تويتر على خطى فيسبوك.. الحرب على المحتوى الفلسطيني تزداد شراسة

يعيش المحتوى الفلسطيني عبر مواقع التواصل الاجتماعي واقعاً خطراً، إزاء حملات متكررة تقودها إدارة المواقع الدولية، نتيجة ضغوط إسرائيلية تمارسها عبر “أخطبوط” بشري وإلكتروني ينتشر في ثنايا تلك المواقع وأقسامها وإداراتها.
وتعمل تلك الحملات الممنهجة على اجتثاث الرواية الفلسطينية، التي يسعى الفلسطينيون إلى تعزيزها وإيصالها إلى أحرار العالم، في إطار تزايد الانتهاكات الإسرائيلية، التي تتواصل ميدانياً وإلكترونياً.
ويهدد المحتوى الفلسطيني 3 مخاطر تتمثل في الاحتلال الإسرائيلي، وملاحقة إدارات مواقع التواصل الاجتماعي له، وقلة أو غياب الدعم القانوني والحاضنة الرسمية له.
ورصد مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، حذف إدارتي موقعي “فيسبوك” و”تويتر”، مؤخراً، حسابات فلسطينية تنشط في نصرة القضية الفلسطينية، ونشر أحداثها وأخبارها أولاً بأول، أو حذف تغريدات ومنشورات تُعنى بفلسطين.
ومن تلك الحسابات حساب، شبكة فلسطين للحوار، التابعة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، حيث بلغ عدد متابعيها 350 ألف متابع، عدا عن حذف منشورات تابعة لصفحة “المركز” باللغة الإنجليزية.
وتزعم إدارتي الموقعين، أن حذف الحسابات والتغريدات سببها انتهاك معايير النشر التابعة لكل واحد منهما، إلا أن مختصين ومراقبين أكدوا أن الحذف قائم على سياسة عنصرية يتبعها الموقعان ضد فلسطين، بابتزاز إسرائيلي.
طمس الهوية الفلسطينية
ويرى المختص في مواقع التواصل الاجتماعي محمود حربيات، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لطمس الهوية الفلسطينية إعلامياً وميدانياً، ويعمل على تقييد وكبح الصوت الفلسطيني واستهدافه في كل مكان.
وقال حربيات في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: الفلسطينيون مستمرون في بث روايتهم الحقيقية رغم كل الملاحقات التي يشنها الاحتلال وإدارات مواقع التواصل الاجتماعي، الساعية إلى الإقصاء الإلكتروني للمحتوى الفلسطيني”.
وأكد أن ما تزعمه تلك المواقع عن كون المحتوى الفلسطيني يحمل تحريضاً ليس صحيحاً، مقابل وجود تحريض كبير ويترجم ميدانياً من الاحتلال ومستوطنيه، دون أي ملاحقة.
وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي يمتلك القدرة والمال على العمل في تعزيز هويته على مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل ضعف فلسطيني يتمثل في غياب الدعم الرسمي والقانوني للمحتوى الحقيقي والصادق إعلامياً وميدانياً.
وأشار إلى أن المحتوى الفلسطيني يخسر الكثير أمام ما تقوم به دولة الاحتلال وإدارات المواقع الإلكترونية، مؤكداً أن الفلسطيني لن ييأس من استمرار نصرة قضيته العادلة من أجل الحق الفلسطيني.
تصاعد مع التطبيع
وأوضح أن محاربة المحتوى ازداد مؤخراً مع دخول دول عربية في موجة تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، واتفاقيات قانونية وإعلامية، يعمل الاحتلال خلالها على تعزيز روايته عبر أذرعه الإلكترونية والإعلامية المختلفة، ووحدات السايبر الخاصة به.
ودعا حربيات إلى ضرورة وجود جسم فلسطيني رسمي يقدم شكاوى رسمية وقانونية لإدارات مواقع التواصل الاجتماعي، ويوضح لها حقيقة المحتوى الفلسطيني، مشيراً إلى وجود تقصير في ذلك، خلافاً للجهود الفردية وغير الرسمية القائمة.
من جهته، قال مركز “صدى سوشال”: إن منصة “تويتر” توقف وتحظر عشرات الحسابات الفلسطينية أو التي تتبنى خطاباً فلسطينياً.
وأوضح المركز أنه تلقى العديد من الشكاوى، من حسابات على تويتر تم إيقافها بسبب ادعاء تويتر أنها خرقت معايير وشروط الخدمة في المنصة فيما يتعلق “بتضخيم نشر المعلومات”.
وعدّ المركز الخطوة تعدياً على حرية تعبير المستخدمين، والتي من المفترض أن توفرها المنصة، دون رضوخ لطرف على حساب آخر.
وقال المركز: إنه وبحسب ناشطين وتقارير إعلامية؛ فإن إدارة تويتر استجابت لضغوط إسرائيلية قادتها وزيرة ما يسمّى الشؤون الإستراتيجية في حكومة الاحتلال اوريت كوهين، التي طالبت بحذف 250 حساباً على تويتر واتهامها بالتلاعب.
وأوضح المركز أن هذ الخطوة تعد مؤشراً خطيراً على سرعة تجاوب إدارة منصة تويتر مع الطلبات الرسمية الإسرائيلية ضد شعب محتل، “والذي يمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي والمبادئ التي من المفترض أن منصة تويتر تتبناها”.
رفض التطبيع ممنوع
وأغلق تويتر، مؤخراً حساب الناشط الاماراتي حمد الشماسي بسبب نشاطه الحقوقي ومواقفه الرافضة لتطبيع دولته الإمارات مع الاحتلال.
وخلال سبتمبر/ أيلول الماضي، وثق “صدى سوشال” 45 انتهاكاً بحق المحتوى الفلسطيني، جُلها على موقع فيسبوك.
وبلغ عدد الانتهاكات على فيسبوك، 37 انتهاكاً متنوعاً، وكانت على النحو التالي: إغلاق 16 صفحة و19 حسابًا شخصيًّا ومجموعتين.
أما باقي الانتهاكات على صعيد المواقع الأخرى فكانت 3 على تويتر، والباقي على مواقع أخرى، وازداد حذف المحتوى كثيرًا خلال أكتوبر على منصة تويتر.
يشار إلى أنه خلال عام 2019، بلغ إجمالي الانتهاكات الموثقة بحق المحتوى الفلسطيني 1000 انتهاك على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، كان نصيب فيسبوك منها 800 تنوعت بين حجب الحسابات وحذف المنشورات.
أما خلال عام 2020، فلم تتوقف عملية ملاحقة المحتوى الفلسطيني بالرغم من جائحة كورونا التي تعصف بالعالم؛ إذ عزز “فيسبوك” من الخوارزميات المزودة بكلمات مرتبطة بالشأن الوطني الفلسطيني ما رفع من عمليات الحظر والحذف للحسابات والمنشورات.
ويتهم الفلسطينيون، فيسبوك، بالانحياز خصوصاً بعد تعيينه إيمي بالمور المديرة العامة السابقة لوزارة القضاء الإسرائيلية ولوحدة السايبر الإسرائيلية، عضوًا في مجلس الإشراف العالمي للرقابة على محتوى ما ينشر في حسابات فيسبوك.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...