الجمعة 28/يونيو/2024

محمد أبو نجم.. رصاصات غادرة تنهي حياة مليئة بالعطاء

محمد أبو نجم.. رصاصات غادرة تنهي حياة مليئة بالعطاء

منذ نعومة أظافره، حطت رحال محمد أبو نجم في مساجد يافا، وكبر وترعرع بها، حتى أصبح شاباً يافعاً، مليئا بالأفكار الإبداعية والطاقة الإيجابية والحماس الفلسطيني للدفاع عن أرضه المحتلة، ومساجدها ومقدساتها التي يحاول الاحتلال الصهيوني سلبها.

أبو نجم (40 عاماً) تخصص في إدارة الأعمال، وأدار مكتباً للتدقيق المالي والمحاسبي، لم يمنعه ذلك من العطاء وبذل المال والجهد دفاعاً عن فلسطين، وتشجيعاً لمواطنيها في الداخل المحتل، أمام عنجهية الاحتلال.

قيادة معسكرات التواصل
في عام 2013م، ووفق رصد ومتابعة “المركز الفلسطيني للإعلام“، قاد أبو نجم، ممثلاً عن الحركة الإسلامية في أراضي 48 المحتلة، “معسكرات التواصل مع مقدسات يافا” والذي نظمته الحركة الإسلامية بالتنسيق مع مؤسسة الأقصى للوقف والتراث.

في مهرجان المعسكر، صدح أبو نجم بصوت جهوري ضج المكان بغضبه تارة، وهدوئه تارة أخرى، بما تعانيه المقدسات الإسلامية من تهويد واحتلال ومحاولات “إسرائيلية” للسيطرة عليها، بمزاعم قانونية يكون فيها الاحتلال الحاكم والجلاد والسارق.

وقال في حينها: “إن التواجد في مدينة يافا هو لتجديد العهد مع مقدساتها التي هي هويتنا ورمز وجودنا في هذه البلاد”، حيث جرى في فعاليات تلك المعسكرات، أعمال ترميم لمقدسات المدينة وأمكانها الإسلامية كمقبرة الكزخانة التاريخية، ومسجدي السكسك وحسن بيك”.

الاغتيال
أبو نجم، وهو مسؤول الحركة الإسلامية في مدينة يافا، والتي حظرها الاحتلال الإسرائيلي عام 2015م، تعرض الأحد لعملية اغتيال على يد مجهولين، أثناء وجوده في شارع “هسابا مشبولا” في مدينة يافا.

وكان للراحل أبو نجم دور بارز في تشكيل لجنة الأمناء للوقف الاسلامي، بجانب عمله مديراً لمركز حراء لتحفيظ القرآن الكريم، وسعيه لتشكيل لجنة صلح في مدينة حيفا.

وتصاعد معدلات جرائم القتل في الداخل المحتل، حيث بلغ منذ بداية العام 2021م عدد ضحايا الجرائم 6 فلسطينيين، وسط إهمال “إسرائيلي” وسعي لتأجيج الصراعات المسلحة في أراضي 48، عبر نشر الأسلحة بهدف البلطجة والقتل والصمت عنها.

مناقب الشهيد
الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية في أراضي 48، أكد أن الشيخ محمد أبو نجم هو نجمٌ أطفأته رصاصات الغدر في عز الظهيرة وهو في عز العطاء.

وقال الشيخ الخطيب: “لمن أراد أن يعرف حجم الخسارة بمقتل بل استشهاد محمد أبو نجم، أقول إن محمد لم يكن مدير مكتب حسابات فقط، وإنما ولمواهبه وقدراته وتميزه فإنه يصلح لإدارة حقيبة وزير في حكومة تدير دولة”.

وأضاف: “الحكومة الإسرائيلية هي من تقف خلف سياسة انفلات السلاح، وبالتالي عليها تقع مسؤولية الجرائم التي يرتكبها المجرمون”.

طالب العلم الشّرعي
أما الشيخ د. مشهور فواز قال: “اللّهم إليك نشكو قلة حيلتنا، اللهم إني أشهدك أنّه من خيرة طلبتنا، ومن أرجحهم عقلاً وأحسنهم خلقاً، إنّه المحاسب طالب العلم الشّرعي التّقي الحيي المجتهد الذكي أخي وتلميذنا الشّيخ محمّد أبو نجم ابن مدينة يافا شهيد رصاص الغدر”.

وأضاف: “يا أهلنا، إنها فتنة ليس لها من دون الله تعالى كاشفة، فالفرار الفرار إلى الله سبحانه، اللّهم قد ضاقت بنا السّبل، وسدّت أمامنا الأبواب، ولم يبق لنا إلا بابك”.

وفي حديث صحفي سابق، أكد الراحل الشيخ أبو نجم أن: “مدينة يافا من أكثر المواقع في مدن فلسطين التي بها مقدسات، إن كان مقابر أو مساجد أو أوقاف يعود ريعها إلى المحتاجين والمصلحة العامة في المدينة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات