الأسير قعدان يغلق مع والده رزنامة العذاب بعد 16 عاماً من الفراق

مع مرور الدقائق والساعات والأيام طيلة عام كامل، أغلق الحاج سميح قعدان رزنامة اعتقال نجله عبد الرؤوف، بعد اعتقال دام نحو 16 عاماً في سجون الاحتلال.

فما أن وصل المحرر عبد الرؤوف قعدان إلى منزلهم الواقع في حي تل السلطان في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، حتى أمسك القلم الأحمر الخاص بوالده، وأغلق العام الأخير على اعتقاله، لكنه رفض شطب اليوم الأخير.

سعادة غامرة ملأت قلب الوالد الذي كان ينتظر على أحر من الجمر الإفراج عن نجله، حيث اعتاد الحاج سميح صاحب الـ 77 عامًا، وفور انتهائه من صلاة فجر كل يوم، بالتوجه إلى غرفة نومه، وشطب رقم يقرب من موعد لقائه بفلذة كبده عبر الرزنامة التي علقها على حائط الغرفة.

كان الخوف والقلق يعتري نفس وقلب الحاج سميح بعد لقائه نجله؛ لا سيما بعد وفاة زوجته التي توفيت قبل عامين، دون أن تلتقي بفلذه كبدها أو تحتضنه بسبب المرض الذي أنهكها خلال السنوات الأخيرة.

وفي يوم الخميس، 5 نوفمبر الحالي، أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير قعدان، بعد اعتقال دام 17 عاماً.

واعتقل الأسير قعدان في 7 نوفمبر/تشرين ثاني 2004، من وسط قطاع غزة، بعد اعتقاله عندما كان يبلغ من العمر 25 عاما آنذاك.

وأصدرت المحكمة الإسرائيلية آنذاك حكما بحقه بالسجن 27 عاما، قبل أن يتم تخفيض الحكم إلى 17 عاما بعد جهود بذلها محام فلسطيني في هذا الإطار.

وعن سبب رفضه شطب اليوم الأخير من رزنامة والده، قال المحرر قعدان لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنه تركه فارغاً تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال.

وقال: “لو أنهيت هذه الرزنامة فهناك حوالي 5500 صفحة للأسرى داخل السجون تحتاج من يشطبها”.

وأضاف لـ”المركز“: “إن مثل هذه الرزنامة يعدها الأسرى في السجون انتظاراً لموعد الافراج عنهم”، مشيراً إلى أن هذه العملية ليست بالبساطة التي يتخيلها أي أحد، لا سيما أن الأسير يشعر بأن كل يوم من أيام المعتقل تساوي عشرة أيام خارجه.

وأشار الى أنه تفاجأ برزنامة والده خلال فترة اعتقاله، حيث طلب منه تركها لأنها ستسبب له الإرهاق والتعب، لكنه رفض وواصل عد الأيام خلالها.

وعبّر قعدان عن أمله في أن ينعم باقي الأسرى في سجون الاحتلال بالحرية، وحينها سيقوم بشطب اليوم الأخير في الرزنامة التي أعدها له والده.