الأحد 04/مايو/2025

الصحفي ظاهر.. شهر واحد يفصل بين أقبية السلطة وسجون الاحتلال

قبل شهرٍ ونيّف من الآن كان عبد الرحمن ظاهر حبيس سجون السلطة الفلسطينية، على قضية منشورات وأعمال فنية سابقة، قبل أن تصدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم باعتقاله أمام زوجته وطفليه.

رشا السايح زوجة الصحفي، أكدت لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ قوة مدججة من جيش الاحتلال الصهيوني اقتحمت عمارتهم السكنية في نابلس، قبل أن تعتقل زوجها، وتقتاده إلى جهةٍ مجهولة.

وقالت السايح: “دخلت قوة إسرائيلية إلى شقتنا، وسألت زوجي عن اسمه، واطلعوا على هويته، وطالبوه بتجهيز نفسه للخروج معهم”، ولم تبدِ قوات الاحتلال أي أسباب عن هذا الاعتقال الأول في حياة الصحفي الظاهر.

وأوضحت السايح لمراسلنا، أنّ زوجها عبد الرحمن لم يتعرض من قبل للاعتقال أو التحقيق أو الاحتجاز من قوات الاحتلال، مبينةً أن أول اعتقال شهده في حياته في سجون السلطة قبل قرابة الشهر؛ حيث استمر اعتقاله لأكثر من 35 يومًا.

وأشارت زوجة الأسير الظاهر، أنّ الاعتقال من الاحتلال شكّل لها صدمة ولأطفالها الاثنين، سيما أنّ زوجها لم يقدم من مدّة طويلة أي أعمال فنية أو صحفية.

وتواصلت السايح مع عدة جهات حقوقية وغيرها تسأل عن مصير زوجها، “إلا أنّ الإجابة كانت أنّ عليه الانتظار 24 ساعة”.

الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري، قال: إن اعتقال الاحتلال الإسرائيلي للصحفي والفنان عبد الرحمن ظاهر، بعد شهر من الإفراج عنه من سجون السلطة يعكس خطورة السياسات الأمنية المتبعة من السلطة الفلسطينية.

ويضيف في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذا الاعتقال ينبئ  بكارثة وطنية؛ لكون الاحتلال يحقق مع الصحفي ظاهر على التهم ذاتها التي لفقت له لدى أجهزة الأمن، وهذا يوحي بأن هناك مصلحة مشتركة لدى السلطة والاحتلال في قمع وملاحقة المعارضين.

ولا يعد الظاهر شخصية عادية؛ فهو فنان ناقد ومعروف، ولا يُستغرب أن يكون اعتقاله من الاحتلال جزءًا من معاقبته على أعمال فنية نقدية هادفة.

وعمل الظاهر في أعمال إنتاج فنية ودرامية مختلفة منها؛ “فنجان البلد، غباش، إلك ولا للذيب، أبو صالح، سوكاج”، حيث عمل مع قنوات رؤيا الأردنية، وفضائية القدس، والتلفزيون العربي، وجهات إنتاج دولية مختلفة في أوروبا وغيرها.

وينحدر الفنان الظاهر (40 عاما) من بلدة ياصيد قضاء مدينة نابلس، ودرس الهندسة المدنية في جامعة النجاح الوطنية، لكن خلال دراسته في الجامعة برز ممثلا مسرحيا فيها، ثم تحول بعد مدّة قصيرة على تخرجه في كلية الهندسة إلى مسار التمثيل.

ويصنف الظاهر من الفنانين الملتزمين الذي اتخذ مسار إنتاج الأعمال الفنية الملتزمة والهادفة ذات الطابع النقدي الاجتماعي والسياسي، ما تسبب له بالملاحقة المستمرة على خلفية حرية الرأي والتعبير، تسببت في مدَدٍ مختلفة في بقائه خارج البلاد حتى يتمكن من التعبير عن أفكاره دون مضايقات، ولكنه عمل في غالبية سني عمره داخل الضفة الغربية المحتلة.

وكان الظاهر نشر على صفحته قبيل اعتقاله عند أجهزة السلطة “قبل خمس سنوات أنتجنا أول عمل درامي تلفزيوني في فلسطين الحبيبة، وتبعتها مجموعة أعمال درامية وبرامج تلفزيونية، كانت رسالتها فلسطين قضية الأمة والعرب والأحرار في العالم. أتمنى أن تكون هذه الأعمال قد حققت أهدافها”.

ولم يخضع الظاهر خلال مسيرته المهنية للإغراءات المالية؛ فظل متمسكا برسالته الوطنية، وبروح النقد الهادف، ما أوجد له قاعدة متابعين واسعة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات