تجاذبات خلال لقاء الفصائل والمدير العام لـأونروا في لبنان

شهد الاجتماع الذي عقد بين المدير العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” كلاوديو كوردوني، وقيادات الفصائل والقوى الفلسطينية في بيروت، اليوم الجمعة، “تشنجات وحديّة في المواقف بين الطرفين”.

وقالت مصادر خاصة لـ”قدس برس”: إن مداخلات ممثلي الفصائل الفلسطينية عدّت أن مضمون كلام إدارة “أونروا” لا يتطابق مع الواقع، وأن ممثلي الفصائل “رأوا أن الحجج والمبررات التي قدمتها الوكالة، غير حقيقية وغير واقعية، مطالبين “الأونروا” بضرورة تحمل مسؤولياتها”.

ووفقًا للمصدر ذاته؛ فإن المدير العام للوكالة في لبنان كلاوديو كوردوني، قال: إن “عددًا من الدول تريد لقضية اللاجئين الفلسطينيين أن تتبخر، وإن هناك لعبة دولية تقودها أميركا وإسرائيل من أجل شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين، ومحاصرة الأونروا ضمن هذا الإطار”.

وأردف المصدر: “كورودوني” دعا إلى شراكة من أجل معالجة وتخطي العقبات، عبر تقديم المقترحات ومعالجة الأمور بالحوار.

وأشار المصدر إلى أنّ المدير العام قد أكد تعامله فيما يتعلق بالموضوع الصحي الخاص بفيروس “كورونا”، “وفقًا لتعليمات منظمة الصحة العالمية، وهو أمر أثار استياء حضور ممثلي الفصائل، الذين رأوا أنه لا يقدم المطلوب أبدًا”، أما فيما يخصّ التربية والمدارس، “فأكد المدير العام أنه يطبق ما تطلبه منه وزارة التربية والتعليم اللبنانية، إلا أنّ قيادات الفصائل قد عقبت على الموضوع بالقول إلى أنّ ما يجري على الأرض، لا يتطابق مع حديث المدير العام”.

وتابع المصدر: “المدير العام للوكالة في لبنان، أشار إلى أن دولة الإمارات العربية امتنعت عن تقديم أي شيء للوكالة، فيما وعدت دول أخرى بتقديم مساعدات قريبة، وأنه يعول على المؤتمر الذي سيعقد بشهر آذار/مارس القادم؛ للحصول على تمويل من  قبل الدول المانحة”.

بدوره قال نائب المسؤول السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في لبنان، جهاد طه: إنّ “اللقاء الذي حصل بين الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية مع المدير العام للوكالة في لبنان، من أجل وضع الأونروا عند مسؤولياتها، خاصة بعد القرارات الجائرة التي اتخذتها مؤخرًا، يعطينا صورة سوداوية عن واقع الأونروا ومستقبلها”.

وتابع طه: “يجب أن تتحمل الوكالة والأمم المتحدة والمجتمع الدولي مسؤولياتها تجاه مجتمع اللاجئين؛ لأن الهدف الأساسي من إنشاء هذه المؤسسة، هي إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في هذه المرحلة التي تتفاقم فيها الأوضاع داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية”.

وأردف: “بالنسبة إلينا في حركة حماس نرفض كل القرارت التي تمس حياة اللاجئ الفلسطيني”.

وأكد: “سنقف إلى جانب شعبنا ومعه في كافة المطالب المحقة، وسنقوم بحراكات وفعاليات وسنلوح بالعصيان المدني؛ حتى تتحمل الأونروا والمجتمع الدولي مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين”.

وأوضح القيادي في “حماس”: “السياسة التي تمارسها الوكالة لا تخدم سوى مضامين صفقة القرن والمسعى الصهيوني والأميركي، لشطب المؤسسة الدولية”.

من جهته، قال المسؤول السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، سمير لوباني: “الاجتماع طرح مع المدير العام للأونروا المشكلات التي تواجهها وسبل إيجاد حل لها”.

وأشار لوباني خلال حديثه مع “قدس برس”، إلى أن القوى والفصائل الفلسطينية أوضحت أنها “ليست على خلاف أو مواجهة مع الوكالة، بل تتمسك بها وبمهامها وتريد حليفًا وشاهدًا على القضية الفلسطينية”.

وأوضح القيادي في الجبهة: “اقترحنا على إدارة الأونروا تشكيل خلية أزمة مشتركة بين الأونروا والفصائل الفلسطينية للعمل على تأمين تمويل وموازنة ثابتة لها”.

وبين أن المدير العام للوكالة “أبدى تفهمه وجهوزيته لكافة الحلول، إلا أنه أكد وجود ضغوطات سياسية ومؤامرة تعمل على تفقير الأونروا”.

وفي السياق، شارك مئات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، اليوم الجمعة، بالاعتصام الحاشد أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” الرئيس في العاصمة اللبنانية بيروت؛ “رفضًا لإجراءات الوكالة التقليصية، القاضية بإلغاء برنامج الدعم الدراسي”.

وقال عضو اللجنة القطاعية لاتحاد المعلمين في لبنان، حسان السيّد: إنّ “موقفنا وتحركاتنا التصعيديّة في لبنان ستبقى مستمرة، حتى لو تراجعت رئاسة المؤتمر بالأقطار الخمسة عن ذلك؛ لأن حقوقنا لم نحصل عليها بعد”.

وأضاف السيّد، خلال حديثه لـ”قدس برس”: “على الرغم من الحشد الكبير الذي حضر إلى أمام مقر الوكالة، إلا أنّ إدارة “الأونروا” لم تزعج نفسها بالتحدث إلينا أو لقائنا، مع علمنا بوجودهم في مكاتبهم، ولذلك سعينا وبكافة الطرق والسبل الممكنة أن يصل صوتنا إليهم وبكافة اللغات العربية والانكليزية والإيطالية”.

وتابع: “قمنا اليوم بوضع قرار الفصل داخل زجاجة من المياه، وقلنا للإدارة (انقعوا قراركم بالمي واشربوه)، علّ ذلك يحرك من ضميرهم”.

من جانبه أكد المتحدث باسم العاملين في برنامج الدعم الدراسي، عثمان عطية، “حق الأساتذة بالأمان الوظيفي، وحقهم في التثبيت، وضرورة استمرار البرنامج وأهميته على الطلاب ،جراء الخدمات التي يقدمها لهم”.

 بدوره أشار رئيس مؤتمر المعلمين في لبنان، إبراهيم مرعي، إلى توجه العاملين نحو اتخاذ خطوات تصعيدية قادمة تتمثل بـ”عدم فتح المدارس إن انتهى العام الحالي دون عودة برنامج الدعم الدراسي، والبدء بخطوات تصعيدية من الأسبوع القادم، قد تصل حدّ الإضرابات في المدارس”.

وتناول مرعي الآثار السلبية لقرار وقف برنامج الدعم، وقال: إن “وكالة الأونروا التي تتغنى بحقوق الإنسان، تجبر الشعب الفلسطيني على أن يكون طعامًا للأسماك، أو أن يتجمدوا في الغابات، كما أكد على اعتراضه على المساس بحقوق الموظفين”.

وشدّد مرعي على الالتزام بقرار التصعيد، قائلًا: “ملتزمون بالتصعيد ومقاطعة الإدارة، حتى إلغاء قرار وقف برنامج الدعم الدراسي”.

من جهته، أشار الموظف ربيع عباس في كلمة قدمها باسم كلمة لائحة العودة والكرامة، إلى “ضرورة نبذ الخلافات والوقوف صفًّا واحدًا، لأن برنامج الدعم يوحد وبرنامج الدعم يؤيده الجميع”.

وثبّت المعتصمون صورا للأطفال الطلاب المنتفعين من برنامج الدعم الدراسي على جدران مقر وكالة أونروا في بيروت، كما رفع المشاركون في الاعتصام يافطات وضعت عليها مطالبهم وشعاراتهم.

المصدر: قدس برس