الأرض الطيبة.. مبادرة لاستصلاح الأرض والإنسان في غزة

بجد ونشاط غير معهودين بدأ الشاب محمد أبو شعبان العمل في حرث الأرض الزراعية التي تسلمها من أجل انتشاله من مستنقع البطالة هو واثنان من إخوانه بعد أن ملّ من البحث عن فرصة عمل.

أبو شعبان (28 عاماً) هو المعيل الأول لأسرته ولوالده ووالدته الطاعنين في السن، لم تسعه السعادة وهو يتسلم قطعة الأرض التي تبرع له بها صاحبها لاستصلاحها وزراعتها خلال فصل الشتاء ليستفيد مما يزرع هو وعائلته ويدر دخلاً عليهم بقدر جده واجتهاده في زراعتها.

الأرض الطيبة
المركز الخيري الشبابي بادر بالبحث عن الأراضي الموات في أنحاء متفرقة من قطاع غزة؛ بهدف إحيائها وزراعتها والاستفادة من خيراتها من جهة، وتشغيل الشباب العاطلين عن العمل من جهة أخرى.

يقول جهاد مصبح، أحد القائمين على المبادرة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إنّ الأرض الطيبة هي مبادرة قائمة على استصلاح الأرض والإنسان.

وأوضح أنّهم بادروا بالبحث عن الأراضي التي تصلح للزراعة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة من أجل حثّ أصحابها على التبرع بها مدّةً من الزمن من أجل تشغيل الشباب من جهة والاستفادة وتعمير هذه الأراضي من جهة أخرى.

وأشار مصبح إلى أنّ المبادرة لاقت استحساناً واهتماماً واسعاً في أنحاء متفرقة في قطاع غزة، واستطاعوا خلال عشرة أيام من المبادرة الحصول على 15 قطعة من الأراضي بمساحات مختلفة وفي مناطق متفرقة في القطاع.

طبيعة التشغيل
يقول الشاب أبو شعبان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّه تعهد بتسلم الأرض خلال أربعة أشهر هي مدة الزراعة البعلية خلال فصل الشتاء والتي لا تحتاج إلى تكاليف عالية من أجل القيام بهذا المشروع.

وأشار مصبح أنّ المبادرة عبر أهل الخير ستتكفل بتوفير السماد والبذور والمستلزمات الأخرى للشاب الذي يقع عليه الاختيار للعمل، في حين يقوم هو بجهده لزراعتها والاهتمام بها والعناية بثمارها، ومن ثم يستفيد من الثمار والمحصول الذي ينتجه لبيعه وتسويقه في أسواق قطاع غزة.

وبين القائم على المبادرة أنّهم سيتابعون بدورهم خطوات العمل في الأرض بدقّة أولاً بأول للتركيز على نجاح المبادرة والاستفادة منها في كل المناطق وعلى الأصعدة كافة.

ويهتم القائمون على المشروع بتفعيل بند العمل والتشغيل بعيداً عن المشاريع الإغاثية، حيث أنجز مركز المشروع الخيري الشبابي خلال مدّة عمله أكثر من 650 مشروعاً تشغيليًّا لعدد من الشباب العاطلين عن العمل في قطاع غزة.