الأربعاء 07/مايو/2025

الرسم والنحت يلتقيان في لوحات تيماء سلامة

الرسم والنحت يلتقيان في لوحات تيماء سلامة

في لوحاتٍ يغلبُ عليها التسطيح الهندسيّ، تُجسد تيماء سلامة (23 عاما) علاقة تمرئٍ ومُحاكاة بين الرسم والنحت؛ لِتضع فيها كل ما يجول في خاطرها من أفكار؛ لتدهش كل من يراها، ومُمكّنةً بذلك المكفوفين من لمسها، وهذا ما أخرجها عن نمطية اللوحات التشكيلية. 

بعد تخرجها في الثانوية العامة قررت تيماء أن تختار تخصصًا تُطوّعه لأجل تطوير شغفها وموهبتها بالرسم شقّت فيه خُطاها نحو الفن الذي أطلق لها عنان الإبداع بلمساتها الفريدة في تشكيل الطين وتحويله إلى فن راقٍ وملموس يمكن تذوقه.

تقول لمراسلنا: “كنت أرسم كل ما يجول بخاطري منذ الصغر من شمس وبحر وأشجار وعائلة، ولكن قبل خمس سنوات بدأت بالطريق فعليًّا نحو الرسم عند دخولي تخصص الفنون بالجامعة”. 

تميزت سلامة بلوحاتها عن غيرها من أصحاب الفن باستهدافها فئة المكفوفين من خلال دمج الرسم بالنحت الريليف، وبأن لوحاتها تكون مجسمة ذات بعدين باعتبار الرسم والنحت. 

عملت على تعزيز موهبتها من خلال الاستمرار في الرسم، والتوجه إلى المؤسسات التي تدعم الفن والفنانين، والمشاركة في المعارض والمسابقات الفنية.

وشاركت سلامة في معارض عدة أسهمت في تطوير موهبتها وصقلها كان أبرزها: “معًا نحلق عاليًا، فن الأمل، معرض جائزة الفنان إسماعيل شموط، إبداعات طريقنا، لن تُغتال لوحاتنا، مهرجان الفيديو أرت أكسجين”. 

فاهتمام سلامة لم يقتصر على فن النحت فحسب؛ بل امتد لجميع الفنون التشكيلية، من الرسم بالفحم، وأشغال فنية، وغيرها من الأشكال الأخرى، بيد أنّ النحت “فن الريليف”، الذي يخدم فئة المكفوفين، هو الذي جذبها؛ لكونهم من أكثر الفئات تهميشًا بالمجتمع.

الفكرة جاءت إليها بعد  مصادفتها فتاة مكفوفة أتت رفقة صديقتها إلى معرض، وكانت تصف لها اللوحات الموجودة داخل المعرض، فلامست لوحات تيماء بيديها، وتمكنت من الشعور بمعنى اللوحة. 

لطالما كان الفن كفيلًا بالتعريف بالقضايا الإنسانية، ومن منطلق شعورها بالمسؤولية المجتمعية تُجاه المكفوفين، تناولت سلامة قضايا عامة وخاصة في لوحاتها ليلامسها المكفوفين؛ ساعيةً لدمجهم في المجتمع الفلسطيني وقضاياه؛ إذ إن لديهم قدرات وطاقات كبيرة لا تقل عمّن سواهم.

بعد دمجها الرسم والنحت في لوحاتها، واستهدافها فئة المكفوفين، لاقت سلامة  تفاعلًا كبيرًا من وسائل الإعلام المحلية والدُولية ولا سيّما مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، ما عزّز لديها الرغبة في تطوير نفسها. 

الطينة الهوائية هي الأداة الأساسية التي تستخدمها تيماء أثناء عملها بالنحت؛ فتلك الطينة هي بديل لطينة الفخار، ولكن لعدم وجود ألوان للفخار فهي تستخدم هذه الطينة للتلوين عليها؛ لتخرج اللوحة بأسلوب راقٍ.

جسدت تيماء بلوحاتها القضية الفلسطينية من تراث، وهوية، وتاريخ، ومشاهد من الدبكة، والعائلة الفلسطينية؛ لإيصال تلك القضية للعالم أجمع أن فلسطين ملكٌ لنا. 

حاليًّا تعمل سلامة على فكرة الصياد والبحر التي تتحدث عن الشاب الفلسطيني الذي لا يجد عملًا بتخصصه الجامعي، و من الممكن أن يتوجه إلى هذه المهنة، لأن البحر من المفترض أن يكون بوابة للأمل ولكنه مغلق نتيجة الحصار الشديد. 

مشروعها ينفذ ضمن برنامج المنح الإنتاجية؛ تنفيذ محترف شبابيك دائرة الفن المعاصر التابعة للاتحاد العام للمراكز الثقافية، وبالشراكة مع مؤسسة عبد المحسن القطان عبر منحة مشروع “الفنون البصرية نماء واستدامة” الدورة الثانية.


الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...