الخميس 27/يونيو/2024

ماكرون ارتكب جريمة وتبريراته غير مقنعة وعليه الاعتذار

رأفت مرة

مجرد ظهور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في لقاء حواري خاص على قناة الجزيرة ..دليل على خسارته معركة وعلى اضطراره للظهور شارحا ومفسرا لمواقفه. 

أعتقد أن مكتب ماكرون هو الذي طلب الظهور عبر قناة الجزيرة..القناة الأكثر حضورا في العالم العربي والأكثر اهتماما من جميع المتابعين والمهتمين. بعدما غرقت فرنسا في ردود الفعل الغاضبة وتعرضت لخسارة كبيرة..

ماكرون حاول في هذا الحوار أن يقدم تبريرات للمواقف التي اتخذها مؤخرا والتي دعمت الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي نشرتها صحيفة ( شارل ايبدو ) ..

حاول ماكرون تقديم رؤيته للعلمانية وللتعبير الحر ولحرية الرأي واحترامه للأديان.

وألقى التهمة على التفسيرات السيئة لتصريحاته..

وكأن كل العالم تآمر على ماكرون لتحريف  الوقائع.

ماكرون مجددا وقع في الخطأ..أو الخطيئة..

لقد نسي ماكرون أن تصريحاته المؤيدة للرسوم كانت تصريحات متواصلة ومكثفة ومتكاملة ومتناسقة..وجاءت امتدادا لتصريحات كثيرة ضد الإسلام وممارسات ميدانية ضد الحركات الإسلامية..خاصة في منطقتنا..

لم تكن تصريحات ماكرون ضد النبي والإسلام والمسلمين مبتورة أو عابرة.

لقد كرس ماكرون الكثير من خطاباته لمهاجمة الإسلام والنيل من المسلمين.

في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ألقى ماكرون خطابا مكتوبا هاجم فيه الإسلام وقال أن الإسلام في أزمة..وقدم رؤية سياسية لمحاصرة العمل الإسلامي في فرنسا ولتطويق عمل المؤسسات الإسلامية وتقييد حركة الرموز الإسلامية. 

خطابات ماكرون ضد الإسلام تكاملت مع رؤيته لاستعادة مكانة فرنسا ودورها.

فرنسا خسرت عدة معارك مؤخرا وتراجع دورها السياسي والثقافي..وما يحدث في ليبيا وشرق المتوسط ولبنان دليل على ذلك.

ماكرون يحاول استعادة المجد الفرنسي من خلال المعزوفة الدائمة التي يجيدها الغرب : مهاجمة الإسلام وتخويف المجتمعات الغربية من المسلمين وإدخال الرعب في قلب كل مواطن..

إنها الوقود المطلوب لإدامة السيطرة الثقافية التي تتراجع والعدة المطلوبة لضمان تفوق الغرب..

لقد سقط ماكرون في حفرة، واضطر للخروج منها عبر قناة الجزيرة.

العالم الإسلامي هب مدافعا عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم..

الشعوب ذهبت لمقاطعة المنتجات الفرنسية..

الإسلاميون تماسكوا وصمدوا في وجه هذا الهجوم على دينهم وحضارتهم. 

مواقف بعض الحكومات كانت مقبولة إلى حد ما رغم الملاحظات على الأداء الرسمي العربي..للأسف..

مواقف وتحركات جيدة أجبرت ماكرون على الانتقال إلى موقع الدفاع مبررا ومفسرا وشارحا..متهما مضللين تعمدوا تحوير كلامه ومواقفه.

مثل أي ديكتاتور آخر..

يعرف عن ماكرون أن يجيد الكلام..لكن صار يعرف عنه أنه ضحل الفكر مراهق في السياسة.

صحيفة ( شارل ايبدو ) مجرمة ومخطئة لأنها أساءت للنبي الأكرم.. 

لكن ماكرون قام بتوفير الدعم السياسي لهذه الجريمة، وغطى هذا الاعتداء على رسولنا محمد وبرره وأعطاه الأبعاد السياسية والثقافية والرسمية..

متجاهلا حقوق المسلمين وكرامتهم..ضاربا عرض الحائط بحريتهم مسهلا لأسلوب الاعتداء عليهم والنيل من رسول الإنسانية الذي يحترم العالم تعاليمه وأفكاره..

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس رئيس دولة وليس وزيرا وليس زعيما حزبيا حتى تعطى المبررات للاعتداء عليه والنيل من صورته.

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول للعالم ونبي للإنسانية و مصلح لهذا الكون..

لقد اثبت المسلمون لماكرون أن الإسلام ليس في أزمة..

الأزمات تحيط بماكرون وثقافته من جميع الاتجاهات. 

واجبنا كمسلمين أن نتمسك بديننا وندافع عن رسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وليذهب ماكرون وثقافته إلى الجحيم..المطلوب منه الاعتذار..

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

دوجاريك: الأمم المتحدة لم تنسحب من غزة

دوجاريك: الأمم المتحدة لم تنسحب من غزة

نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت الأمم المتحدة، الأربعاء، أن العقبات التي تعترض توزيع المساعدات الإنسانية في غزة لا تزال مستمرة، ولكنها خلافا...