الأربعاء 30/أبريل/2025

عطاونة: السلطة لن تحقق شيئا بعودتها للاحتلال.. والمصالحة تعقدت

عطاونة: السلطة لن تحقق شيئا بعودتها للاحتلال.. والمصالحة تعقدت

أكد المدير العام لمركز رؤية للتنمية السياسية، الدكتور أحمد عطاونة، أن عودة السلطة الفلسطينية إلى التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة معه، له الأثر الهام والمباشر على القضية الفلسطينية، وما يتعلق بها من عملية سياسية، ولن تحقق من خلالها أي إنجاز حقيقي.  

وأوضح عطاونة في حديث خاص لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن عودة قيادة السلطة لعلاقتها السابقة مع الاحتلال الإسرائيلي، وإدارة ظهرها للمصالحة الفلسطينية، كانت متوقعة، قائلاً: “السلطة وحركة فتح تعوّل كثيراً على الإدارة الأمريكية، وأقدمت على هذه الخطوة في ظل إغراءات الرئيس الأمريكي المنتخب جوزيف بايدن”.  

وجاء إعلان السلطة عودة العلاقات مع الاحتلال، بتغريدة لرئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية في السلطة حسين الشيخ على صفحته في تويتر، قال فيها إن: “السلطة قررت إعادة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي إلى ما قبل 19 مايو/أيار الماضي، وذلك بعد تأكيدات بالتزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقعة”.

“دوامة المفاوضات”

وقال المختص في الشأن الفلسطيني، إن القضية الفلسطينية ستعود إلى “دوامة المفاوضات” دون إنجاز حقيقي على الأرض، وسيعود حالها بفعل قرار السلطة الأخير، إلى ما قبل مرحلة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.  

وأضاف: “سيكون تعويل حركة فتح والسلطة كبيراً على المفاوضات، وعلى عقد مؤتمر دولي للسلام، والشرعية الدولية، والضغط الدولي على الاحتلال، وضغط الإدارة الأمريكية عليه؛ لكن النتيجة بالتأكيد معروفة بأنه لن يكون أي نتيجة عملية واقعية لصالح الشعب الفلسطيني وقضاياه المعروفة”.  

ورأى أن المرحلة المقبلة ستكون “نوعا من شراء الوقت، وهذا الوقت سيكون لصالح الاحتلال”، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سيستمر في تهويد القدس والاستيطان، ومصادرة الأراضي الفلسطينية، والتطبيع العربي وبناء العلاقات.  

وذكر أن القضية الفلسطينية وشعبها الفلسطيني سيدخلان في مرحلة ضعف إضافية 4 سنوات جديدة قادمة.  

“قُبلة نجاة”  

ووفق عطاونة، فإن فوز الرئيس الأمريكي المنتخب بايدن وإغراءاته للسلطة مثلت “قبلة نجاة”، التي مهدت الطريق للسلطة للعودة إلى عادتها القديمة، مستبقة تنفيذ الوعود التي أعلنها بايدن في برنامجه الانتخابي.  

وقدّم بايدن، مجموعة من الوعود منها: إعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة، وعدم إقرار أو اعتراف بخطة ترامب للسلام المعروفة بـ”ًصفقة القرن”، وإعادة مسار حل الدولتين، وعودة المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية.  

وقال عطاونة: “هذه الوعود والإغراءات كانت قبلة نجاة للسلطة الفلسطينية ولمسار التسوية، ودفعت السلطة للعودة إلى هذا المربع، بعدما فقدت خياراتها بإغلاق ترمب المسار السياسي بإجراءاته”.  

وذكر أن السلطة ليس من خياراتها التقدم نحو المواجهة مع الاحتلال أو إدارة مواجهة بالحد الأدنى على المستوى الشعبي بمواجهة شعبية، وهي فقدت خيارتها، وجاءت الانتخابات الأمريكية كمعبر نجاة، بالعودة إلى مربع المفاوضات، في ظل عدم وجود سند للفلسطينيين بالمنطقة العربية، وأصبح الفلسطينيون وحدهم.  

وشكلت عودة بايدن أو الديمقراطيين للحكم فرصة ذهبية لكي تعود قيادة السلطة، إلى مربع المفاوضات، وكي يستجمعوا قواهم لمواجهة الانهيار والاستمرار في مسار  التسوية للقضية الفلسطينية.

وأكد عطاونة لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن “الفرصة الذهبية” التي رأتها السلطة من منظورها، وأعطتها أملا وفرصة للعودة إلى المفاوضات، لن يكون لها أي نتيجة متوقعة لصالح القضية الفلسطينية.  

المصالحة الفلسطينية  

وعن مسار المصالحة الذي خاضت السلطة جولاته بالأشهر الأخيرة وكونه مناورة أم لا، أوضح عطاونة أن اللقاءات كانت لم تكن مناورة بالمعنى الحرفي، وإنما كانت لقاءات اضطرارية فرضتها الأجواء التي خلقها ترمب والإدارة الأمريكية.  

وأشار إلى أنه لم يكن أمام الرئاسة الفلسطينية والسلطة وحركة فتح سوى اللجوء للداخل الفلسطيني في ظل إدارة أمريكية متطرفة ومنحازة، وحكومة إسرائيلية متطرفة، وإقليم مشتت، ودول عربية تُطبِّع وتطعن الفلسطينيين في الظهر، كخطوة اضطرارية لشراء الوقت وانتظار نتائج الانتخابات الأمريكية.  

وبين أن السلوك الأخير لقادة السلطة بإبقاء عين على المصالحة وعين على الإدارة الأمريكية الجديدة، كان محاولة لكسب الوقت، قائلا: “أعتقد أنه لو استمر ترمب في الحكم لاستمر مسار المصالحة وتقدم بشكل أفضل، ولكن عودة الديمقراطيين إلى الحكم أجهضت مسار المصالحة”.  

وأضاف في حديثه لـ“المركز”: “هل هذا يعني أن المصالحة انتهت انتهاءً كاملا؟، أنا لا أظن ذلك، ولكن أعتقد أن مسار المصالحة أصبح أكثر تعقيداً، بحيث أن السلطة تعتقد أو تتوهم بأن لديها أوراق قوة، وأنها ليست في مأزق يدفعها للتنازل للفصائل الفلسطينية الأخرى، وبالذات حركة حماس”.  

4 سنوات عجاف  

وتوقع عطاونة أن تكون الـ4 سنوات القادمة سنوات عجاف، وألا يكون هناك فرصة حقيقية وجادة للمصالحة فيها.

وقال: “الفلسطينيون في المرحلة القادمة لن يكون لديهم أي ظهر عربي، وهناك متواطئون ومتآمرون عرب مع الحكومة الصهيونية، والانقسام مستمر والسلطة الفلسطينية لن تستطيع إنجاز شيء عبر المسار السياسي”.  

وأضاف: “الاستيطان وبناء الجدار سيستمر، والتهويد في القدس والتطبيع سيستمر، والكيان سيعزز مكانه في المنطقة، وقد نشهد تحالفات جديدة، خاصة إذا انفجر الوضع مع إيران بطريقة أو بأخرى”.  

وأكد أن الحالة الفلسطينية مقروءة وهي في حالة ضعف استثنائية، “فلدينا بنية سياسية ضعيفة، وقيادة ضعيفة، وانقسام أضعف الوضع الفلسطيني الداخلي الكلي”.  

وشدد أن هذه الحالة مكشوفة، وهي تلعب عكس صالح الفلسطينيين بالتحديد، مؤكداً على أهمية عدم رهن المصالحة بتسوية هنا مع الاحتلال، أو تسوية هناك مع الإدارة الأمريكية.  

وقال: “ينبغي أن تكون المصالحة خياراً استراتيجيًّا، وبالذات عندما نتحدث عن الشراكة السياسية؛ ولكن يبدو أن هذا غير ناضج حتى الآن، ولعل ظروفاً إضافية أو مستقبلية تنتج هذا الخيار وتهيئ الظروف له في لحظة ما”.  

ورأى أنه لا أحد يعرف التوقيت، مؤكداً أنه من غير الممكن استمرار الحالة الفلسطينية على ما هي عليه؛ لأن ذلك يعني أننا نسير في مسار تصفية القضية الفلسطينية، ولكن بالتدريج.  

هل يتم تدبير أمر خفي لـ”غزة”؟  

وحول السيناريوهات الخفية، التي تحاك ضد المقاومة الفلسطينية، وتوقعات شن عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، رأى عطاونة في حواره مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال في الفترة الحالية لا يتوقع منه أن يذهب إلى حرب مع قطاع غزة، أو جهة أخرى إلا إذا كان هذا سيخدم توجهات استراتيجية.  

وقال: “إذا كان هناك حديث عن مسار سياسي ما في الحالة الفلسطينية، يحتاج إلى  شن حرب على قطاع غزة، أو إعادة غزة إلى ما يطلق عليه “الشرعية الفلسطينية” أو إلى سيطرة السلطة، هذا قد يتطلب حربا على غزة”.  

وأضاف: “إذا كان هناك أيضاً، صفقة مع دول عربية ما، ويحتاج إلى ضرب في لبنان، أو لبنان، قد يكون ذلك، ولكن الحرب من أجل الحرب لا أعتقد ذلك، خاصة أن السنوات القادمة الأربع لا تتطلب ذلك”.  

وذكر أن المشهد الحالي أمام إدارة أمريكية جديدة ديمقراطية تحل الملفات بهدوء، وتذهب للحروب بالوكالة، “وأستبعد وجود حرب قريبة سواء في غزة أو في الشمال المحتل تجاه لبنان، خاصة أن الاحتلال لا يشعر بالحاجة إلى ذلك، ففي قطاع يفرض حصارا خانقا على قطاع غزة، وفي المشاهد يضرب متى يشاء وكيفما يشاء، وضرب في سوريا مؤخراً دون أن يتلقى أي رد أو احتجاج”  

وقال: “هناك توافق أمريكي روسي إسرائيلي أوروبي على أن إسرائيل تستطيع الضرب في سوريا متى تشاء وكيفما تشاء”.  

وحول دور المقاومة المسلحة في الضفة الغربية في الفترة الحالية، رأى عطاونة، أن هذا الأمر ليس مرتبطاً بأي من الفصائل أو قراراتها؛ بل مرتبط بالظروف الميدانية.  

وقال: “الظروف الميدانية في الضفة الغربية غاية في التعقيد، والضغط الأمني على الضفة الغربية مركب ومعقد ومتعدد الأوجه والضربات، والاحتلال موجود، والأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية موجودة، ولعل هناك وجود أجهزة أمنية إقليمية ودولية أخرى”.  

وأضاف: “الموضوع له علاقة بالظرف الميداني وليس في القرار، وأعتقد أن كل الفصائل الفلسطينية لديها قرار ولا تخفي هذا وتعلن عنه دائماً، خاصة في مواجهة الاستيطان، ولكنها غير قادرة على تجاوز الضغط الأمني الموجود في الضفة الغربية”.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...