السبت 10/مايو/2025

الطلاب الفلسطينيون في لبنان.. نجاح وإتقان رغم المعاناة!

الطلاب الفلسطينيون في لبنان.. نجاح وإتقان رغم المعاناة!

يحقق الطالب الفلسطيني في لبنان، نسب نجاح عالية، ليس فقط على الصعيد الثانوي، بل على الصعيد الجامعي، هذا الأمر ليس محض صدفة، بل هو عمل تراكمي ومستمر كانت له أسبابه.

ورغم هذا التفوق، يمر الطالب الفلسطيني بمواقف ولحظات مادية صعبة، وعلى الرغم من وجود عدد من الجمعيات والصناديق التي تقدم الكثير من المنح للطالب الفلسطيني إلا أنّ هذا الأمر لا يكفي نظرًا لظروف اجتماعية ودراسية صعبة للغاية.

مسؤول الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين في لبنان، عدنان أبو خميس، قال: إنّ عدد الطلاب المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” يبلغ 31.700 طالبًا، وفق المرحلة الدراسية من الصف الأول الابتدائي وحتى البكالوريا الثانية (الثانوية)، مبينًا أنّ هذا “التعليم مجاني إن تمّ داخل مدارس الأونروا فقط”.

وأضاف أبو خميس: “أما فيما يخصّ طلاب المرحلة الثانوية، فأعدادهم تتراوح بين 1300 و1500 طالب ينهي مرحلة البكالوريا، وينتقل إلى المرحلة الجامعية”.

وتابع: “وفيما يخصّ المرحلة الجامعية فأعباؤها وتكاليفها باهظة جدًا، بالنسبة للأوضاع الاجتماعية التي يعيشها الطلبة الفلسطينيون وذووهم، هذا عدا عن أنّ تكاليف الجامعات الخاصة قد ارتفعت بعد تدهور سعر صرف العملة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي، كذلك الجامعات الحكومية فعلى الرغم من أنّ تكاليفها رخيصة إلا أنّ بعض الأعباء تعدّ كبيرة على الطلاب وأهاليهم، بسبب قلة المداخيل أو انعدامها”.

وأوضح: “يدخل حوالي 50% من طلابنا الفلسطينيين الجامعات الخاصة، والعدد المتبقي يتنوع بين معهد سبلين أو معاهد خاصة أخرى أو في الجامعات الحكومية”.

وأردف مسؤول الرابطة الإسلامية، “الطالب الفلسطيني في لبنان مضطر أن يبقى متميزًا؛ كي يحصل على حسومات معينة من الجامعة كالمنح وأحسام معينة، أو حتى للتقدم إلى بعض الجهات المانحة للحصول على مساعدات مالية، فلذلك نجد أن معظم الطلبة الفلسطينيين في لبنان لديهم معدلات جامعية عالية بين الجيد جدًا والامتياز”.

واسترسل: أما فيما يتعلق بطلاب مرحلة الماجستير والدكتوراه، “نقسم هذا الأمر إلى شقين، طلاب الجامعات الحكومية غالبًا ما يكملون دراسات في علوم ومواد أدبية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن قرار الجامعات اللبنانية الرسمية أخذ أعداد محدودة من الطلبة الفلسطينيين يحرم عددا من الطلاب الفلسطينيين، فرصة التقدم إلى الجامعة الحكومية”.

وأضاف، “أما القسم المتعلق بمرحلة الدراسات العليا، فإنّ “أمرها أسهل لناحية توفر المواد في الجامعات الخاصة إلا أنّ تكاليفها باهظة جدًا، حتى لو حصل الطالب على منحة للدراسة فهي لا تغطي كافة النواحي، فيضطر الطالب إلى العمل بالتوازي مع مرحلته الدراسية”.

بدوره، قال الطالب آمن مرعي، وهو خريج هندسة اتصالات، من جامعة بيروت العربية: “يعاني الطالب الفلسطيني في لبنان من الأقساط المرتفعة للجامعات، خاصة لمن أراد منهم الالتحاق بالدراسات العليا”.

وأضاف مرعي: “أهدافي هي التعمق أكثر في اختصاصي حتى الحصول على الدكتوراه، ومحاولة إيجاد فرصة عمل طبعًا هذا غير متوفر في لبنان، لذلك ربما سأحاول الهجرة خارجًا”.

وتابع: “أستطيع خدمة قضيتي الفلسطينية عبر نجاحي وحصولي على درجات عالية، وأن أبرز صورة حسنة عن الطالب الفلسطيني، على الرغم من معاناة اللجوء وظروف الحياة الصعبة في لبنان”.

أما طموح عبد الرحمن خالد، وهو خريج ماجستير هندسة طبية إلكترونية، من جامعة اللبنانية الدولية، فهو الحصول على الدكتوراه.

وأضاف خالد، باستطاعة الطالب الفلسطيني تحقيق أهدافه على الرغم من العوائق العديدة التي ترافق مسيرته التعليمية، أهمها موضوع غلاء التكاليف الجامعية.

وتابع: “نحاول أن نكون بهذا النجاح الذي نحققه قدوة للطلاب في المرحلة الثانوية لإكمال دراستهم، لكن للأسف لا أمل لي في لبنان لذلك أنا أبحث عن فرصة لإكمال دراستي في الخارج”.

من جهته نصح عبد الله السهلي، وهو خريج ماجستير إدارة موارد بشرية، من جامعة اللبنانية الدولية، أن: “يأملوا بوطنهم فلسطين في سبيل تحقيق نجاحهم”.

وتابع: “دخول الجامعات سهل نوعًا ما، إلا أننا لا نستطيع أن نخفي بعض المشاكل المتعلقة بالأقساط، حيث إنّ المنح ليست كثيرة، والشروط تكون عالية جدًّا”.

وأوضح السهلي، “التلامذة الفلسطينيون متفوقون وأصحاب قدرات عالية، ولكن وضع البلد لا يشجع الشاب على إكمال دراسته، فيما كثير منهم يعملون في مهنة واثنتين لتسديد أقساطهم الجامعية”.

وأضاف السهلي: “نريد بنجاحنا هذا أن نري العالم بأننا أناس متحضرون ومثقفون، على عكس الصورة التي تروج بأننا أناس نعيش في الخيم، وأننا غير مثقفين، فيما كثير من الشباب الفلسطيني عندما توفرت الفرص أمامهم أثبتوا أنفسهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات