الأحد 11/مايو/2025

تقرير حقوقي: انتهاكات بالجملة لاقتحام جنود الاحتلال منازل الفلسطينيين

تقرير حقوقي: انتهاكات بالجملة لاقتحام جنود الاحتلال منازل الفلسطينيين

كشف تقرير حقوقي تسبُّب اقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمنازل الفلسطينيين، بانتهاكات مركبة ما بين الإصابة بالجروح الجسدية، وانعكاساتها النفسية على أفراد العائلة بمن فيهم الأطفال.

وترتبط اقتحامات جيش الاحتلال بالاستخدام المفرط للقوة، وترويع المدنيين خلال عمليات الاقتحام، وتخريب محتويات المنازل، والحط من الكرامة الإنسانية، والمعاملة غير الإنسانية، والاعتقال.

وهذا ما أثبته تقرير شارك في إعداده منظمات يسارية إسرائيلية (“ييش دين”، و”كسر الصمت” و”أطباء من أجل حقوق الإنسان”)، بالاستناد إلى شهادات 158 فلسطينيا، و 31 عائلة فلسطينية، بالإضافة إلى 45 مقابلة مع جنود وضباط إسرائيليين. 

وبيّن التقرير، الذي نشر اليوم الأربعاء، أن “88 في المائة من حالات اقتحام المنازل، أمر الجنود أفراد الأسرة، بمن فيهم الأطفال، بالتجمع في غرفة واحدة وتحت الحراسة”.

كما أشارت 30 في المائة من الشهادات إلى تهديدات بالسلاح ضد أفراد الأسرة، وفي ربع الحالات أفاد التقرير أن الجيش استخدم القوة الجسدية أو الشدّة والغلظة كجزء من عملية الاقتحام.

وأفاد 64 في المائة من العائلات الفلسطينية التي شهدت على هذا الموضوع أن الجنود اقتحموا منازلهم أكثر من مرة، و”تمت معظم عمليات الاقتحام ليلاً”.

إحدى الشهادات الواردة في التقرير جمعها فريق منظمة  “يش دين” في منطقة الخليل (جنوب الضفة بالغربية المحتلة)، ويقول فيها المواطن الفلسطيني سمير الجابري أنه بعد أن غادر الجنود منزلهم، اكتشف أنه قد سرق منه حوالي مائة جرام ذهب وآلاف الشواقل نقدًا، بعد ذلك تقدم الجابري بشكوى للشرطة بشأن السرقة.

وقال الجابري في شهادته: “كان يوم الحادث يوم زفاف ابني. كان هو وزوجته في شقتهما في الطابق الأرضي، وكنت في المنزل مع زوجتي وابنتي وولدي. في الساعة 1:45 صباحًا، وصل حوالي 40 جنديًّا”.

وأضاف: “استيقظت عندما سمعت طرقات عالية على باب شقة الزوجين، فركضت إلى النافذة وصرخت للجنود أن زوجين شابين يعيشان في الشقة، وكانت ليلة زفافهما”.

وتابع: “طلبت منهم عدم كسر الباب؛ لأنني نزلت على الفور لفتحه، لكن الجنود لم ينتظروا واقتحموا الباب عندما كان بعضهم برفقة كلاب”.
 
وطبقاً للطبيبة النفسية جامانا ملكيم، ومتطوعة في جمعية “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، فإن دخول الجنود إلى المنازل يسبب اضطراب ما بعد الصدمة.

في معظم الحالات، يكون العنف اللفظي أو الجسدي متضمنًا أيضًا، والذي يعدّ حدثًا مهددًا يمكن أن يسبب اضطراب ما بعد الصدمة، والذي يتميز بذكريات الماضي، والكوابيس واضطرابات النوم، والإفراط في الإثارة وضعف الأداء في جميع مجالات الحياة، ولفتت إلى أنه “قد يؤدي حتى إلى الانتحار”.

وتابعت: “هذه البيانات تتفق مع دراسات عديدة سابقة، تشير إلى أن الفلسطينيين يتعرضون بشكل جماعي للصدمة نتيجة الاحتلال المطول، وعواقبه العاطفية الشديدة هي الأعلى في العالم”.

وكذّب التقرير مزاعم دولة الاحتلال “أن اقتحام منازل الفلسطينيين يقتصر على حالات استثنائية والتي يكون فيها شك ملموس تجاه شخص معين”.

وقال: إنه “في الواقع، يمكن لأي قائد مبتدئ في الميدان أن يقرر غزو المنزل بمفرده. وهذا يؤدي إلى حقيقة أن السكان الفلسطينيين يتعرضون باستمرار لاقتحام تعسفي لمنازلهم من قوات الأمن الإسرائيلية، وللأضرار الجسيمة الناجمة عن هذه الاجتياحات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات