جوزيف تشوبا لمدة 53 عاماً، لإدانته بقتل الطفل الفلسطيني الأميركي وديع الفيومي (6 سنوات)،...

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...