السبت 03/مايو/2025

هل تشعل كورونا بغزة مواجهة جديدة مع الاحتلال؟

هل تشعل كورونا بغزة مواجهة جديدة مع الاحتلال؟

بالتزامن مع ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في قطاع غزة، ازدادت سخونة التوتر على جانبي حدود قطاع غزة، وسط تقديرات بأن جولة تصعيد غير مستبعدة إذا لم تسهل “إسرائيل” إدخال احتياجات القطاع لمواجهة الوباء.

فمع استمرار ارتفاع معدل الإصابات اليومي بكورونا، انطلق صاروخ من قطاع غزة ليسقط على مصنع خمور في عسقلان، تلاه سلسلة غارات إسرائيلية، استهدفت مواقع للمقاومة وأراضي زراعية.

ورغم عدم تبني أي جماعة فلسطينية إطلاق الصاروخ، إلّا أن بعض التعليقات في وسائل الإعلام العبرية ربطت بينه وبين تهديدات قادة المقاومة بضرورة التزام الاحتلال بتسهيل إدخال احتياجات غزة الإنسانية لمواجهة كورونا؛ لا سيما بعد ما تردد عن منع إدخال أجهزة تنفس واحتياجات طبية.

تهديدات سابقة
واستحضر متابعون تصريحات سابقة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، هدد فيها الاحتلال الصهيوني مع بدء ظهور فيروس كورونا في القطاع، بأنّ غزة ستأخذ ما يلزمها من الاحتلال.

وقال في تصريح متلفز: “حين يلزم شعبنا أجهزة تنفس ومستلزمات طبية سنأخذ منك ما يلزم خاوة، وستعرف أننا قادرون”.

وبدا ذلك رسالة واضحة في حينه للاحتلال الصهيوني بعدم اللعب على وتر القطاع الصحي الذي بات مهددا في القطاع بفعل أزمة جائحة كورونا.

أزمة محدودة
المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، أكّد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الأزمة بين قطاع غزة ممثلة بالمقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني قائمة وباقية، ولكنها تشتد بين حينٍ وآخر.


عماد أبو عواد

ووفق تقديرات أبو عواد؛ فإن الأزمة مرشحة لأن تزداد حدة خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أجواء من التصعيد المحدود بين المقاومة والاحتلال الصهيوني بسبب أزمة كورونا التي تهدد القطاع الصحي في القطاع.

وارتفع عدد الوفيات المتأثرة بإصابتها بفيروس كورونا بالقطاع منذ مارس الماضي إلى 65 حالة وفاة حتى اللحظة، في حين ارتفع إجمالي الإصابات إلى 14768 إصابة منها 5517 إصابة لا تزال نشطة، منهم 231 حالة بحاجة إلى رعاية طبية، و79 بحالة بين الحرجة والخطيرة.

وقال أبو عواد: “أعتقد أنّ هذه الأزمة لن تصل إلى درجة الانفلات، ولن يكون هناك ما نصفه بالحرب المفتوحة أو التصعيد الكبير، لكنها جولة تصعيد قد تفضي إلى تفاهمات تحقق بعض المطالب”.

وأشار المحلل السياسي إلى أنّ الأمر سيبقى في إطار المناوشة، مرجحاً أن الأمور ستذهب قريباً باتجاه تفاهمات مرتبطة بملف أزمة كورونا.

ورأى أنّ الاحتلال الصهيوني غير معنيّ بحرب أو أزمة طويلة المدى خلال المدّة المقبلة، وهو ما قد يسرع ما نرجحه من أن يكون هناك تفاهمات من أجل مواجهة أزمة كورونا في القطاع.

تهدئة هشة
بدوره أكد المحلل السياسي إياد القرا، أن الأوضاع في غزة هشة نتيجة استمرار الحصار منذ عام 2006 وتشديده بين الحين والآخر، وانتشار وباء كورونا الذي ترك تأثيرا كبيرا على الوضع المعيشي في قطاع غزة وزاد صعوبة الأوضاع.

وأشار القرا، في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أن هناك تفاهمات بالأساس تتعلق بضرورة تحسين الأوضاع في غزة لم يحدث بالشكل الذي كان متفقا عليه أو كما هو مطلوب في إطار واقع صعب.


إياد القرا

وبيّن المحلل السياسي، أن هناك احتياجات ترتبت على ظهور وباء كورونا في غزة أهمها توفير الإمكانيات في القطاع، سواء بالمسؤولية المباشرة للاحتلال الصهيوني أو عبر المؤسسات الإنسانية التي يمكن أن تقدم المساعدة، وألا تكون مشترطة هذه المساعدات من الاحتلال.

وتحدثت وسائل إعلام عبرية أن الاحتلال يرفض إدخال احتياجات طبية للقطاع، دون حل أزمة الجنود الأسرى لدى المقاومة.

وشدد القرا على أن المقاومة لن تسمح بهذا الربط، وفي حال تدهورت الأوضاع الإنسانية والصحية ستضغط على الاحتلال للاستجابة لهذه المطالب.

ورأى أن الأمور تتراوح بين التهدئة والهدوء الهش، مشيرا إلى أن تدهور الأوضاع في قطاع غزة مع أزمة وباء كورونا يمكن أن تكون سبباً في اندلاع مواجهة وتصعيد، ولكن سيكون ذا بعد إنساني مطلبي للمجتمع الدولي وعلى “إسرائيل” أن تنصاع للمطالب الإنسانية والصحية لشعبنا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...