الركن الشديد.. مناورة عسكرية باحتضانٍ شعبيّ في غزة

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي احتفاءً بمناورات الركن الرشيد الأولى فلسطينيا بين الفصائل والأجنحة العسكرية.

وما أن بزغت شمس الثلاثاء حتى بدأت الاستعدادات من الفصائل تجهيزا للمناورة الكبرى، لتتهافت قلوب الجماهير وعيونهم لمشاهدة هذا الحدث النوعي والضخم.

وحظيت مناورة “الركن الشديد” التي أطلقتها “الغرفة المشتركة” لفصائل المقاومة، باهتمام كبير من الجمهور الفلسطيني ومحبي المقاومة في العالم.

وتفاعل آلاف النشطاء بنشر صور وأحداث المناورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة، في حين نقلت بعض الفضائيات الأحداث المباشرة للمناورة عبر شاشاتها.

وتحت وسم #الركن_الشديد، عبر المغردون الفلسطينيون والعرب عن فخرهم بما وصلت إليه المقاومة الفلسطينيّة، موجهين الشكر للمقاومة التي استطاعت الصمود رغم المؤامرات والتطبيع الذي سارت إليه بعض الأنظمة العربية.

الإعلامية في قناة الجزيرة غادة عويس كتبت: “في رسالة بأن كلمة الفلسطيني ستظل هي الفصل ويده ستبقى هي العليا، وأن اتفاقيات التطبيع لن تغير شيئا، وأن الشعب ومقاومته خط الدفاع الأول عن الأرض، وأن المطبعين مكانهم مزابل التاريخ لتبقى قضية فلسطين قضية العرب والمسلمين وكل أحرار العالم، أطلقت فصائل المقاومة بغزّة مناورات #الركن_الشديد”.

— Ghada Oueiss غادة عويس (@ghadaoueiss) December 29 2020

الكاتبة الفلسطينية من الضفة الغربية لمى خاطر، أوضحت أن مناورات #الركن_الشديد في غزة  تجسد رسالتيْ: الوحدة والقوة، الوحدة على قاعدة متينة نظيفة، والقوة النابعة من دوام الإعداد والاستعداد.

وشددت على أن السر ليس في المكان، بل في صدق وإرادة منهج القائمين عليه، والذين ما كان لجهد الإعداد أن يزهر ويثمر لو كانوا مغيبين عن غزة، أو كان حضورهم هامشيا.

من جهته غرد أدهم أبو سلمية عبر حسابه على تويتر قائلاً: اللهم بارك في #غزة، واحفظ أهلها، وكن عونًا لمقاومتها.

وأشار إلى أن #الركن_الشديد.. عنوان مرحلة وليس مجرد مناورة، مرحلة تحمل معها رسالة حُب واطمئنان لكل أبناء أمتنا وشعبنا أن #فلسطين بخير ما دامت نواتها الصلبة (المقاومة) بخير.

وعدّ أن المناورة رسالة لعدوها أن المقاومة يقظة، وأن كل محاولات حصارها فشلت وستفشل.

— أدهم أبو سلمية #فلسطين ???????? (@adham922) December 29 2020

من جانبه علق المحلل السياسي عبد الله العقاد على المناورة عبر صفحته الشخصية على فيسبوك قائلا: #الركن_الشديد المناورة التي ليست اختبارًا للجهوزية، وإن كان هذا واجباً متحصلاً، ولكنها إعلان تشكل جبهة وطنية موحدة، لنواة جيش التحرير الشعبي.

أما الصحفي محمد القيق، فأشاد بالمناورة وكفاءة التنسيق وتنظيم المنصة والخلفية العسكرية وقوة الكلمة.

ولفت إلى وجود متحدث واحد وملثم بالكوفية الفلسطينية دون سلاح على المنصة، وكذلك الحضور للعلم الفلسطيني وحده، مشددا على أن ترتيب فعاليات المناورة ودرجة التنسيق تدلل على التطور.

أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام
ورأى أن توقيتها ومجريات الأحداث الإقليمية دلالة أمنية أكثر منها استعراضية.

وشدد على أن التخلي عن الحزبية ووضع الأولوية للوحدة الوطنية وفلسطين سيجعل من الغرفة المشتركة بيت الثقة الذي يمهد لإلغاء كلمة “فصائل” غير المرغوب بها محليا ودوليا نظرا للتشويه المتراكم للكلمة في الإقليم والحروب الأهلية واستبدالها بقوات أو جيش أو غرفة مشتركة دفاعية.

null

وقال: “التركيز على كلمة دفاعية في المناورات كان خطوة ذكية من قيادة المشتركة؛ لأن الدبلوماسية العسكرية السائدة في العالم الآن هي كلمة “دفاعية”، والتي تندرج تحتها حروب ومجازر واحتلال يرتكبه الغزاة باسم الدفاع وينسبون لأصحاب الحق كلمة هجمات وإرهاب”.

وختم بقوله: “ما بعد المناورات.. تطوير وتعاون ميداني ومظلة دبلوماسية ومناورات سياسية عابرة للحدود ملزمة للأصدقاء، ورادعة لمن بصمته أو تطبيعه أو تآمره يحطم كل أمل بالوحدة والقوة سواء فلسطينيا أو عربيا”.

وأعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، انطلاق مناورات الركن الشديد، خلال مؤتمر صحفي صباح الثلاثاء.

وانطلقت المناورات برشقات صاروخية تجريبية أطلقتها المقاومة صوب البحر، وسط تحليق للطائرات المسيّرة التابعة للمقاومة.

وتأتي المناورة بالتزامن مع ذكرى معركة الفرقان والعدوان الصهيوني على قطاع غزة نهاية عام 2008.

وتستمر المناورة حتى صباح غد الأربعاء، ويتخللها انتشار لعناصر المقاومة، وحركة نشطة لمركبات الإسعاف والدفاع المدني والأمن والشرطة في جميع المحافظات، وتُسمع أصوات إطلاق نار وتفجيرات.