الأحد 04/مايو/2025

الاحتلال يناور بقضية إعمار الأقصى.. ما التفاصيل؟!

الاحتلال يناور بقضية إعمار الأقصى.. ما التفاصيل؟!

قالت مؤسسة القدس الدولية: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع أعمال الترميم الداخلية في قبة الصخرة المشرفة، منذ السبت الماضي، مبينة أن سلطات الاحتلال تقايض “الأوقاف الإسلاميّة” منذ عامين، للسماح لها بترميم بعض مرافق “الأقصى”، مقابل إعادة إغلاق مصلى باب الرحمة، أو استخدامه بشكلٍ لا يجعله مفتوحاً أمام المصلين.

وأوضحت المؤسسة، في بيان، اليوم الثلاثاء، أن قوات الاحتلال اقتحمت قبة الصخرة لمنع الترميم، وصادرت السلم، وبعض المعدات التي يستخدمها طاقم لجنة الإعمار التابعة للأوقاف الإسلامية في القدس، عادّةً أنّ ذلك “عدوان خطير مترافق مع توظيف إجراءات مكافحة وباء كورونا لخنق البلدة القديمة في القدس، ومنع الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك، وتوسيع قاعدة الحفريات في ساحة البراق بمعداتٍ ثقيلة وبحفرياتٍ بعمق عشرين متراً بما تستهدف تدمير الآثار المملوكية والأيوبية، وتوسيع دائرة الاستيلاء على محيط الأقصى فوق الأرض وتحته”.

ولفتت “القدس الدولية” إلى حصولها على معلومات مؤكدة بأن “تعطيل الترميم في قبة الصخرة جاء في إطار هذه المقايضة؛ إذ تصر شرطة الاحتلال على تنفيذ الأمر القضائي بإغلاق مصلى باب الرحمة كشرطٍ للسماح بأي أعمال صيانة أو ترميم في الأقصى مهما كانت صغيرة”.

وشددت المؤسسة على “ضرورة التمسك بموقف مجلس الأوقاف، والهيئة الإسلامية العليا “الذي أعلن مصلى باب الرحمة مصلًّى مفتوحاً أمام المصلين، وجزءاً لا يتجزأ من الأقصى، وهو القرار الذي يمثل إرادة جماهير القدس وفلسطين التي فتحت المصلى في 22 شباط/ فبراير 2019، وإرادة الملايين من الأمة الإسلامية التي لا تقبل أن يفرض الاحتلال فيه إرادته أو قرار محاكمه”.

وذهبت “القدس الدولية” إلى أن التراجع عن فتح مصلى باب الرحمة، سيغري المحتل بالمراهنة أكثر على هذه المقايضة لكونها مجدية.

ورأت المؤسسة “أن سحب صلاحيات الترميم من الأوقاف الأردنية سياسة ثابتة للاحتلال، يمضي إليها بشكلٍ متدرج، انتقلت في الحقبة الماضية من منع الترميم إلى منع أعمال الصيانة الروتينية لشبكات الكهرباء والإنارة والحجارة المتضررة”.

وأضافت: “والمحتل يقصد وضع المسجد بأبنيته التاريخية التي يزيد عمر معظمها عن ألف سنة تحت سيف الإهمال والتآكل بتغييب يد الصيانة والعناية المستمرة، وهو ما يهدد بتدمير أهم إرثٍ تركه الأردن في المسجد الأقصى المبارك عبر الإعمارات المتتالية التي سمحت للمسجد الأقصى بالوصول إلى أحد أفضل حالاته المعمارية تاريخياً رغم قيد الاحتلال على مدى عقودٍ من الزمن، والمحتل اليوم يتطلع إلى الإضرار بالأقصى بكل الوسائل الممكنة بما فيها محو هذا الإرث”.

وأشارت “القدس الدولية” إلى أن “الاحتلال اغتصب جزءاً مهماً من صلاحيات الترميم من الأوقاف التابعة للأردن، حين تولت بلدية الاحتلال ترميم السور الجنوبي الغربي للأقصى في كانون الآخِر/يناير 2019، وحين تولت شرطة الاحتلال مباشرة ترميم الخلوة الجنبلاطية التي تغتصبها في صحن الصخرة في أيار/مايو 2019، واستولت على غرفة تسوية تقع تحتها، وهو ما يهدد بشكلٍ وجودي دور الأوقاف والأردن في إعمار المسجد الأقصى المبارك”.

وأكدت المؤسسة أن مقايضة إغلاق مصلى باب الرحمة ليس إلا مناورة تكتيكية من طرف الاحتلال، وأن اغتصاب صلاحية الإعمار من الأوقاف الأردنية سياسة ثابتة ماضية في طريقها ينبغي التصدي لها، والتكيف معها ليس خياراً”.

وحذرت “القدس الدولية” من أن العدوان الإسرائيلي على “الأقصى” يقع في قلب أجندة الدولة الصهيونية بمختلف أطيافها، وقد باتت محكومة بأطياف اليمين الديني-القومي.

وتوقعت “القدس الدولية” أن يكون العدوان على المسجد الأقصى المبارك، “موضوعاً مركزياً للمزايدات الانتخابية بين الأطياف الإسرائيلية”، وأكدت ضرورة التعامل مع المسجد الأقصى المبارك والعدوان بوصفه عنوانًا مركزيًّا من عناوين المواجهة مع المحتل.

ودعت “القدس الدولية”، التيارات والحركات الشعبية إلى جعل ما يجرى في “الأقصى” في قلب اهتمامها، وإلى فرض التراجعات على المحتل.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات