الرسم والنحت يلتقيان في لوحات تيماء سلامة

في لوحاتٍ يغلبُ عليها التسطيح الهندسيّ، تُجسد تيماء سلامة (23 عاما) علاقة تمرئٍ ومُحاكاة بين الرسم والنحت؛ لِتضع فيها كل ما يجول في خاطرها من أفكار؛ لتدهش كل من يراها، ومُمكّنةً بذلك المكفوفين من لمسها، وهذا ما أخرجها عن نمطية اللوحات التشكيلية.
بعد تخرجها في الثانوية العامة قررت تيماء أن تختار تخصصًا تُطوّعه لأجل تطوير شغفها وموهبتها بالرسم شقّت فيه خُطاها نحو الفن الذي أطلق لها عنان الإبداع بلمساتها الفريدة في تشكيل الطين وتحويله إلى فن راقٍ وملموس يمكن تذوقه.
تقول لمراسلنا: “كنت أرسم كل ما يجول بخاطري منذ الصغر من شمس وبحر وأشجار وعائلة، ولكن قبل خمس سنوات بدأت بالطريق فعليًّا نحو الرسم عند دخولي تخصص الفنون بالجامعة”.
تميزت سلامة بلوحاتها عن غيرها من أصحاب الفن باستهدافها فئة المكفوفين من خلال دمج الرسم بالنحت الريليف، وبأن لوحاتها تكون مجسمة ذات بعدين باعتبار الرسم والنحت.
عملت على تعزيز موهبتها من خلال الاستمرار في الرسم، والتوجه إلى المؤسسات التي تدعم الفن والفنانين، والمشاركة في المعارض والمسابقات الفنية.
وشاركت سلامة في معارض عدة أسهمت في تطوير موهبتها وصقلها كان أبرزها: “معًا نحلق عاليًا، فن الأمل، معرض جائزة الفنان إسماعيل شموط، إبداعات طريقنا، لن تُغتال لوحاتنا، مهرجان الفيديو أرت أكسجين”.
فاهتمام سلامة لم يقتصر على فن النحت فحسب؛ بل امتد لجميع الفنون التشكيلية، من الرسم بالفحم، وأشغال فنية، وغيرها من الأشكال الأخرى، بيد أنّ النحت “فن الريليف”، الذي يخدم فئة المكفوفين، هو الذي جذبها؛ لكونهم من أكثر الفئات تهميشًا بالمجتمع.
الفكرة جاءت إليها بعد مصادفتها فتاة مكفوفة أتت رفقة صديقتها إلى معرض، وكانت تصف لها اللوحات الموجودة داخل المعرض، فلامست لوحات تيماء بيديها، وتمكنت من الشعور بمعنى اللوحة.
لطالما كان الفن كفيلًا بالتعريف بالقضايا الإنسانية، ومن منطلق شعورها بالمسؤولية المجتمعية تُجاه المكفوفين، تناولت سلامة قضايا عامة وخاصة في لوحاتها ليلامسها المكفوفين؛ ساعيةً لدمجهم في المجتمع الفلسطيني وقضاياه؛ إذ إن لديهم قدرات وطاقات كبيرة لا تقل عمّن سواهم.
بعد دمجها الرسم والنحت في لوحاتها، واستهدافها فئة المكفوفين، لاقت سلامة تفاعلًا كبيرًا من وسائل الإعلام المحلية والدُولية ولا سيّما مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، ما عزّز لديها الرغبة في تطوير نفسها.
الطينة الهوائية هي الأداة الأساسية التي تستخدمها تيماء أثناء عملها بالنحت؛ فتلك الطينة هي بديل لطينة الفخار، ولكن لعدم وجود ألوان للفخار فهي تستخدم هذه الطينة للتلوين عليها؛ لتخرج اللوحة بأسلوب راقٍ.
جسدت تيماء بلوحاتها القضية الفلسطينية من تراث، وهوية، وتاريخ، ومشاهد من الدبكة، والعائلة الفلسطينية؛ لإيصال تلك القضية للعالم أجمع أن فلسطين ملكٌ لنا.
حاليًّا تعمل سلامة على فكرة الصياد والبحر التي تتحدث عن الشاب الفلسطيني الذي لا يجد عملًا بتخصصه الجامعي، و من الممكن أن يتوجه إلى هذه المهنة، لأن البحر من المفترض أن يكون بوابة للأمل ولكنه مغلق نتيجة الحصار الشديد.
مشروعها ينفذ ضمن برنامج المنح الإنتاجية؛ تنفيذ محترف شبابيك دائرة الفن المعاصر التابعة للاتحاد العام للمراكز الثقافية، وبالشراكة مع مؤسسة عبد المحسن القطان عبر منحة مشروع “الفنون البصرية نماء واستدامة” الدورة الثانية.

الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...