السبت 03/مايو/2025

كاتب سعودي يشكك بالأقصى.. أكاذيب صارخة خدمة للمحتل!

كاتب سعودي يشكك بالأقصى.. أكاذيب صارخة خدمة للمحتل!

بعد أمواج التطبيع العارم التي اجتاحت المنطقة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وما صاحبه من شيطنة للشعب الفلسطيني ومقاومته، ومحاولات إيجاد قبول للإسرائيلي في الوجدان العربي، يخرج كاتبٌ سعودي للتشيكك في المسجد الأقصى.

صحيفة عكاظ السعودية، نشرت مقالا للكاتب السعودي أسامة يماني شكك فيه بوجود المسجد الأقصى المبارك، وقال إنه ليس الذي في القدس.

الكاتب أسامة يماني، ذكر في مقاله أن “سبب اعتقاد كثير من الناس أن المسجد الأقصى يقع في فلسطين يعود إلى أن كثيراً من كُتَب التاريخ وكُتَب التفاسير وخاصة المتأخرة منها تقول بأن الأقصى يقع في القدس، ومن هنا صار الخلط بين القدس والقبلة والمسجد الأقصى”.

وزعم أن المسجد الأقصى الذي تحدث عنه النبي ﷺ، هو موجود في منطقة تدعى الجعرانة بين مكة والطائف، وليس في فلسطين.

وأضاف: “القدس ليست الأقصى، حيث لم تكن بهذا الاسم عند بعثة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ولا في عهد الخلفاء الراشدين. كما أن القدس مدينة والمسجد الأقصى مسجد”، كما زعم.

وبعد سرد طويل في محاولة منه لإثبات أن الأقصى لم يكن القبلة الأولى للمسلمين كما هو متعارف عليه، قال يماني: “إذن، يتّضح ممّا أوردنا من آراء السّلف أنّه لا يوجد إجماع بشأن أوّلية القبلة لبيت المقدس، رغم شيوع هذه المقولة على الألسن وفي الكتابات في هذا الأوان”.

وأضاف: “بنى عبد الملك بن مروان مسجد قبّة الصخرة في سنة 691م. وذلك بسبب تذمّر النّاس من منعهم عن أداء فريضة الحجّ إلى مكّة، لأنّ ابن الزبير كان يأخذ البيعة له من الحجّاج، لذا قام عبد الملك ببناء الصخرة وتحويل النّاس للحجّ إليها بدل مكّة كما يذكر ابن خلكان”، على حد زعمه.

وختم يماني مقاله بعبارة “العبرة التي نخلص إليها من هذا الاختلاف بين الروايات والرواة يرجع لأمور سياسية وظّفت لصالح أحداث أو قضايا ومواقف سياسية لا علاقة لها بالإيمان ولا بصالح الأعمال والعبادات. والله من وراء القصد”.

كاتب فلسطيني يفند
وفي رد له، قال الكاتب الفلسطيني والوزير السابق يوسف رزقة: ليست المشكلة في الكاتب يماني السعودي، ولكن المشكلة في صحيفة عكاظ السعودية التي نشرت المقال، وروجت لافتراءات الكاتب، وعندها الدليل القاطع على مخالفة الكاتب لما أجمع عليه السلف، وسار عليه الخلف، وما زالوا عليه حتى يومنا هذا.

وأضاف رزقة في مقال له تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام” أن المسجد الأقصى في فلسطين هو قبلة المسلمين الأولى، وهو ثاني المساجد على الأرض بعد المسجد الحرام، وقيل في بنائه؛ بنته الملائكة، وقيل بنته الجن، وإليه كان إسراء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وأردف: “وهو المسجد الذي وصفه النبي لقريش لما تحدته بطلب وصفه، وهو المسجد الذي فهمته قيادات قريش الكافرة عندما أنكرت خبر الإسراء، حيث قالوا: نضرب إليه أكباد الإبل شهرًا، وأنت تزعم أنك أتيته في ليلة؟!”.

وتابع: أن الرجل الجاهلي يحترم عقله، ويحترم من حوله، فلم يقُل في الأقصى إنه مسجد الجعرانة في الطائف كما يقول يماني، وكما نشرت عكاظ السعودية المقربة من الحكومة.

ومضى يقول: “الجعرانة كان يصلها الجاهلي على جمله في سويعات، ولو كان مسجدها هو المقصود ما قال في تحديهم للنبي نضرب إليه أكباد الإبل شهرًا؟! ولما طلبوا من محمد صلى الله عليه وسلم أن يصفه، فكل أهل مكة في الجاهلية يعرفون الطائف ويتجرون إليها، ويصلون إليه في ساعات قليلة؟!”.

وأشار إلى أن الكاتب يماني ليس هو الأول الذي يزعم هذه المزاعم الباطلة، فقد سبقه إليها كاتب مصري، وهذا يردد ما قاله المصري، وعليه نقول إن هذه الأقوال الباطلة تقوم على قواعد سياسية فاسدة تستهدف خدمة (إسرائيل) وتبرير ضمها للقدس، وتستهدف وقف مطالبة الشعوب الإسلامية لقادتهم بتحرير الأقصى من دنس يهود.

وأكد أن هذه المزاعم الباطلة لم نسمعها، ولم نقرأها على صحف المملكة في زمن الملوك السابقين سعود، وفيصل، وفهد، وعبد الله، ولا في زمن من سبقهم في التاريخ من أبناء الملك عبد العزيز، فكيف تجرأ يماني، وكيف تجرأت عكاظ على نشر هذه المزاعم المخالفة للدين وللتاريخ وللواقع، ولتاريخ الأسرة السعودية الحاكمة؟!

وتسائل: هل هذا الإفساد المتعمد يدخل تحت قانون حرية الرأي والتعبير التي تعمل به فرنسا في نشرها للرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟! إن ما نشرته عكاظ أبشع، وأسوأ، وأفسد، مما نشرته الصحف الفرنسية.

وطالب رزقة من الملك سلمان وولي عهده أن يمنعوا نشر مثل هذا الأكاذيب، حتى لا تحملهم الشعوب مسؤولية ما ينشر تجديفًا وبهتانًا، من أناس يجهلون قيمة الكلمة، وقيمة الصدق، وقيمة متابعة السلف الصالحين، ويجهلون قيمة فلسطين والمسجد الأقصى فيها، وكونه قبلة المسلمين الأولى ويقع على الأمة كلها واجب إعادته للسيادة الإسلامية، وإنهاء سيادة اليهود عليه؟!

ردود
أما الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري فقد قال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن هذا مقال الكاتب السعودي الذي يحرف المثبت والمؤكد، هو محاولة مستميتة لتقريب العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، وتحريف التاريخ الواضح الجلي.

وأضاف أن هذه مرحلة متقدمة في كي الوعي، وهو أن ينكر وجود المسجد الأقصى في فلسطين، وهو المذكور في القرآن الكريم، وأكده السلف للخلف.

ودعا أبو زهري وسائل الإعلام إلى تحري الحقائق، وتجليتها للقراء، والمشاهدين كي لا تنطلي مثل هذه الأكاذيب والخرافات على الأجيال اللاحقة.

أما الكاتب ياسر الزعاترة فقد قال في تغريدة له: في صحيفة عكاظ يكتب هذا كلاما وجده عند آخرين، خلاصته أن المسجد الأقصى ليس القبلة الأولى، وليس في القدس، وإنما في “الجعرانة” بين مكة والطائف.

وأضاف: لو جاء هذا الهراء في إطار حرية رأي متاحة للجميع، لما توقفنا عنده، لكنه صهينة وقحة لم تكن لتظهر لولا أجواء تشجّعها.

ورأى جاسم الجزاع أن الكاتب الذي وصفه بالمتحذلق “يتفق وجريدته عكاظ مع رأي المستشرقين اليهود الذين حاولوا نفي إعجازية الإسراء والسعي إلى تحريف موقع المسجد الأقصى”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...