الثلاثاء 30/يوليو/2024

خربة البرج.. بنية تحتية معدومة تفاقمها انتهاكات الاحتلال

خربة البرج.. بنية تحتية معدومة تفاقمها انتهاكات الاحتلال

كغيرها من عشرات الخرب في المنطقة تعاني خربة البرج في الأغوار الشمالية، وتتقاسم كل هذه الخرب والقرى هموماً ومعاناة مشتركة، تسببها انتهاكات الاحتلال المتواصلة، وتضاعفها انعدام مقومات الحياة الرئيسة.

 وشن الاحتلال -أمس الثلاثاء- على خربة البرج عملية عسكرية استمرت لـ 3 ساعات متواصلة فكك فيها بركسات وحظائر للماشية. 

في المنطقة المصنفة “ج”، والتي تخضع بالكامل لسيطرة الاحتلال الاسرائيلي وتحيط بها مناطق تدريب عسكري لجيش الاحتلال ومستوطنات تضم تجمعات سكنية وأخرى عسكرية، تقع خربة البرج الصغيرة.

وبلغ عدد الخرب في المنطقة قبل احتلال عام 1967 ستًّا؛ وهي: المالح، وسمرا، والفارسية، والحمة، والديدية، وحمصة. تمتد من حاجز الحمرا حتى عين البيضا.

إضافة إلى 10 تجمعات رئيسة تضم خربًا صغيرة، يعيش فيها 380 أسرة ثابتة و130 أسرة متنقلة تعمل في تربية المواشي والأغنام. 

وتتبع خربة البرج لتجمع المالح الذي يصعب تحديد مساحته نتيجة لتآكلها المتواصل بسبب تناثر المستوطنات ومعكسرات جيش الاحتلال في المنطقة المستمرة بالتوسع.

تعيش في البرج 7 عائلات بدوية ثابتة يقدر عددهم بـ 60 نسمة يسكنون في الخيم والبركسات ويعملون في تربية الماشية والزراعة ويحاربهم الاحتلال في مصدر رزقهم الوحيد. 

ولا يكتفي الاحتلال بمنع البناء في خربة البرج؛ فيفكك البركسات وحظائر الماشية باستمرار ويصادر الخيام كما حصل أمس، ما يؤدي إلى نفوق أعداد كبيرة من الماشية، حيث يمتلك أهالي البرج ثروة حيوانية تقدر بحوالي 1000 رأس ماعز ونعاج.

تتكثف ممارسات الاحتلال القمعية في فصل الشتاء؛ فلا يعرف الأهالي كيف السبيل إلى حماية ماشيتهم من شدة البرد والمطر عندما يدمر الاحتلال حظائرهم ويمنعهم من إعادة تشييدها.

بنية تحتية معدومة
لا تقتصر المعاناة عند هذا فحسب؛ إذ يمنع الاحتلال الخربة من الحصول على أيٍّ من خدمات البنية التحتية، فلا يوجد بها ماء ولا كهرباء ولا طرق ولا شوارع، ولا حتى اتصالات. 

ونتيجة لانعدام البنية التحتية، فلا يوجد مدرسة أو مركز صحي أو أي مرفق آخر خاص بالخربة، فيضطر الأهالي لإرسال أطفالهم إلى مدرسة تياسير لتلقي التعليم، حيث وفر مجلس المالح حافلة لنقل الطلاب تخفيفاً من أعباء النقل يتحمل المجلس تكاليفها.

كما يفتقر التجمع إلى مصادر المياه، فيعتمدون فيها على صهاريج خاصة بأسعار باهظة جدا يصل سعر الكوب فيها إلى 25 شيكلًا مقابل 1.5 شيكل سعر الكوب في الآبار المحلية.

أما الكهرباء في الخربة فليست أفضل حالاً؛ فيعتمد أهالي البرج على 3 خلايا شمسية في الحصول على شيء من الكهرباء، حصلوا عليه بتبرع من مؤسسة “فلسطين الغد”.

تدريبات عسكرية
في حين أن المأساة الأكبر التي يواجهها سكان خربة البرج، هي قيام جيش الاحتلال بتدريبات عسكرية متواصلة طيلة أيام الأسبوع عدا الجمعة، تهدد حياتهم وتعرضها للخطر، ما يجبرهم على إخلاء منازلهم لساعات وقد تصل أحياناً لأيام.

تشمل هذه التدريبات إطلاق نيران وقذائف دبّابات في المراعي وقرب مناطق سكناهم، بعض السكّان ارتأوا إخلاء منازلهم خلال التدريبات خوفاً على حياتهم، كما امتنعوا عن الخروج مع مواشيهم إلى المراعي.

يذكر أن خربة البرج سميت بهذا الاسم لوجود برج أثري فيها يزيد عمره على 250 سنة، وجزء من أراضيها للبطريركية اللاتينية، وتشكل الخربة منطقة طبيعية وأثرية جميلة خاصة في الربيع؛ حيث تكتسي بالخضار والورود، وتكثر الدعوات لزيارتها لدعم صمودها وحمايتها من المصادرة.

(حرية نيوز)

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات