الأربعاء 26/يونيو/2024

عماد عقل.. 27 عاما على استشهاد المقاتل من مسافة صفر

عماد عقل.. 27 عاما على استشهاد المقاتل من مسافة صفر

يوافق اليوم الثلاثاء -الرابع والعشرون من نوفمبر- الذكرى السابعة والعشرين لاستشهاد عماد عقل، القائد القسامي الذي أرّق الاحتلال، وجنّدَ جيشه سنين لمطاردته، دون أن ينالوا من عزيمته وجهاده.

“عقل” الذي أصبح رقماً صعباً وبطلاً جهادياً وهو في مقتبل شبابه، إذ نفذ خلال سنتين من المطاردة أكثر من أربعين عملية بطولية، كان أبرزها عملية مسجد مصعب بن عمير (أول عملية مصورة في تاريخ المقاومة الفلسطينية).

ويستذكر المقاومون والمجاهدون وأبناء شعبنا الفلسطيني اليوم ذكرى الشهيد “عقل” وأمجاده وريادته للعمل الفردي المقاوم وقتْل جنود الاحتلال من “مسافة صفر”.

نشأ على المقاومة
ولد عماد حسين إبراهيم عقل في 19 حزيران عام 1971م في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، في ظروف جعلت همه الأول مقاومة الاحتلال “الإسرائيلي” والرد على جرائمه.

التحق “عقل” بصفوف كتائب القسام عام 1990م، وأصبح المسؤول عن التواصل بين قادة الكتائب ومجموعة الشهداء، وهي المجموعة الأولى لكتائب القسام في شمال قطاع غزة، وكان من أبرز ما نفذته العملية الجريئة استهداف موكب قائد شرطة قطاع غزة الجنرال يوسيف آفنيبغد في مايو عام 1992م، إلى أن كُشفت المجموعة وطُورد جميع عناصرها بمن فيهم عماد.

لم يكن الاحتلال قد تجرع علقم عمليات إطلاق النار من مسافة قريبة، وظن أنها محض صدفة، لكن الحقيقة أنها كانت انطلاقة لمرحلة جديدة من العمل العسكري عنوانها “مسافة الصفر”.

قائد في الضفة
بعد رحلة من المطاردة قضاها عماد عقل متنقلاً بين محافظات قطاع غزة، وحفاظاً على إخوانه المطاردين برفقته؛ انتقل إلى الضفة المحتلة لتوفير الجهد في الحصول على ملجأ آمن لهم، والانطلاق في تكوين خلايا عسكرية تابعة لكتائب القسام.

لم يمضِ الكثير من الوقت حتى تولى عماد عقل مسؤولية قيادة كتائب القسام في مدينة الخليل، ليؤسس لمرحلة جديدة من العمل العسكري في الضفة المحتلة، مرسخاً أسلوب المهاجمة من مسافة الصفر.

في أكتوبر من عام 1992م، حدث ما لم يكن الاحتلال يتوقعه؛ حيث بزغ فجر كتائب القسام في الضفة المحتلة عندما أطلق عماد عقل النار على سيارة عسكرية في محافظة الخليل تقل ضابطة وثلاثة جنود أدت إلى إصابتهم جميعاً.

ولم تكد تنقضي أربعة أيام على هذه العملية حتى هاجم عقل ومجموعته معسكراً لجيش الاحتلال بالقرب من المسجد الإبراهيمي أمام مرأى الجميع ومسمعهم وفي وضح النهار؛ أدت إلى قتْل جندي وإصابة آخر بجراح خطيرة.

ترك القائد عماد عقل مدينة الخليل، وتوجه مجدداً إلى غزة في نهاية نوفمبر من العام 1992م، ولم يلبث سوى أيام حتى نفذ سلسلة من العمليات فائقة الشجاعة والجرأة أدت إلى قتْل وإصابة العشرات من جنود الاحتلال في قطاع غزة.

الجرأة التي امتلكها عماد عقل جعلت منه بطلاً يتغنى به الفلسطينيون، في حين غدا اسمه مادة شبه دائمة في الإعلام الإسرائيلي، وأصبح الشغل الشاغل لقادة الاحتلال من سياسيين وعسكريين.

وارتقى القائد

مضت سنتان من مطاردة مخابرات الاحتلال شبحًا لم تُمسك بطرف خيطه بعد، بل إنها أفردت وحدات خاصة لمتابعته والبحث عنه، ووظفت العشرات من الضباط للعمل على حل هذا اللغز المعقد، حتى تمكنت من ذلك في الرابع والعشرين من نوفمبر عام 1993م، حيث رُصد القائد عماد عقل في منزل خنساء فلسطين أم نضال فرحات، وخاض اشتباكاً مع قوات الاحتلال التي حاصرت المنزل إلى أن ارتقى إلى العلياء شهيداً.

ورغم أنه لم يتجاوز الثانية والعشرين من عمره، ولم تتعدَّ مسيرته الجهادية سنوات ثلاثًا، إلا أنه استطاع تنفيذ العديد من العمليات النوعية التي أدت إلى قتْل ما يزيد على خمسة عشر جندياً “إسرائيلياً” وإصابة العشرات، كما أن التاريخ خلده كأسطورة للعمل المقاوم الشجاع، والقتال من نقطة صفر. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات