الثلاثاء 25/يونيو/2024

سامي خاطر: حماس متمسكة برؤيتها الإستراتيجية في التحرير والعودة

سامي خاطر: حماس متمسكة برؤيتها الإستراتيجية في التحرير والعودة

أكد سامي خاطر، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أن الحركة لا ولن تتخلى عن حرصها على تحقيق الوحدة الفلسطينية.

وفي حوار صحفي شامل مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، ضم ملفات فلسطينة وعربية عديدة، أبرزها أزمة الخليج وملف الأسرى والعلاقة مع حركة فتح، أكد خاطر أن تحرير الأرض الفلسطينية لا يتم إلا بوحدة الموقف الوطني، ومنهج المقاومة.

وكشف القيادي في حماس، عن طبيعة العلاقة في الوقت الحالي مع حركة فتح، عقب عودتها للتنسيق الأمني مع الاحتلال “الإسرائيلي”، قائلاً: “نحن نفرق بين التواصل والمواقف، فالمخالفة في الموقف لا يقتضي قطع التواصل مع المخالف؛ لكن لا نخفي أن التواصل بعد جولة القاهرة الأخيرة، لم يعد كما كان قبل ذلك”.

وعن “أزمة الخليج”، أوضح خاطر أن موقف حركته من الأزمة الخليجية، التي عصفت بالخليج العربي مبدئيّ، وقائم على ضرورة وحدة الموقف العربي والإسلامي.

وأشاد خاطر في حوار شامل مع “المركز الفلسطيني للإعلام“، بمواقف دولة قطر السياسية والنبيلة تجاه القضية الفلسطينية وحصار قطاع غزة.

وقال: “دولة قطر الشقيقة ذات المواقف السياسية النبيلة سواء إزاء قضية شعبنا وحصار غزة، أو القضايا العربية والإسلامية الأخرى، ما كان ينبغي أن تُعامل من أشقائها، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي، كما حصل عام 2017”.

وفيما يلي الحوار كاملاً:

كيف ترى حماس في ذكرى انطلاقتها الـ 33؟ وما هي رسالتك لشعبنا في هذه الذكرى؟

-حركة حماس انطلقت فتية ولا تزال فتية، وظلت منسجمة مع رؤيتها الإستراتيجية للتحرير والعودة، لكنها ككائن سياسي نضجت أكثر في واقعية سلوكها وتكتيكات عملها السياسي، وقد وضح لشعبنا ولشعوب أمتنا العربية والإسلامية، أن منهج المقاومة الذي مارسته الحركة هو المنهج المثمر، خلافا لمنهج المراهنة على مجرد التفاوض مع العدو بدون امتلاك أوراق القوة سواء كانت عسكرية أو سياسية.

أمام فعل المقاومة؛ شيد العدو جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية، وانسحب عسكريا من قطاع غزة، وفي الوقت الذي يعدّ فيه القوة الأولى عسكريا في المنطقة، وفي ضوء جهود مواجهة الحصار، وبناء القوة تراكميًّا في قطاع غزة، لم يعد في خياراته الراجحة أي عدوان عسكري شامل ضد قطاع غزة، وأصبح الردع المتبادل هو السمة التي تحكم علاقة العدو بقطاع غزة.

وقد أحسنت حماس في بناء منظومة وطنية تقوم على التعاون وتنسيق المواقف، بل وبناء آليات عمل مشتركة مع مجموع فصائل العمل الوطني كآلية مواجهة الحصار، وغرفة العمليات المشتركة، إضافة لتوحيد القوى واجتراح السبل والمعالجات لإصلاح الوضع السياسي الفلسطيني، الذي يقوم على أساس الشراكة، طالما أننا لا نزال في مرحلة تحرر وطني، وليس بناء نظام سياسي لدولة مستقلة تختار النظام السياسي الديموقراطي الذي يرتئيه شبعها.

حماس اليوم أصبحت ملء السمع والبصر، وفاعلا كبيرا وأساسيا في رسم واقع القضية الفلسطينية ومستقبلها، ورسالتنا لشعبنا وأمتنا، أن الذي يوفق إلى رؤية شاملة وناضجة، تستند للحق، وتستعين بربها، وتظل ثابتة على ذلك، لا بد أن يأتي النصر مهما كانت العقبات والعراقيل.

الثبات على منهج المقاومة، ووحدة الموقف الوطني الفلسطيني، والاستناد إلى العمق العربي والإسلامي هو الطريق الذي يوصل للتحرير والعودة بتوفيق الله سبحانه وعونه.

ملف المصالحة
المصالحة الفلسطينية، هل توقفت، وهل لا تزال حماس متمسكة بهذا المسار بعد عودة التنسيق الأمني؟

– ما دمنا في مرحلة تحرر وطني فستظل حماس تسعى لتوحيد الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وسياساته الغاشمة، وقد قدمت الحركة براهين عملية على منهجها هذا؛ بدأت بتركها لرئاسة حكومة السلطة الفلسطينية. كما أبدت مرونة عالية في تلبية كثير من مطالب السلطة وحركة فتح تحديدا، إضافة لآليات رفع الحصار، وغرقة العمليات المشتركة في قطاع غزة.

وإذا كانت الجولة الأخيرة قد توقفت عند محطة لقاء القاهرة الشهر الماضي، فهو بسبب إصرار الموقف الرسمي للسلطة والقيادة النافذة في حركة فتح على رفض إجراء الانتخابات للمجلس الوطني ورئاسة السلطة والمجلس التشريعي بالتزامن، واقترن ذلك بإعلان السلطة استئناف الاتصال بحكومة العدو، والتنسيق الأمني.

ونحن سنظل حريصين على مسعى الحوار الوطني، ولن نقطع اتصالاتنا بأي أحد من مجاميع العمل الفصائلي.

ونقول لعقلاء السلطة، وقيادة حركة فتح التي تدعم السلطة ومواقفها: كفى رهانا على أسلوب التفاوض العقيم مع حكومة الاحتلال، وكفى رهانا على أي تغيرات في وجهة السياسة الأمريكية بعد الانتخابات الأخيرة، وكما يقول المثل: لا يحرث الأرض إلا عجولها؛ فنحن أصحاب الأرض، وتحريرها لا يتم إلا بوحدة الموقف الوطني، ومنهج المقاومة.

هل توقفت الاتصالات بينكم وبين حركة فتح وقيادة السلطة، وما الجديد فيها؟

-نحن نفرق بين التواصل والمواقف، فالمخالفة في الموقف لا تقتضي قطع التواصل مع المخالف، لكن لا نخفي أن التواصل بعد جولة القاهرة الأخيرة، لم يعد كما كان قبل ذلك.

الأسرى
الاحتلال ينكّل بالأسرى ولا يتوقف عن هذا الأسلوب.. هل من حراك دولي لوقف هذه الانتهاكات، خاصة وسط أزمة كورونا؟

-كان الله في عون الأسرى الأبطال رموز التضحية والثبات، فالعدو ظالم وغاشم ولا يرعى فيهم حالة إنسانية أو مرضية، ونحن مع دعائنا لهم بأن يكشف الضر عنهم، لا نألو جهدا في سبيل تخفيف معاناتهم، وإطلاق سراحهم، وعلى الرغم من عدم تجاوب الاحتلال مع أي جهد في ذلك، فإننا سنواصل الإلحاح على منظمة الأمم المتحدة، والمؤسسات الدولية والإقليمية المختلفة، بما في ذلك التواصل مع الدول والأحزاب والقوى السياسية، من أجل نيل حقوقهم الإنسانية كسجناء حرب طبقا للمواثيق الدولية.

هذا الجهد متواصل سواء من الحركة، أو الهيئات المناصرة لحقوق الإنسان، ولا شك أن أزمة كورونا تبرز ضرورة مراعاة الجانب الإنساني في التعامل مع الأسرى الأبطال.

ما الجديد في صفقة تبادل الأسرى الجديدة، وهل الاحتلال متعنّت أم سقف مطالب المقاومة كبير؟

-الموضوع يتعلق بصاحب القرار في حكومة العدو، وتحديدا نتنياهو، فقد أصبح واضحا أن الإعاقة من طرفه، حيث إنه بسبب الأزمة السياسية التي يعيشها الكيان الصهيوني، يبقى الرجل حريصا على إرضاء الناخب، وهو هنا اليمين المتطرف لكنه دوليا يبدي حرصا على إنجاز اتفاق حول تبادل الأسرى على قياسه، فهو يطلب من هذا الطرف أو ذاك التوسط في الموضوع، لكنه على المحك لا يستجيب، ويحاول أن يرسم صورة إعلامية بأن الحركة هي المتعنتة.

نحن سنواصل جهودنا لتحرير أسرانا، وأي صفقة متوقعة، لا بد أن تكون على خطى صفقة وفاء الأحرار.

التطبيع
التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي يزداد، هل خاطبتم الدول التي أبرمت اتفاقيات مع الاحتلال الإسرائيلي؟ وما رسائلكم لتلك الدول، وشعوبها؟

-نحن نعلم أن المحرك لحالات التطبيع مع بعض الدول العربية، هو التوافق بين نتنياهو وترمب، وتجاوب البعض مع هذا التطبيع يرتكز على وهم وقوف الإدارة الأمريكية معهم، وكذلك العدو المحتل، إذا ما تعرضوا لأي عدوان خارجي، يدّعي محركو التطبيع أنه من إيران.

ونحن نقول للمطبعين: أنتم واهمون فيما ترجون، وأنتم تخرجون عن نهج أسلافكم، ووهمكم هذا طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، الذي سيظل وفيا وحريصا لعمقه العربي والإسلامي.

انظروا ماذا جنت دول كمصر والأردن، بل السلطة الفلسطينية من اتفاقياتها مع حكومة العدو.

الشعوب العربية والإسلامية ستظل إلى جانب حق شعبنا في التحرر والاستقلال، ونحن نراهن على ذلك، مهما بدا من عدم عقلانية بعض المسؤولين الرسميين، أو توجهاتهم غير القابلة للفهم.

أزمة الخليج
هناك حراك خليجي لحل أزمة الخليج التي انبثق عنها حصار قطر.. ماذا تقولون في هذا الملف.. وما رسالتكم لدول الخليج العربي؟

-موقفنا من هذا الموضوع مبدئي، وهو ضرورة وحدة الموقف العربي والإسلامي، ودولة قطر الشقيقة ذات المواقف السياسية النبيلة سواء إزاء قضية شعبنا وحصار غزة، أو القضايا العربية والإسلامية الأخرى، ما كان ينبغي أن تعامل من أشقائها، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي، كما حصل عام 2017، وأي مساعٍ لإنهاء ما سمي بالأزمة الخليجية ووحدة الدول الخليجية أمر مرحب به ومحمود.

إدارة بايدن
هل تلقيتم رسالة ما من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب.. وما رسالتكم له؟

-الرئيس الأمريكي المنتخب لم يتسلم مهامه بعد، وليس رئيسا حاليا، وبالتالي ليس بيننا وبينه أي تواصل حاليا.

ورسالتنا لكل من يصل للبيت الأبيض؛ أن ينظر بعين العدل والإنصاف لقضية شعبنا العادلة، وألّا ينحاز للعدو، ويغطي إجراءاته غير القانونية وغير العادلة بحق شعبنا الفلسطيني.

العلاقة مع السعودية
العلاقات بين حركة حماس والسعودية .. إلى أين وصلت؟ وهل ستلقى حلاً مع حل أزمة الخليج؟

-لا نخفي أن أصحاب القرار في السعودية هم الذين بادروا باتخاذ إجراءات غير مسوغة وظالمة بحق بعض أبناء شعبنا الفلسطيني، وفي مقدمتهم ممثلنا الرسمي السابق لديهم لسنوات طويلة، وسبق أن تدخل وسطاء في هذا الموضوع، ورسالتنا أنه لا بد من إنهاء هذا الملف، والعودة للعلاقة الطبيعية التي كانت بيننا وبينهم منذ سنوات طويلة.

رسالتنا لأهل القدس

هل تخشون من تغيير إدارة أوقاف القدس التابعة للرعاية الأردنية، وما الخطوات في حال ثبوت تلك المحاولات؟ وما هي رسالتكم لأهالي القدس والمرابطين فيها؟

-الرعاية الأردنية لشؤون المقدسات وإدارة الوقف في القدس ظلت مستمرة ومستقرة بعد اتفاق أوسلو واتفاقية وادي عربة.

والعدو يلجأ إلى اللعب بهذه الورقة، خاصة بعد صفقة القرن، مع من أيّدها وناصرها، وجرى الحديث عن تغيير هذه الرعاية، لهذه الجهة أو تلك، أو للرعاية الدولية على الأماكن المقدسة.
ونحن في ضوء عدم حسم الصراع مع العدو أيّدنا استمرار الرعاية الأردنية للمقدسات في القدس.
ولكن الدفاع عن القدس أمام إجراءات العدو هو من مهمة شعبنا عامةً، وأهلنا في القدس خاصةً، والمرابطين في الأقصى بشكل أكثر خصوصية.

نحن نعلم أن العدو يدرك في حقيقة نفسه أن القدس ومقدساتها لنا ولأمتنا، لكنهم يراهنون على البطش والظلم والغطاء الأمريكي، ونحن نقول لأهلنا في القدس ثقوا أن صمودكم ودفاعكم عن الأقصى سيتوج بزوال الاحتلال وتحرير الأقصى وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية إن شاء الله، طال الزمن أو قصر، وهذا وعد الله، وهذه حقائق التاريخ.

ما رسالتكم إلى شعبنا في ختام هذا الحوار؟

-في الختام قضيتنا عادلة، وحقوقنا غير قابلة للنقض أو الانتقاص، وطريق المقاومة هو أقصر الطرق وأنجعها في التوصل للتحرير والعودة، وا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات