الأحد 04/مايو/2025

المقدسي فواز عبده..خيمة صغيرة تأوي أطفاله في البرد القارس

المقدسي فواز عبده..خيمة صغيرة تأوي أطفاله في البرد القارس

تسكن عائلة المواطن المقدسي فواز عبده وأطفاله الصغار خيمة أقامها والدهم على أنقاض منزله الذي أجبره الاحتلال على هدمه في بلدة جبل المكبر في مدينة القدس المحتلة.

ففي ليلة باردة من ليالي تشرين الثاني، وأمام ناظريه، كانت أسنان الجرافة تهوي على سقف منزله، تهدم شيئا فشيئا جدرانه، وخلال دقائق تحول حلم العمر إلى ركام، ليُشرّد الاحتلال عائلة عبده.

تمسك رغم المعاناة

ورغم البرد القارس ودخول الشتاء ومنخفضاته القوية، إلا أن عبده متمسك ببيته وأرضه وحياته التي يفنيها من أجل سعادة أطفاله. 

خيمة صغيرة بحجم غرفة أقامها فواز على ركام المنزل المهدّم، ومدخل وضع عليه من عشب صناعي، ودراجة صغيرة لأطفاله المسروقة طفولتهم بقرارات من احتلال غاشم، وبضع قطع من الأثاث الذي نجا من الهدم واستطاع وضعه في الخيمة، كل ذلك ما تبقى لعائلة عبده.

وقال عبده معقبا على هدم بيته: “مش رح أطلع من القدس، هاي بلدنا ورح نضل فيها، لو بظل ساكن في خيمة طول العمر، وسياسات الاحتلال ما رح تجبرنا نترك المدينة”.

مأوى للعائلة

يلبس أطفال عبده معاطفهم وينفخون بأيديهم، يحاولون طرد البرد الذي غزا خيمتهم وحياتهم، وجعلهم بلا مأوى.

 ورغم ذلك الفقد الذي فقدته العائلة، إلا أن “كلبا” أوى إلى باب خيمتهم هاربا من المطر والبرد، فابتسم الأطفال رغم قساوة المشهد، وآووا الكلب مرحبين به.

ورغم كل القساوة والمعاناة التي تتكبدها العائلة، إلا أنها تصر على الثبات قولا وفعلا في صمودها على أرضها وفي منزلها حتى لو كان ركاما.

وكانت بلدية الاحتلال قد أجبرت المواطن فواز عبده، بهدم منزله مساء الاثنين الماضي 30/11، في حي المدارس من جبل المكبر.

وجاء هدم منزل عائلة عبده رغم أنه قد بناه قبل أكثر من 5 سنوات، ويعيش هو وأسرته المكونة من 6 أفراد في المنزل البالغة مساحته 100 متر مربع.

ولطالما اضطر المقدسي فواز عبده من جبل المكبر إلى النوم أمام منزله المهدد بالهدم من  قوات الاحتلال تحسبًا لأي عملية هدم قد تنفذها جرافاته.

إجبار على الهدم

ويضطر بعض المقدسيين لهدم منازلهم بأنفسهم، حتى لا تحملهم سلطات الاحتلال، تكاليف الهدم الباهظة، في حال أقدمت هي على هدمها.

وفي الثلاثين من تشرين الثاني، اقتحم الاحتلال منزل عبده، وهدده بأنه في حال لم يتم هدم المنزل خلال 24 ساعة، ستهدمه بلدية الاحتلال فوق رؤوسهم وعلى أثاث المنزل، دون اكتراث لهم، وسيتم مخالفته بـ100 ألف شيقل في حال عدم التنفيذ.

وشرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ اللحظات الأولى لاحتلالها القدس عام 1967، باتباع سياسة عدوانية عنصرية ممنهجة تجاه الفلسطينيين المقدسيين.

ويهدف الاحتلال لإحكام السيطرة على مدينة القدس وتهويدها، وتضييق الخناق على سكانها الأصليين؛ وذلك من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات التعسفية والتي طالت جميع جوانب حياة المقدسيين اليومية.

ومن بين هذه الإجراءات هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي المنازل والمنشآت الفلسطينية بعد وضعها العديد من العراقيل والمعوقات أمام إصدار تراخيص بناء لمصلحة المقدسيين.

ويشهد جنوب مدينة القدس المحتلة حركة استيطانية محمومة تمتد حتى منطقة “كفار عتصيون” لربط مستوطنات جنوب القدس بالمدينة والأغوار.

وتهدف سلطات الاحتلال بذلك إلى تحجيم وتقليص الوجود السكاني الفلسطيني في المدينة؛ حيث وضعت نظاماً قهريًّا يقيد منح تراخيص المباني، وأخضعتها لسلم بيروقراطي وظيفي مشدد؛ بحيث تمضي سنوات قبل أن تصل إلى مراحلها النهائية.

وفي الوقت الذي تهدم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي المنازل الفلسطينية، وتضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، تصادق هذه السلطات على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي القدس، منتهكة بذلك كل الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...