(بلفور ١٠٣): ليس المجرم الوحيد؟!

“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة وطن قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى”.
توقيع آرثر بلفور.
كان ذلك الوعد في نوفمبر من عام ١٩١٧م، أي قبل مائة وثلاثة أعوام من اليوم. الوعد كان من بلفور وزير خارجية بريطانيا باسم ملك بريطانيا، التي كانت يومها تخوض حربًا عالمية ضد الخلافة التركية، التي كانت صاحبة السيادة على فلسطين.
الوعد لم يبق عملا سريا، بل خرج للعلن في أثناء الحرب، ولكن القادة العرب الطامعين بكراسي الحكم في بلادهم بعد طرد الأتراك تغافلوا عن الوعد، واستمروا في دعم بريطانيا، ذلك أنهم قدموا حبهم للرئاسة على فلسطين، وعلى حبهم للأقصى. وكانت النتيجة أن العرب هزموا تركيا، ووضعوا فلسطين في أنياب الأسد البريطاني الذي نفذ وعد بلفور على مرأى ومسمع من قادة العرب قبل مائة عام.
كانت فلسطين الدرة الثمينة، والجوهرة الفريدة، مسرى النبي وعش الأنبياء، ومهبط الرسالات، رخيصة عند قادة تلك المرحلة أمام كرسي الحكم، حتى وإن كان الكرسي تابعا للانتداب البريطاني، الذي لم يمنح الدول العربية استقلالها. كانت فلسطين الغالية رخيصة عندهم، واستمرت كذلك رخيصة حتى شهدنا من أحفادهم من يعترف (بإسرائيل)، ويطبع معها، ويقدم رضاه على رضا الله ورسوله، ولا أقول على رضا الفلسطينيين؟
اليوم، ونحن في الذكرى الثالثة بعد المائة للوعد المشئوم نستطيع القول: إن جل قادة العرب أرخصوا فلسطين أولا فلم يعملوا شيئا بعيد الوعد، ولم يعملوا ثانيا شيئا ذا مغزى بعد قيام إسرائيل، وانتهوا ثالثا إلى الإقرار بحق (إسرائيل) في الوجود على الأرض الفلسطينية على حساب الحقوق الفلسطينية، ويتهمون رابعا الفلسطينيين بالفشل في خدمة قضيتهم، ويطلبون منهم الاستسلام للأمر الواقع والقبول بصفقة نتنياهو ترامب؟!
إذا كان المجلس الوطني محقًّا في أن يطلب من بريطانيا الاعتذار عن الوعد، فإن المنطق يدعو للقيام بمراجعة لعمل كل الأطراف التي أسهمت بشكل مباشر أو غير مباشر في النكبة، وفي تسهيل أمر قيام دولة إسرائيل، والتطبيع معها، سواء أكانوا هؤلاء فلسطينيين أم عربًا، أم غيرهم، لأن الاعتذار عن الوعد لم يعد ذا مغزى بعد أن تحولت (إسرائيل) إلى دولة قوية يخطب ودها قادة العرب، ناهيك بقادة من فلسطين. بلفور كان مجرما حقيقيا، ولكن هل كان هو المجرم الوحيد؟! ماذا عن بقية المجرمين؟!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قتلى وجرحى في تفجير مبنى بقوة من لواء غولاني برفح
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب...

شهيد وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مواطن لبناني وجرح آخرون، في سلسلة غارات شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوبي لبنان، اليوم الخميس، على ما...

حصيلة الإبادة ترتفع إلى أكثر من 172 شهيدا وجريحا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 106 شهداء، و367 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

الادعاء الروماني يحيل شكوى ضد جندي إسرائيلي إلى النيابة العسكرية
بوخارست - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مؤسسة “هند رجب” أن المدعي العام في رومانيا أحال الشكوى التي تقدمت بها المؤسسة ضد جندي إسرائيلي إلى مكتب...

الاحتلال يحول الصحافي الفلسطيني علي السمودي إلى الاعتقال الإداري
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، الصحافي الفلسطيني علي السمودي من جنين، شمالي الضفة الغربية،...

“موت ودمار لا يمكن تصوره”.. منظمة دولية تطلق نداءً لوقف النار في غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام أطلقت "منظمة أوكسفام الدولية"، نداءً مفتوحًا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، محذّرة من استمرار الكارثة...

شهيد وإصابات برصاص الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شاب، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحام البلدة القديمة من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية...