المعلمة النجار.. سفيرة فلسطين في الفضاء الإلكتروني

على طريقتها الخاصّة اختارت معلمة اللغة الإنجليزية منيرة النجار رفع اسم فلسطين في فضاء التعليم الإلكتروني قبل وبعد صول جائحة كورونا إلى فلسطين المحتلة.

قبيل احتدام جائحة كورونا في مارس الماضي، بدأت مدرسة ممدوح صيدم الثانوية للبنات في تنفيذ وسائل طرحتها المعلمة النجار تعتمد تقنية “الهولوجرام” التي تعتمد اجتماع المعلم والطالب عن بعد في فصول إلكترونية.

وتواصل النجار عملها في فضاء التعليم الإلكتروني من قبل وصول جائحة كورونا إلى فلسطين، الأمر الذي أهلها للحصول على 10 جوائز وألقاب دولية ومحلية، أهمها لقب معلم “ميكروسوفت” الخبير لعام 2020م-2021م وسفيرة الكتاب الذكي في فلسطين لعام 2020م، وأول معلمة فلسطينية تشارك في منصات “ويكيليت-فليبجريد” وتدريب 1600 معلم من “ميكروسوفت”.

وشاركت النجار فبراير الماضي في مبادرة “نحو مبادرة رقمية” لتعزيز التعليم عن بعد، واستخدام تقنيات تكنولوجية مفيدة لطلبة الثانوية العامة الذين يمضون ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي.

مواطنة رقمية

بالنسبة للطلبة الذين تعلمهم النجار في الصف الحادي عشر بمدرسة ممدوح صيدم الثانوية للبنات، لم يكن التعليم عن بعد مفاجئاً لهم، فقد ساعدتهم في استخدامه قبل ظهور جائحة كورونا.

وتقول النجار لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “رحلتي لإدخال التعليم الإلكتروني بدأت في سبتمبر 2019م في مبادرة نحو مواطنة رقمية، أردت الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا من المعلم والطالب بدل تبديد الوقت على التكنولوجيا دون جدوى، وبدأت أعلمهم بمنصات عالمية مثل نيربورد-ويكيليت –زووم-بانس ومنصات أخرى”.

معظم الطلاب اعتادوا تجهيز دروسهم في المراحل الجامعية باستخدام برنامج “بوربوينت” لكن المعلمة النجار عرّفت طالباتها بمنصة “ويكيليت” ومنصات برامج “ميكروسوفت” التي تطرح أدوات مجانية للتعلم غير مشهورة.

وبإمكان أي طالب استخدام منصات متعددة على برامج “ميكروسوفت” كحساب شخصي يضع من خلاله ملفات خاصة وعامة سهلة الاستخدام في التعليم المدرسي، وخاصة مادة اللغة الإنجليزية التي تعلمها وبقية المواد.

واجتهدت النجار مع معلمات مدرستها على حوسبة المنهاج بواسطة عدة منصات إلكترونية متحدية العقبات اللوجستية وأزمة الكهرباء بغزة قبل أن تشرع في شرح الدروس إلكترونيًّا وتعريفهم بالبرمجة العالمية.

 وكانت منيرة طرحت تقنية الكتاب الذكي على زميلاتها لمساعدة الطلاب على تحسين درجة الاختبار بنسبة 33٪، وزيادة معدل الاستبقاء بنسبة تصل إلى 100٪، مع أحدث تقنيات الواقع المعزز الموجهة نحو STEM التي تدعم أساليب التعلم الفردية للطلاب.

عندما حلّت جائحة كورونا على غزة، لم تجد النجار مع طالباتها صعوبة في بدء التعليم الإلكتروني، بل زادت على ذلك بعمل توأمة مع مدارس الضفة المحتلة لتبادل الخبرات مع المعلمين والطلبة.

وتواصل النجار حصد الألقاب والجوائز التي تطول بها سيرتها الذاتية، والتي فاقت عشرة ألقاب من قبل وخلال جائحة كورونا أهمها: لقب معلم “ميكروسوفت” الخبير لعام 2020م-2021م، وسفيرة الكتاب الذكي في فلسطين لعام 2020م، وأول معلمة فلسطينية تشارك في منصات “ويكيليت-فليبجريد”.

وتلفت النجار إلى افتقاد عدد من المعلمين في بداية الجائحة لخبرة التعليم عن بعد، مما دفعها للتواصل مجدداً مع معلمي “ميكروسوفت” حول العالم، وعقدت لقاءات مع معلمين من مختلف الدول.

وتتابع: “جمعتنا لقاءات تعليمية مع معلمين من فيتنام-روسيا-مصر-جنوب أفريقيا- تبادلنا الخبرة وناقشنا العقبات وتطوير العمل، وعرفتهم بخبرتي مع المنصات لتقليص الفجوات”.

واستخدمت موقع “فيسبوك” لشرح عملها، وخصصت قناة على موقع “يوتيوب” لنشر رؤيتها في فضاء التعليم الإلكتروني محليًّا وعالميًّا قبل أن تطلق فريق “ميكروسوفت الفلسطيني” مع 110 معلم من الضفة وغزة.

وتتابع: “هدفنا تحقيق التمكين الرقمي للمعلم الفلسطيني، وعقدنا دورات لفهم المنصات المتعددة والأدوات الفاعلة في عام 2020م في ظل الجائحة”.

فلسطين في الوعي

أكثر ما يسعد المعلمة النجار أن اسم فلسطين وهويتها وصل لطلاب ومعلمين من مختلف دول العالم لم يعرفوا شيئاً عن فلسطين من قبل.

تجربتها في الصفوف الافتراضية “جوجل كلاس روم” تعززت بتخصيص قناة على “يوتيوب” شارك فيها الطلبة والمعلمون وأولياء الأمور، أما المعلمون الذين بحثوا عن مسابقات لتعزيز تفاعل الطلاب فقد أرشدتهم لبرنامج “كاهوت”.

وتضيف: “تفاعل طلابنا الفلسطينيون مع طلبة من كل العالم في فصول سكايب الافتراضية، نسقت جلسة مع معلمة من روسيا البيضاء في منصة سكايب الغموض، وبعد الشرح والأسئلة كشفنا لهم أننا من فلسطين”.

ودأب المتفاعلون في الفصول الافتراضية على تعريف زملائهم من الطلبة والمعلمين بثقافة وتراث كل دولة، وهو ما منح المعلمة النجار وطلابها إيضاح علم فلسطين وتراثها وثقافتها لآخرين تفصلهم عنها آلاف الأميال.