استنزاف إسرائيلي لما تبقى من ولاية ترمب

ما زال أمام الإسرائيليين شهران كاملان بالتمام والكمال من ولاية الرئيس الأمريكي الخاسر دونالد ترمب، وهم يأملون حتى العشرين من يناير المقبل بالحصول على ما تبقى من امتيازات في لحظاته الأخيرة، لا سيما في ضوء التسريبات التي تحدثت أنه كان ينوي شن هجوم على منشأة نووية إيرانية قبل مغادرته البيت الأبيض.
تتمتع “إسرائيل” بوصول كامل لخطط وأفكار ترمب، بما فيها تعامله مع الخيار العسكري أمام إيران طوال ولايته، ورغم نفوره من التدخل العسكري والمغامرة في الخارج، فقد كان الخيار على الطاولة، وتوج الأمر بموافقته على اغتيال قاسم سليماني، الذي فاجأ تقديرات دوائر المخابرات الغربية والإسرائيلية.
يبدي الإسرائيليون تفاؤلًا بالحصول على بعض الهدايا في اللحظة الأخيرة قبل أن يغادر ترمب مكتبه البيضاوي، خاصة فيما يتعلق بالاستيطان، وتطبيع الدول العربية، وفرض عقوبات على إيران، وبعض أشكال العمل العسكري الأمريكي ضد بناها التحتية النووية، مع أن استشارة ترمب مع مساعديه بشأن ضربة محتملة لإيران لم تكن مجرد نزوة.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يُثار فيها احتمال توجيه ضربة لإيران في الأيام الأخيرة لإدارة أمريكية جمهورية، لأنه مع نهاية إدارة جورج بوش في 2008، طلبت “إسرائيل” من الولايات المتحدة المساعدة لمواجهة إيران، قبل وصول باراك أوباما للسلطة، لأنه عندما تولى منصبه، قلل من التعاون مع “إسرائيل” فيما يتعلق بالتحركات ضد إيران وحلفائها.
في عهد ترمب، أصبح التعاون العسكري الأمريكي الإسرائيلي أكثر إحكامًا بشكل ملحوظ، وقام البنتاغون بمراجعة خطط الضربات ضد إيران عدة مرات، ولديهما خيارات عسكرية وإلكترونية تقليدية، وبعضها ينطوي على عمل مباشر من قبل “إسرائيل”، لذلك جاء تأخر نتنياهو بتهنئة بايدن خطوة محسوبة تهدف لتحسين احتمالات أن يتخذ ترمب إجراءات معادية لإيران خلال أشهره الأخيرة في منصبه.
على جبهة أخرى، افتتحت “إسرائيل” عطاءات لبناء 1257 وحدة استيطانية جديدة بالقدس المحتلة، ومن المقرر إغلاق العطاء في 18 يناير، قبل يومين من تولي بايدن منصبه، مع أن الحي الجديد يمنع تقسيم المدينة في إطار اتفاق سلام مع الفلسطينيين، ما سيجعل إدارة بايدن تواجه الأمر الواقع، وأن يلعب نتنياهو لعبة خطرة.
الغريب أن نتنياهو بالكاد قام ببناء استيطاني في شرقي القدس المحتلة في السنوات الأخيرة، رغم الإدارة الجمهورية المؤيدة للاستيطان في واشنطن، ومن غير المحتمل أن يكون بايدن قد نسي ما حصل في يوم زيارته لـ”إسرائيل” عام 2010 كنائب للرئيس، حين تم الإعلان عن مشاريع استيطانية في القدس.
يؤكد كل ذلك أن تحركات “إسرائيل” الحالية تخاطر بإلحاق الضرر بفرصها في فتح صفحة جديدة مع بايدن والحزب الديمقراطي، الذي أبعده نتنياهو في السنوات الأخيرة، في حين تقرب من الجمهوريين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...