إحياء المصالحة الوطنية الفلسطينية

تشير كافة الدلائل إلى أن أجندة الرئيس الأميركي المنتخب، جو بايدن، لن تضع الملف الفلسطيني على رأس أولوياتها، ولن يكون هذا الملف حاضرًا بالقوة التي يتوقعها البعض، وخصوصًا في الطرف الفلسطيني. ومع أن التهنئة الرسمية التي وجهها رئيس السلطة محمود عباس مع أمنيات العمل والتعاون لصالح التوصل إلى تسوية تنهي الاحتلال، هي بروتوكولية ومفهومة ضمنًا في العلاقات الدولية، إلا أنها يجب ألا تكون “أملًا” يبني عليه الطرف الفلسطيني بقرب الخلاص.
والواقع أن الجدول الزمني المتوقع لعام 2021 لا يحمل أي بشرى للشعب الفلسطيني، خصوصًا إذا ما استمرت حالة الانقسام. فبايدن لن يدخل البيت الأبيض قبل كانون الثاني/ يناير، وحتى يستقر له الأمر والحكم سيكون مضطرًا بداية لمواجهة جائحة كورونا، وإعادة توحيد المجتمع الأميركي، قبل أن يبدأ بناء تصورات لسياسته الخارجية في الشرق الأوسط، وتحديدًا في الملف الفلسطيني. وفيما تبدو ملامح سياسته في الملف الإيراني واضحة، ومرهونة أساسًا بالاتجاه الذي يقرر اعتماده، فإن الملف الفلسطيني سيبقى مرتبطًا، شئنا أم أبينا، أيضًا بالتطورات داخل إسرائيل.
ويبدو، وفق كافة المؤشرات، أن عام 2021 سيكون عام الانتخابات الإسرائيلية الرابعة في أقل من عامين، سواء جاء تبكير الانتخابات بفعل عدم إقرار ميزانية الدولة حتى 23 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، مما يعني حل الحكومة والذهاب إلى انتخابات خلال 90 يومًا، أم سبق ذلك قرار من المحكمة الإسرائيلية العليا بنقض أساس اتفاقية الائتلاف الحكومي، ولا سيما البند المتعلق بمنصب “رئيس الحكومة البديل” (وهو المنصب الرسمي لوزير الأمن بني غانتس) وإلغاء ذلك، مما يعني أيضًا حل الحكومة والذهاب إلى انتخابات جديدة. وبين حل الحكومة الإسرائيلية بفعل الميزانية، أو بفعل تدخل من المحكمة، فإن ذلك سيؤدي إلى انتخابات جديدة، سيكون على بايدن انتظار نتائجها، ثم تداعياتها وتشكيل حكومة جديدة قد لا يكون ممكنًا قبل نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو 2021.
يعني هذا أن أمام الفلسطينيين مهلة ستة أشهر على الأقل، لإحياء مسار المصالحة الفلسطينية وتكثيف جولاتها على أمل الخروج بموقف وحدوي، ينهي الانقسام ويوحد كلمة الفلسطينيين، في وجه إدارة أميركية، قد لا تتردد، من الآن، كما يبدو في ممارسة ضغوط ثقيلة على السلطة الفلسطينية للعودة إلى التنسيق الأمني وتحسين علاقاتها مع الاحتلال كشرط أولي لأي تغيير إيجابي في الموقف الأميركي مهما كان صغيرًا أو رمزيًا.
عرب48
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

معركة زيكيم.. يوم فر مقاتلي النخبة الإسرائيلية من مواجهة القسام
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام كشف تحقيق إسرائيلي حول معركة زيكيم، عن هجوم نوعي نفذه مقاتلو كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر البحر،...

أونروا تدعو لتضافر الجهود لمنع كارثة إنسانية غير مسبوقة بغزة
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بتضافر الجهود الدولية لمنع "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في...

استشهاد المعتقل الإداري محيي الدين نجم من جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد المعتقل الإداري، محيي الدين فهمي سعيد نجم (60 عاماً) من جنين، في مستشفى (سوروكا) الإسرائيليّ، ليضاف إلى سجل...

توثيق 25 ألف انتهاك ضدّ المحتوى الفلسطيني على منصّات التواصل في 2024
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز صدى سوشال الفلسطيني، 25 ألف حالة انتهاك للمحتوى الرقمي الفلسطيني في العام 2024 على المنصات الرقمية...

40 شهيدًا و125 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 40 شهيدا، و125 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

إيهود باراك يدعو إلى عصيان مدني لإنقاذ الأسرى وإسرائيل من نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود باراك هجومه على نتنياهو لما قال إنه بسبب سوء إدارته للحرب، في ظل تزايد خسائر...

الأورومتوسطي: خطة الاحتلال بشأن المساعدات “خدعة إنسانية” لتكريس الحصار والتجويع في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ الخطة الإسرائيلية المتداولة حاليًا بشأن المساعدات الإنسانية في قطاع غزة...