رحلات الطيران بين إسرائيل والبحرين.. الاحتلال المستفيد الوحيد!

لا يعني فتح الفضاء كاملاً أمام رحلات الطيران بين البحرين والكيان الإسرائيلي تحقيق استفادة متبادلة بين البلد الخليجي وكيان الاحتلال، بل يرى محللون أن المستفيد الوحيد من هذه الصفقة الاحتلال، وليس أحدا آخر.

وإثر توقيع اتفاق العار بين البحرين وحكومة الاحتلال، أعلن عن تسيير رحلات الطيران بينهما في مجال الاقتصاد والتجارة والسياحة. وإزاء ذلك يرى المحللون أن هذا الاتفاق يوفر للاحتلال الإسرائيلي موطئ قدم في الخليج العربي.

ووقعت “إسرائيل” رسميا في 15 سبتمبر/أيلول في واشنطن برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتفاقي تطبيع مع الإمارات والبحرين، ما جعل هاتين الدولتين الخليجيتين أول طرف عربي يقدم على هذه الخطوة بعد الأردن في 1994 ومصر في 1979.

وتسمح اتفاقية الطيران بتسيير 14 رحلة ركاب أسبوعية بين الكيان الصهيوني والبحرين، بالإضافة إلى رحلات غير محدودة بين البحرين و”إيلات” المحتلة.

وسيكون من الممكن أيضا تشغيل 5 رحلات شحن أسبوعية لكل دولة، تزامنا مع توقيع “إسرائيل” والإمارات العربية المتحدة الاتفاق الذي يتيح السماح بتسيير 28 رحلة طيران تجاري أسبوعيا بين مطار بن غوريون ودبي وأبو ظبي.

الاقتصاد والأمن
حضور الموساد، جهاز مخابرات الاحتلال الخارجي، في تفاصيل اللقاءات الممهدة والمكملة لاتفاقيات التطبيع كافة، يشي أن البعد الأمني في التطبيع أقوى من غيره.

كثافة الرحلات المعلنة تحمل فائدة اقتصادية للاحتلال تحدث عنها “نتنياهو” رئيس الوزراء صراحةً عندما أشار إلى فائدة اقتصادية كبيرة.

ويؤكد طلال عوكل، المحلل السياسي، أن ما يجري بين الاحتلال والبحرين ودول الخليج ليس تطبيعاً؛ بل انهيار كامل في الموقف.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “ما نراه مخالف لما تبع اتفاق كامب ديفيد مع مصر 1978م ووادي عربا مع الأردن 1994م، جوهر ما يجري ليس اقتصادياً أو سياحياً فحسب”.

السؤال الحاضر دون مواربة: ماذا ستجني البحرين من هذا الجسر الجويّ مع “تل أبيب”؟ فالأخيرة لديها فرص استثمار اقتصادية وتجارية كبيرة، فماذا ستقدم البحرين لها؟!.

ويشير المحلل عوكل أن “إسرائيل” هي المستفيد الأكبر اقتصادياً، والسياحة مهمة أيضاً، لكن البحرين دولة ضعيفة، بينما قد تختلف الصورة قليلاً عند الحديث عن دبي وأبو ظبي.

ميلاد اتفاق التطبيع بين الكيان والبحرين، وكذلك الإمارات العربية المتحدة ليس وليد لحظة، بل محصلة علاقات قديمة غير معلنة تُوجت مؤخراً بإعلان رعته الولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول د. جورج جقمان، المحلل السياسي، إن الإعلان عن رحلات طيران مكثّفة يعد أحد مظاهر الكشف عن العلاقات العلنية بعد توقيع اتفاقيات تطبيع رسمية.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هذا دليل أن تواصل إسرائيل والبحرين وكذلك البلدين سيزداد، تل أبيب ترى أمامها أسواقا مفتوحة وفرصا اقتصادية، لكن حرص البحرين على التطبيع دلالته سياسية أكثر”.

أمريكا وإيران
منذ سنوات طويلة تعزف حكومة “نتنياهو” من نوتة السلام الخادع محذرةً من خطر المشروع الإيراني الذي بدأت دول الخليج تتساوق معها تقرّباً لأمريكا من نافذة إسرائيلية.

ويقول طلال عوكل، المحلل السياسي، إن توسع علاقات دول الخليج مع الاحتلال الذي جاءت رحلات الطيران المعلنة معه الآن، مرتبط بالضغط الأمريكي.

ويضيف: “الخليج لديه رؤية خاطئة لمصالحه القومية، التطبيع يهدد الأمن القومي العربي برمته، ويوفر فرصة سيطرة إسرائيلية بشكل استراتيجي يتخذ من إيران فزاعة للخليج، كما اتخذ من السودان بوابة لضرب الأمن القومي المصري”.

كسب ود الولايات المتحدة من البوابة الإسرائيلية، يزود رحلات دول الخليج مع “تل أبيب” بالوقود بعد خوف أنظمة خليجية من تخلّي أمريكا عن دعم أنظمتها كما وقع مع الرئيس المصري مبارك عقب ثورة يناير.

ويقول المحلل جقمان: “لا تريد دول خليجية تكرار تجربة أمريكا التي أزالت حكم مبارك، وقد أصابهم الهلع، لذا جاء التطبيع مع إسرائيل لتقوية العلاقة مع أمريكا”.

ورغم اعتقاد دول خليجية أنها تعزز مكانة حكوماتها بتمتين علاقتها مع أمريكا والتطبيع مع “إسرائيل” إلا أن الأخيرة ليست بحاجة لدول خليج حال تطور المشهد لسلوك عسكري.

ويتابع المحلل جقمان: “الرئيس باراك أوباما استخدم رصيدا كبيرا، ووقع اتفاقية مع إيران، ومؤخراً تفاخر نتنياهو أنه أبطلها في عهد ترمب، تحدّي إسرائيل لإيران لن تقويه دول الخليج”.

الحديث عن جسر جويّ ورحلات طيران بهذه الكثافة، يرجح كفّة المصلحة الاقتصادية والأمنية الإسرائيلية دون إنجاز كبير لدولة مثل البحرين التي لن تكون سوى ميدان اقتصادي وأمني للاحتلال.