تل أبيب تكثف تعاونها مع واشنطن تزامنا مع توترات المنطقة

شكلت زيارة الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، إلى إسرائيل، قبل أيام، ترسيخاً للمفاهيم السائدة بينهما، باعتبار أن الأبعاد العسكرية والاستخباراتية تعد عاملا حاسما لصالح تطوير علاقاتهما، بل ركيزة أساسية فيها، وتأكيدا على تنمية شراكاتهما الاستراتيجية والتشغيلية والاستخباراتية والتكنولوجية، لاسيما في عصر الاضطرابات السياسية والوقائع الإقليمية المعقدة.
نحن أمام الزيارة الثالثة لإسرائيل التي يقوم بها “ميلي” خلال عام، لكن زيارة الأيام الأخيرة ذات توقيت شديد الدلالة، وزيادة لتكهنات تشير أن إدارة ترامب تفكر باتخاذ خطوة استباقية ضد إيران قبل إنهاء ولايته، رغم أن طبيعة الزيارة تكمن في تعزيز القوات الأمريكية في المنطقة، وقد تحمل تحذيرا، عن استعداد أمريكي وإسرائيلي لرد محتمل على عملية إيرانية مهمة أوائل العام الجديد، بعد عام على اغتيال قاسم سليماني، وإطلاق صواريخ على السفارة الأمريكية في بغداد، ودخول الغواصة “جورجيا” لمياه الخليج لأول مرة منذ 8 سنوات.
بجانب النتائج المحددة للزيارة الحالية، فمن المهم رؤيتها في السياق الأوسع للعلاقة التي نشأت في الجيل الأخير بين الجيشين الإسرائيلي والأمريكي، من حيث زيارات منتظمة للقيادات العليا، قنوات الحوار المستمرة والمتواصلة، التدريبات المشتركة الثنائية ومتعددة الأطراف لأسلحة الجو والبحرية والبرية من الجانبين، بما في ذلك مناورة سنوية واسعة النطاق تركز على الدفاع الصاروخي.
تشمل جوانب العمل العسكري المشترك الأمريكي الإسرائيلي مشاركة القوات الجوية الأمريكية في مناورات العلم الأزرق كل سنتين، وشراء أنظمة أسلحة متطورة من إسرائيل، بجانب التعاون الاستخباراتي المتعمق على عدة مستويات.
“على المستوى الاستراتيجي حصل تغيير في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بإسرائيل من الدول التي التزم الجيش الأمريكي بحمايتها ضد التهديد الخارجي، فعلى سبيل المثال اعتبرت السعودية سابقا أن إسرائيل عدوا، حينها توخّت العسكرية الأمريكية الحذر بعلاقاتها مع إسرائيل، أما اليوم، فانقلب الوضع رأسا على عقب، وبدا واضحا للجيش الأمريكي أن إسرائيل وعدد من دول الخليج، في الموقف ذاته الأمني والاستراتيجي.
هذا التغيير في مكانة إسرائيل الإقليمية يثير رؤية النظام الأمريكي، لأنه يكشف عن أهمية متزايدة لمساهمتها المحتملة في الخطوط العريضة لاستخدام القوة الأمريكية في حالة الطوارئ، وتعزيز الشراكة الثنائية.
في النهاية فإن زيارة ميلي الأخيرة لإسرائيل ترسخ بشكل كبير موقفها في أعين النظام العسكري والمستوى السياسي الرفيع في واشنطن، وما يرتبط به من بناء القوة والردع والمكانة السياسية لها، خاصة في هذه الفترة التي تشهد تغيير الإدارة الأمريكية، والاضطرابات السياسية المستمرة في إسرائيل، ما يزيد من تعزيزها، بما في ذلك مبادرة لنقل إسرائيل إلى مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، مما سيترك تبعاته بالضرورة على علاقاتها الإقليمية بالتزامن مع جوقة التطبيع الجارية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ألبانيز: الجميع مسؤول أمام القانون الدولي لصمته على المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين
تونس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن...

أبو سلمية: نفاضل بين الجرحى والمرضى والمنظومة الصحية شبه منهارة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام قال مدير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، محمد أبو سلمية، إن الأطباء في المستشفى يفاضلون بين المرضى والجرحى. وأضاف أبو...

القوات اليمنية: نفذنا عمليتين استهدفتا مطار رامون ردًا على جرائم الاحتلال
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأربعاء، تنفيذ سلاح الجو المسير عمليتين عسكريتين استهدفتا مطار رامون في...

حماس: عملية جنين أبلغ رد على محاولات الاحتلال إخماد المقاومة
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء اليوم الأربعاء، إن عملية إطلاق النار البطولية التي وقعت عند حاجز الريحان...

إصابة جندي إسرائيلي بعملية دهس في الخليل واستشهاد المنفذ
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد، يوم الأربعاء، منفذ عملية الدهس قرب حاجز "سدة الفحص" جنوبي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، والتي أسفرت...

قرار أمريكي بإغلاق مكتب الشؤون الفلسطينية في القدس
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قرر السفير الامريكي في الكيان "مايك هاكبي" وفي خطوة غير مسبوقة إغلاق مكتب الشئون الفلسطينية في القدس ودمجه...

إصابة 4 مستوطنين بعملية إطلاق نار قرب جنين
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب 4 مستوطنين عصر اليوم الأربعاء، في عملية إطلاق نار استهدفت سيارة قرب مدينة جنين، قبل أن ينسحب منفذ العملية من...