مناورة دفاعية أم دق لطبول الحرب؟

يشهد القطاع مناورة تنفذها غرفة العمليات المشتركة التي تضم كل فصائل المقاومة، وتحمل المناورة اسم (الركن الشديد)، في إشارة إلى أن المقاومة هي ركن القوة في مشروعنا التحرري، فوحدة وتعاون هذا الكم من فصائل المقاومة في هذه المناورة أكسبها ميزة خاصة لتصبح أكثر شدة وقوة في مواجهة العدو الإسرائيلي.
وقد استرشدت المقاومة الفلسطينية بالتسمية من الآية الكريمة، “لَوْ أَنَّ لي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكْنٍۢ شَدِيدٍۢ” (هود – 80)، لارتباط التسمية بالحاجة لممارسة فعل الدفاع من خلال هذه المناورة، والتي تعكس البأس الشديد والقوة والقدرة الظاهرة نتيجة التعاضد والترابط والتعاون الحاصل بين مقاتلي فصائل المقاومة، لتصبح هذه الغرفة بوحدتها قادرة على رد العدوان والنيل من العدو، وتقديم هذا النموذج المشرف الذي نحن بصدده.
وتأتي مناورة الركن الشديد في هذا السياق الهادف إلى إظهار القدرات الدفاعية للمقاومة بعد أن نُفذت في السابق عشرات المناورات الحية للفصائل بشكل منفرد، وكان أبرزها ما نفذته كتائب القسام في 25/03/2018م تحت مسمى “الصمود والتحدي”، لكن ما يميز هذا الفعل اليوم أنه الأول والأضخم على مستوى القطاع، ويضم كافة الفصائل.
فالمقاومة الفلسطينية تؤمن تماما بأن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي تحتاج لوحدة صف المقاومة؛ لتكون قوتها أكثر زخما وقدرة على تحقيق الردع، وتفشل مخططات العدو الرامية لتفكيك كل عوامل القوة في الساحة الفلسطينية، وحتى تتمكن من تحقيق الهدف المركزي وهو تحرير فلسطين، لذلك خاضت المقاومة عشرات العمليات المشتركة، وواصلت العمل لتطوير الجهد حتى توج ذلك بتشكيل الغرفة المشتركة.
هذه الخطوة لن تكون الأخيرة فعمليات التطوير لا زالت جارية لتحسين دور هذه الغرفة وتطوير أدائها وتعزيز دورها بشكل أكبر، لتصبح الناظم والمرجع في المواجهة مع الاحتلال، والمنطلق لتشكيل يمتد لكل الأراضي الفلسطينية، وقد تتغير المسميات حينها، فيمكن أن تصبح في مرحلة مثلا (هيئة الأركان العامة) أو (قيادة أركان المقاومة) وقد تتغير تسمية فصائل المقاومة لتصبح مجتمعة الجيش الوطني لتحرير فلسطين.
كل التغييرات واردة، وكل المسميات قد تكون حاضرة ومطروحة للنقاش، وهي تعكس حرص قيادة فصائل المقاومة على تطوير نفسها، والارتقاء بالأداء ونقله لمستويات متقدمة من العمل، ما يمكنها من زيادة حجم وزخم الفعل في مواجهة تنامي التهديدات واستمرار العدوان، ويوفر لها مستويات مهمة من الردع.
وتراقب المقاومة الفلسطينية التهديدات الإسرائيلية المستمرة للقطاع في ظل المناورات العدوانية التي تجريها قوات الاحتلال في الآونة الاخيرة، والتي تستهدف القتال الخاطف والهجوم المباغت على غزة أو إمكان الدخول البري واحتلال مناطق تحت القصف الجوي المتواصل، وقد استخدم الاحتلال في مناوراته المختلفة القوة البرية والجوية والبحرية، فكان من الضروري أن تتأهب فصائل المقاومة وترفع درجة الجاهزية لدى مقاتليها استعدادا لأي تهديد أو عدوان محتمل.
في ظل اعتقاد الجيش الاسرائيلي أن القطاع هو الجبهة الأكثر ضعفا وهشاشة، ويمكن الاستفراد به، وشن عدوان جديد عليه، وذلك في ضوء المخاطر المترتبة على مهاجمة جبهة الشمال أو مواجهة إيران في الوقت الراهن، مستغلا بذلك الظروف الاقتصادية والصحية المتدهورة في غزة نتيجة الحصار وتفشي جائحة كورونا.
لكن بات من الواضح أن المقاومة التي يعرفها العدو في جولات سابقة، أصبحت مختلفة تماما اليوم، فما تمتلكه وتخفيه عن العدو يخالف كل تقديراته الأمنية والعسكرية، وقد استطاعت المقاومة إرسال بعض التحذيرات الميدانية وغيرها للاحتلال في مناسبات متعددة، حتى يتنبه العدو لنفسه، ويتحسَّس رأسه جيدا، قبل الدخول في أي مغامرة قد تكلفه ثمنا غير مسبوق.
فاليوم لن يقف الثمن عند جنوده وآلته الحربية وجبهته الداخلية، فنحن نتحدث عن ثمن سيطيح بوزراء حرب وقيادات أركان، وربما يمتد للمساس بمكانة مستويات سياسية كبيرة داخل الكيان، ويقضي على حظوظهم ومستقبلهم السياسي، ويفرض واقعا مختلفا يرضخ في ضوئه العدو الإسرائيلي لتقديم تنازلات تحت النار.
صحيفة فلسطين
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

استشهاد المعتقل إسماعيل الأسطل في سجون الاحتلال
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر حقوقية استشهاد المواطن محمد إسماعيل الأسطل نتيجة التعذيب الوحشي في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت مصادر...

محمد طوباسي .. مدني فلسطيني اغتاله الاحتلال لأنه رفض التخابر معه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن وثق شهادات مقلقة تفيد بقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي شابًّا مدنيًّا في قطاع...

الاتحاد الأوروبي تطالب الاحتلال بعدم تسييس المساعدات الإنسانية بغزة
بروكسيل - المركز الفلسطيني للإعلام قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن الوضع في غزة لا يمكن أن يستمر على هذا النحو. وفي...

كتائب القسام تنعى القائد خالد الأحمد إثر عملية اغتيال في لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام نعت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، القائد الميداني خالد أحمد الأحمد، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي...

استشهاد الصحفي نور الدين عبده بقصف إسرائيلي على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الصحفي نور الدين مطر عبده، صباح اليوم الأربعاء، جراء قصف إسرائيلي خلال تغطيته المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في...
مصر وقطر تؤكدان استمرار جهودهما في الوساطة بشأن غزة للوصول إلى التهدئة الشاملة
المركز الفلسطيني للإعلام أكدت جمهورية مصر العربية ودولة قطر، في بيان مشترك اليوم الأربعاء، استمرار وتنسيق جهودهما في ملف الوساطة من أجل التوصل إلى...

الاحتلال يغتال قياديا في القسام باستهداف مركبة بصيدا جنوب لبنان
المركز الفلسطيني للإعلام استشهد قيادي ميداني من كتائب القسام، الجناح العسكري، صباح اليوم الأربعاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية، مركبة في مدنية...