كتاب جديد يوثق تاريخ حماس .. هذه تفاصيله

عبر تمهيد و13 فصلاً، وثّق د. يحيى الصانع في كتابه “تاريخ حركة حماس.. النشأة والتطور”، محطات مضيئة من تجربة الحركة ومسيرتها النضالية وتضحيات قادتها وأفرادها ونتائج أدائها.

وصدرت الطبعة الأولى من الكتاب عن الراية للبحوث والدراسات، لتقدم جهدًا بحثيا وتاريخيا مهمًّا لحركة أحدثت تغيراً نوعياً في الصراع العربي الصهيوني، بمقارعة المحتل، وتمسكها بثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عنه؛ وفق تأكيد المؤلف.

دلالة التوقيت
وأشار الصايغ في مقدمته إلى أن هذا الحضور جاء في الوقت الذي تبنَّى فيه النظام العالمي والأنظمة العربية عملية السلام التي تهدف إلى إدماج الدولة العبرية في الوطن العربي ومحاولة إنهاء القضية الفلسطينية على حساب حقوق الأمة ومقدساتها.

وقال: “أصبح لحركة المقاومة الإسلامية حماس حضور فاعل على المستوى الفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي، واستطاعت أن تثبت وجودها من خلال أدائها العسكري والسياسي والاجتماعي”.

وأشار إلى أنها نالت ثقة شعبها واحترامهم لها، وتمثل ذلك جلياً من خلال نتائج الانتخابات التشريعية والنقابية والبلديات التي شاركت فيها الحركة، والتي أظهرت تأييداً واسعاً من جماهير أبناء الشعب الفلسطيني لهذه الحركة والتفافهم حولها.

تقسيم الكتاب
ويعرض الكتاب (الذي استعرضه “المركز الفلسطيني للإعلام“) الوقائع بتسلسل زمني للأحداث وتوثيق لمصادر المعلومة، في 13 فصلاً، معتمدًا في تقسيمها على أحداث مفصلية مرت بها الحركة أو واقع القضية الفلسطينية، إضافة إلى فصل تمهيدي يعطي نبذة مختصرة عن فلسطين وعمقها التاريخي ومكانتها الدينية، وبداية المشروع الصهيوني وتطوره.

وأكد الكاتب أن كتابة تاريخ حركة مقاومة بحجم حركة حماس أمر في غاية الأهمية، إذ إن هذه التجربة غنية بالدروس والعبر التي يمكن أن يبنى عليها خطوات عملية لمستقبل الصراع العربي الصهيوني، لا سيما أن القضية الفلسطينية كثيراً ما يعتريها تطورات إستراتيجية تدفع الباحثين أن يقفوا باستمرار على توثيق وتحليل ودراسة هذه التطورات والاستفادة منها.

وتناول الكاتب في الفصل الأول الحديث عن ظهور الحركة الوطنية الفلسطينية وبدء المقاومة المسلحة، وأحداث النكبة عام 1948م، أما الفصل الثاني فجاء الحديث فيه عن جماعة الإخوان المسلمين ونشأتها في فلسطين وجهادها وتضحياتها خلال حرب 1948م، لأنها الحركة الأم التي انبثقت عنها حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وعرض الفصل الثالث واقع الإخوان المسلمين ما بين النكبة والعدوان الثلاثي ودورهم في مقاومة الإنجليز خلال حرب 1956م.

وفي الفصل الرابع تحدث عن تطور أداء الإخوان التنظيمي والخيري ما بين العدوان الثلاثي والنكسة (هزيمة 67)، ويليه الفصل الخامس والحديث عن انتشار دعوة الإخوان في المجتمع الفلسطيني من خلال الدعاة والمؤسسات التي أنشأها الإخوان في تلك المرحلة.

انطلاقة حماس
ويشير هنا إلى بدء مرحلة جديدة من خلال إطلاق العمل الفلسطيني المقاوم والإعداد المباشر لذلك حتى نضجت الفكرة وأُعلن عن انطلاقة حركة حماس مع بدء الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987)، وما رافق ذلك من أعمال مقاومة وترتيبات تنظيمية جديدة تتناسب مع حجم العمل وثقل المسؤولية. وتناول الكتاب ذلك بالتفصيل في الفصلين السادس والسابع.

وفي الفصل الثامن، يتحدث عن مرحلة ما يسمى بـ (عملية السلام)، وهي مرحلة مفصلية في تاريخ فلسطين الحديث، كان من نتائجها أن تسلمت السلطة الوطنية الفلسطينية حكما ذاتياً، فكان من استحقاقات هذه المرحلة أن تظهر معوقات للعمل المقاوم مع تخلي السلطة عن مشروع المقاومة وسلوكها طريق المعاهدات السلمية.

ثم جاءت انتفاضة الأقصى، فكانت حركة حماس رأس حربة المقاومة الفلسطينية، وقدمت خيرة قادتها شهداء في طريق العزة والكرامة للأمة، وأثمرت هذه التضحيات بأن أعطت جماهير الشعب الفلسطيني ثقتها بهذه الحركة خلال انتخابات المجلس التشريعي عام 2006.

وبدأت حركة حماس تجربتها في الحكم وما رافق ذلك من حصار خانق ومؤامرات محلية وقرارات دولية متصهينة لإفشال مشروع تجربة الحكم الوطني والإسلامي، وجاء تفصيل ذلك في الفصلين التاسع والعاشر.

معارك غزة
وفي الفصل الحادي عشر تحدث عن المعارك الثلاث التي خاضتها حماس ضد الكيان الصهيوني، والتي ظهر من خلالها جاهزية للحركة وإعدادها المتواصل لمعركة التحرير القادمة.

وعرض في الفصل الثاني عشر، موقف حماس من الثورات العربية سنة 2011، وما جنته من مكاسب أو فاتها من فرص.

وأما الفصل الأخير فكان الحديث فيه عن مدينة القدس درة فلسطين وأقدس مقدساتها ودور حماس في الدفاع عنها ومحاربة تهويدها.