السبت 29/يونيو/2024

بحصارٍ وتصعيد.. غزة تختتم عاما على أعتاب آخر!

بحصارٍ وتصعيد.. غزة تختتم عاما على أعتاب آخر!

العدوان على الأرض والإنسان في فلسطين المحتلة هواية الاحتلال التي أدمنها منذ عشرات السنين مستفيداً من اختلال موازين القوى الدولية لمصلحته، وتراجع الدعم العربي لقضية فلسطين.

كل شيء بات ممكناً عدا أن تخلع “إسرائيل” قفازاتها الملطخّة بالدم وهي تمثل دور واحة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط في حين تفتح النار يومياً على الأبرياء خارج إطار القانون وتواصل جريمة الاستيطان والتهويد بالضفة والقدس.

وشهد عام 2020 جولات تصعيد عسكرية وجرائم عدوان متكررة للاحتلال في كامل فلسطين وخاصة قطاع غزة المحاصر قد تكون أقل حدة مما وقع عامي 2018 و2019، لكنها تأتي في ظروف أكثر حساسية من عمر القضية.

غيوم التصعيد لا تمطر فوق غزة وحدها؛ فثمة رياح تهب من جبهة جنوب لبنان وأخرى من الحدود السورية مرتبطة بإيران في كثير من الجولات.

ويرى مراقبون أن الاحتلال لن يتخلى عن سلوكه العسكري العدواني وجرائمه في العام الجديد 2021، وأن أداءه سيتأثر بملفات تشغل العالم أهمها جائحة كورونا وتطورات الملف الإيراني وأي تغير مرتقب من الإدارة الأمريكية تجاه قضية فلسطين.

عدوان متكرر
وعلى قاعدة “غارة وصاروخ” أضاء القصف الإسرائيلي ليل غزة عشرات المرات طوال 2020م في حين استمر إطلاق النار على المزارعين والمواطنين على حدود غزة.

استمرار حصار غزة صمم واقعاً ميدانياً وجد فيه الفلسطيني نفسه مضطراً لإشعال الغضب حتى ينظر العالم لمعاناته وهو يغرق فيه سلسلة أزمات ويطوّقه الاحتلال بأسلاك من نار.

ويؤكد رامي أبو زبيدة، الباحث في الشأن العسكري، أن عام 2020 شهد جولات تصعيد أقل حدة من عامي 2018 و2019م، وأن عدد جولاته كان 10-12 جولة لم يتجاوز أطولها عدة أيام.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أبرز جولات عام 2020م هي جولة أعقبت استشهاد شاب على حدود خان يونس فوق أسنان جرافة في مشهد هزّ العالم في شباط، وجولة أخرى أعقبت اغتيال نشطاء من الجهاد الإسلامي في سوريا أطلقت المقاومة فيها 114 قذيفة وانتهت بتدخل وسيط مصري”.

وتعد جولة التصعيد في مايو عام 2020م من أهم جولات التصعيد خلال العام التي امتدت عدة أيام استخدم فيها الفلسطينيون الأدوات الخشنة والقذائف أمام استمرار الحصار وانتهت بتدخل الوسيط القطري.

وكان الاحتلال يتنصّل بعد كل جولة تصعيد تنتهي بتدخل مصر أو قطر لاستعادة الهدوء والاتفاق على إدخال تسهيلات للحياة اليومية في غزة ما جعل فتيل الانفجار قصير عقب كل تهدئة.

ويقول اللواء يوسف شرقاوي، المحلل العسكري: إن عام 2020 شهد جولات تصعيد متكررة، لكن الأهم فيها قدرة المقاومة على إثبات أنها “مقاومة غير مردوعة”.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تابعنا قذائف صاروخية عام 2020م أكثر دقة، وربما تكون الأهداف مؤخراً ومستقبلاً نخبوية منتقاة وغير مسحية. المقاومة بحاجة لتعزيز حماية جبهتها الداخلية والتزود بأسلحة متطورة أكثر”.

وكرر الاحتلال طوال عام 2020 من أسلوب قصف مواقع المقاومة بالطائرات الحربية والمدفعية زاعماً سقوط قذائف للمقاومة قرب الحدود أو في الداخل المحتل كانت تأتي غالباً عقب عملية قتل أو عداون بحق الفلسطينيين.

مستقبل 2021
جوقة العدوان في أروقة الاحتلال دوماً مكتملة النصاب؛ فالطائرات الحربية جاهزة للقصف بعد دقائق من أي تطور ميداني على الحدود التي أوشك الاحتلال على إكمال إقامة جدار خرساني على حدودها.

ورغم حالة التوتر الميداني الدائم على حدود غزة ولبنان وتطورات المشهد على الحدود السورية والعلاقة مع إيران إلا أن غزة على ضعفها تبقى الحلقة الأقرب للانفجار.

ويشير رامي أبو زبيدة، الباحث في الشأن العسكري، أن غزة تعد منطقة مضطربة، ومستقبل التصعيد في 2021 يراوح المنطقة الرمادية، وتتأثر بدرجة كبيرة بمستقبل “نتنياهو” وأزماته والإدارة الأمريكية الجديدة. 

ويتابع: “لا يجب إغفال جائحة كورونا من مستقبل تصعيد أي جولة 2021م ومنافسة الأحزاب الإسرائيلية المستمرة، ونتنياهو راغب في تصعيد بغزة أو لبنان وسوريا، لكن الآن بسبب كورونا الكل لا يرغب في بدء جولة تصعيد أو عداون”.

ولا يمكن إغفال تطورات المشهد في إيران الذي تجمعها علاقة مهمة بأطراف المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا ودول أخرى خاصّة بعد اغتيال قاسم سليماني ومحسن زاده خلال 11 شهراً مضت.

ويرى اللواء يوسف شرقاوي، المحلل العسكري، أن عام 2021 سيكون مختلفًا عن عام 2020، مرجحاً دخول الاحتلال في جولات جديدة بغزة ولبنان؛ تمهيداً لأي عدوان على إيران.

ويضيف: “قد يسعون لتحييد جبهة غزة ولبنان قبل ضرب إيران، وربما يخوضون تصعيدًا على 3 جبهات بوقت واحد؛ لأنهم أخبروا مصر مؤخرًا في لقاءٍ حمل رسالة للمقاومة وإيران أن إسرائيل لن تكون وحدها ليعيدوا إنتاج مشهد العدوان على اليمن”.

ورغم الإرادة الإسرائيلية التي اعتادات تاريخياً نقل الصراع لأرض جيرانها بالقصف والعدوان إلا أن فشل التحالف الإسرائيلي مع أنظمة عربية مؤخراً قد يفكك مزيدًا من العقد في رؤية الاحتلال العسكرية والأمنية.

ولا يستبعد المحلل شرقاوي أن ينتهي الصبر الإيراني على عمليات الاغتيال والقصف والتفجيرات فوق أرضها بمفاجأة ضد “إسرائيل”، عندها ستكون أمام مشهد تحاول فيه إسكات جبهة غزة ولبنان سوياً قبل تكرار الرد.

حصار غزة وأزماتها المتواصلة التي تكبر عاماً بعد عام تكبر معها هموم ومعاناة المواطن عام 2021م المرتقب وبقاء الحياة اليومية دون انفراجة اقتصادية أو سياسية يجدد العودة دوماً لحلقات التصعيد التي قد تعرف بدايتها ولا يتوقع أحد كيف ستنتهي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات