72 عاما للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. والفلسطينيون تحت ظلم الاحتلال

في الذكرى الثانية والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية، لا يزال الشعب الفلسطيني يتعرض لظلم وقهر كبيرين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، الذي يضرب بعرض الحائط المواثيق والأعراف الدولية كافة.
يقول مركز الميزان لحقوق الإنسان في تقرير تلقى “المركز الفلسطيني للإعلام” نسخة عنه، إن هذه المناسبة تمر هذا العام في ظروف بالغة القسوة يعانيها الفلسطينيون، حيث تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما حقهم في الحياة والكرامة وتقرير المصير. كما يتعرض الفلسطينيون لحملة تمييز عنصري مستمرة، وتحاول سلطات الاحتلال إسكات الأصوات التي تنتقد انتهاكاتها، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والدولية والفلسطينية.
ففي الضفة الغربية والقدس المحتلة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم، وتتوسع في هدم المنازل وبناء وتوسعة المستوطنات غير القانونية، وتفصل المدن والأحياء السكنية عن بعضها البعض من خلال نظام حواجز أمنية دائمة ومؤقتة؛ تحول فيها حياة الفلسطينيين لجحيم، وتدعم وتوفر غطاءً لاعتداءات المستوطنين اليومية بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وفي القدس تواصل قوات الاحتلال سياسة التطهير العرقي من خلال هدم المنازل وتهجير سكانها العرب، ومنعهم من ترميم منازلهم، وتحاصرهم في أحيائهم، وتفرض الضرائب الباهظة على الفلسطينيين بقصد التضييق عليهم، ما تسبب في نتائج اجتماعية واقتصادية مدمرة لعبت دوراً جوهرياً في توسيع ظاهرة الفقر وزيادة أعداد الفقراء ومست بجملة حقوق السكان لاسيما الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفق “الميزان”.
وأوضح المركز أنه وفي قطاع غزة، تواصل قوات الاحتلال فرض حصارها المشدد منذ عام 2007 وحتى تاريخه، والذي أثر على كل مناحي الحياة وأسهم بشكل مباشر في تدهور الأوضاع الإنسانية وتردي الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصرف صحي، وخدمات صحية وتعليم، وقوّض الحد الأدنى من المتطلبات الأساسية للسكان، وهذا ما حذرت منه الأمم المتحدة، بأن قطاع غزة قد يصبح مكاناً غير صالحاً للحياة في عام 2020 إذا ما استمرت أوضاعه على النحو التي هي عليه.
كما استمرت الهجمات والاعتداءات اليومية التي تشنها قوات الاحتلال تجاه المدنيين وممتلكاتهم في قطاع غزة، والتي أوقعت آلاف القتلى والمصابين، ودمرت خلالها آلاف المساكن وشردت مئات آلاف الأسر، ودمرت المصانع والمحال التجارية والمنشآت الحيوية في عملية تدمير طالت مقومات الحياة الأساسية.
ففي العام الحالي 2020 وحده، وثق مركز الميزان (1116) حادث قصف وإطلاق من قبل قوات الاحتلال تجاه المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في قطاع غزة، نتج عنها استشهاد (6) مواطنين، من بينهم (2) من الأطفال، كما أصيب (55) آخرين، من بينهم (15) طفلاً وسيدة، كما اعتقلت (47) مواطناً، من بينهم (6) أطفال وسيدة، وألحقت أضراراً في (24) منزلاً مأهولاً.
في حين توغلت قواتها داخل أراضي القطاع (52) مرة، والتي ترافقت مع عمليات رش للمبيدات الكيميائية من الجو تجاه الأراضي الزراعية ما تسبب في إلحاق الضرر في مساحة (3330607 م2) من أراضي المواطنين الزراعية.
وتسببت ممارسات سلطات الاحتلال في معاناة شديدة للمدنيين، لا سيما المرضى، حيث وثق المركز خلال الفترة نفسها وفاة (5) مواطنين من بينهم (2) من الأطفال وسيدة جراء إعاقة وصولهم للمستشفيات لتلقي العلاج، في حين رفضت وماطلت في إصدار تصاريح لـ(1546) مريضاً كانوا قد تقدموا بطلب الحصول على تصريح السفر للعلاج، مما قد يضع بعضهم على قوائم انتظار الموت.
في الوقت نفسه، يسجل قطاع غزة ارتفاعاً في أعداد الإصابات وتصاعداً ملحوظاً في أعداد الوفيات جراء تفشي فايروس كورونا في ظل إعلان وزارة الصحة الفلسطينية بتاريخ 6/12/2020، توقفها عن أخذ عينات من المخالطين وممن يشتبه بإصابتهم بسبب نفاد مواد الفحص المخبرية، جراء الحصار الإسرائيلي وعدم انتظام توريدها لقطاع الصحة وغياب المساعدات الدولية، ما يهدد بانهيار المنظومة الصحية برمتها.
وتفضي الظروف التي يعانيها السكان على مدى أربعة عشر عاماً إلى تنامي مشاعر اليأس والإحباط لديهم، بعد أن فقدوا أبسط مقومات الحياة، وأصبحوا غير قادرين على الحصول على الحد الأدنى من حقوقهم الأساسية، من غذاء ودواء ومياه نظيفة ومسكن ملائم، ودون وجود مؤشرات على تدخل المجتمع الدولي لوقف المعاناة الإنسانية.
وأكد مركز الميزان لحقوق الإنسان أنه في الذكرى الثانية والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يؤكد على إيمانه العميق بمبادئ حقوق الإنسان، وعلى مواصلة نضاله الدؤوب لتحويلها واقعاً في هذه المنطقة من العالم. كما يؤكد مركز الميزان على أن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وانتهاكاتها المنظمة بحق المدنيين الفلسطينيين يشكلان تناقضاً واضحاً بين ما يعلنه المجتمع الدولي من انتصار لقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وبين تحلله من أي التزامات بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، بل واستمرار تجاهله لأساس المشكلة والذي يكمن في استمرار الاحتلال.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...