ملكة الورق.. إبداع ينطق على صفحة الألوان

تستحق الفنانة الشابة إيمان طيب لقب “ملكة الورق” بجدارة بعد أن حولت قصاصاته الساكنة إلى لوحات فنية تعكس روح الطبيعة وهموم غزة وقضايا فلسطين.

تحترف إيمان (24 عاماً) فن “الكويلنج” منذ 10 سنوات، وهو فن لف الورق الذي يسخّر استخدام شرائطه الملونة، و تُلف وتُشكل وتُلصق لإنشاء تصميمات ولوحات فنيّة.

null
وتعدّ إيمان أولى الفنانات اللواتي أدخلن هذا الفن في قطاع غزة، وقد بدأ معها كهواية قبل أن يصبح مهنةً لها بعد سنوات من الممارسة تشارك فيه في معارض وشركات فنيّة.

وتجسّد إيمان من قصاصات الورق الملونة قضايا فلسطينية مثل “القدس-الأسرى-الأقصى-الطبيعة”، ومؤخراً بدأت تستخدمه في مشغولات فنيّة للمناسبات السعيدة مثل الأفراح وأعياد الميلاد.

null
بداية فنيّة

لم تتوقع إيمان أن حصّة التربية الفنية التي عاشتها في المرحلة الإعدادية ستأخذها لمشوار فنّي تشق بعدها طريق الإبداع والاحتراف، وتعبّر بطريقتها الخاصّة عن حياة الفلسطيني بغزة.

تقول إيمان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “فن الكويلنج هو تشريح الورق المقوّى شرائح متساوية، تلفّ بإبرة الورق، وتشكّل منها أشكال فنيّة، وتُصنع لوحات وزخارف عديدة”.

ينقسم هواة “الكويلنج” إلى 3 مستويات: “مبتدئ، متوسط، محترف” خاضتها كلها الفنانة طيب حتى أضحت من أولى المحترفات بغزة.

ويمتاز هذا النوع من الفن بأنه يرسم الأشكال بدون استخدام طريقة الرسم التقليدية التي تقوم على القلم والفرشاة، وهو فن أصله غربي، أصبح له محبوه ومسوقوه على شبكة الإنترنت.

تجشمت في سنواتها الأولى مع “الكويلنج” ساعات طويلة لتجهيز لوحة واحدة، لكن خبرتها المتراكمة وتوفّر الأدوات اختصر الوقت كثيراً بين مراحل القص واللصق وحتى مرحلة الطباعة.

قضايا وعناوين

تستمدّ الفنانة إيمان عناوين لوحاتها من الطبيعة، وقد رسمت بالورق الملون أولى لوحاتها لطائر الطاووس، ثم صنعت مناظر طبيعية.

وتتابع: “وأنا في الثامنة عشر من عمري، شاركت بمعرض للخط العربي مع فنانين كبار كنت أصغرهم، وقدمت الخطّ العربي بقصاصات الورق، وكان ذلك عمل فنّي مختلف عنهم جميعاً”.

واجهت هوايتها الفنيّة في مرحلتها الأولى مشكلة توفّر الأدوات الفنيّة والتي كانت على بساطتها وتواضعها غير موجودة، حتى أفلحت مراسلاتها الإلكترونية والبريدية في جلب معداتها الخاصّة لاحقاً.

عندما تخرّجت إيمان من قسم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية عام 2018م، كانت شهرتها قد سبقتها، وأطلقوا عليها لقب “ملكة الورق”، فشاركت في حفل تخرجها الجامعي بإهداء لوحة لإدارة الجامعة تحمل شعار الجامعة الإسلامية.

تناولت أناملها الخبيرة موضوعات جديدة؛ فرسمت بالورق لوحات لمناسبات اجتماعية مثل أعياد الميلاد، وحفلات التخرّج، والزواج، وبدأت تشارك في معارض متخصصة، وتحظى بعروض تجارية حتى أضحى “الكويلنج” مهنتها.

تواصلت وزارة التربية والتعليم بغزة لاحقاً مع الفنانة إيمان، ودعتها لتقديم دورات تعليمية للطلاب والمساهمة في أنشطة ترفيهية.

وتضيف: “لدي منصاتي على مواقع التواصل الاجتماعي، وهناك زبائن من فلسطين ودول عربية رسمت لهم كل شيء، وأتلقى طلبات لشراء منتجاتي، وأجد تفاعلا كبيرا.

تحاول “ملكة الورق” في العام الأخير الخروج عن المألوف، فبدأت في رسم لوحات تستخدم كإكسسوارات للزينة في الأفراح، وترسم فوق لوحات زجاجية تقدّم باسم العروسين وتعلّق في حجرات الضيافة.

وتتابع: “الآن منشغلة بالخروج من فكرة الإطارات لأي لوحة، وأرسم جداريات كبيرة أيضاً لتطوير فن الكويلنج، لكني بحاجة لدعم مادي ودعم المؤسسات الثقافية التي لا تولي هذا الفن كثيرا من الاهتمام.

وتشارك الفنانة إيمان مع عشرات الفنانين في مجال “الكويلنج” في رابطة للفنانيين من كافة الدول العربية يتبادلون من خلالها التجربة والخبرة.

null
null
null
null
null
null
null
null