الثلاثاء 06/مايو/2025

في ذكراها التاسعة.. كيف عززت وفاء الأحرار قدرات المقاومة؟

في ذكراها التاسعة.. كيف عززت وفاء الأحرار قدرات المقاومة؟

9 أعوام مرت على إمساك قائد أركان المقاومة القيادي الكبير بكتائب القسام أحمد الجعبري، للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط بيده اليمنى، أمام عدسات وسائل الإعلام والوسطاء المصريين، بعد 5 سنوات من أسره والاحتفاظ به في قطاع غزة المحاصر منذ 14 عاماً.  

ذاك الحصار الذي ضيّق كثيراً على المقاومة الفلسطينية، إلا أنه زاد من ثباتها وتمكسها بنهجها وصولاً إلى إنجاز صفقة تبادل مشرفة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.  

تلك الصفقة التي عدّها خبراء ومتابعون للشأن الفلسطيني، نجاحا فلسطينيا استطاعت من خلاله المقاومة الفلسطينية تعزيز نهجها وكسب العقول الفذة التي نجحت في إتمام الصفقة بتحرير 1027 أسيرًا وأسيرة مقابل جندي إسرائيلي واحد.  

“تضحيات لا تذهب هدراً”  

وحول تلك التأثيرات التي حققتها المقاومة من خلال صفقة وفاء الأحرار، أكد عماد أبو عواد مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن تخطيط المقاومة الفلسطينية لصفقة وفاء الأحرار، عزز مسارها في عدة اتجاهات، أبرزها الناحية الفكرية.  

وقال أبو عواد لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن المقاومة أثبتت في هذا المسار أنها الوحيدة القادرة على تحقيق ما يريده الشعب الفلسطيني، وأنها لن تنسى من قاوموا في صفوفها يوماً ما.  

وأضاف: “التضحيات الكبيرة التي يقدمها الشعب الفلسطيني لا تذهب هباءً منثوراً”، مشدداً على أن الاتجاه الثاني الذي استفادت منه المقاومة من صفقة وفاء الأحرار تعزيز وجود من يسعى للوقوف خلف كل من يضحي من أجل شعبه.  

وأوضح أن قدرات المقاومة تعززت أكثر؛ بخروج بعض العقول الفلسطينية من السجون الإسرائيلية، ساهمت في مدِّ قدرات المقاومة وزيادة إيمان الكثيرين فيها والمساهمة في دعمها دعمًا كبيرًا.  

وفي النتيجة الرابعة، بين أبو عواد أن صفقة وفاء الأحرار عززت الثقة الداخلية في المقاومة، قائلاً: “عندما تحقق إنجازًا كهذا سيكون له أثر عظيم في صفوف المقاومة وعناصرها”.  

تأثير الصفقة على الاحتلال  

وعن تأثير الصفقة على الاحتلال الإسرائيلي، أكد أن لها تأثيرًا على ما يسمّى الجبهة الداخلية الإسرائيلية.  

وأردف: “ما من شك أن التأثير كان كبيرًا على الاحتلال، خاصة في ظل الحديث أن الاحتلال قال إنه لن يفرج عن أي أسير من أصحاب المؤبدات، والأحكام العالية”.  

وأشار إلى وجود سلسلة من الأمور، منها صفقة وفاء الأحرار، والتي ساهمت بتراجع الثقة داخلياً في (إسرائيل).  

وقال: “من يتابع الملامح التي تحصل في (إسرائيل) اليوم، فهي ليست فقط مرتبطة بالصراع السياسي الداخلي، وإنما جزء من هذا الصراع مبني على أن هذه الدولة تتراجع، وأن تراجعها كان بسبب قيادتها، وبأنه كان يجب تغيير هذه القيادة”.  

وحول الجنود الأسرى في قبضة المقاومة، ذكر أبو عواد أن المقاومة الفلسطينية تناور الاحتلال الإسرائيلي في هذا الملف، في سياق إقناع الاحتلال لجمهوره الداخلي أن ما لدى حماس هي جثث.  

وقال: “الاحتلال وفق هذه الرؤية غير مضغوط في الداخل، ولن يبادر هو من أجل إبرام صفقة جديدة”.  

وأضاف: “كل يوم تترسخ القناعات لدى الاحتلال بأنه ليس لدى المقاومة جنود أحياء بسبب السلوك الحالي لها؛ لأنه لو كان هناك أحياء لكانت المقاومة أعلنت، وبالتالي عدم الإعلان يشير إلى عدم امتلاك المقاومة شيئًا”.  

ورأى أن (إسرائيل) ليست مضغوطة، وهذا الأمر يمنحها المزيد من الوقت، وأن “إدارة هذا الملف بهذه الطريقة برأيي سيأخذ المزيد من الوقت”.  

ما قبل وفاء الأحرار ليس كما بعدها  

من جهته رأى الأسير المحرر محمد حمادة أن صفقة وفاء الأحرار محطة عظيمة من محطات الثورة الفلسطينية، مؤكداً أن العدو لا يرضخ للمقاومة الفلسطينية إلا بالقوة.  

ورأى أن النتيجة الكبرى من وفاء الأحرار تمثلت بتوجيه ضربة عميقة في العقيدة الأمنية الإسرائيلية وضربة عميقة في وعيه، مؤكداً أن ما قبل صفقة وفاء الأحرار ليس كما بعدها.  

وقال حمادة، وهو مختص في الشأن الإسرائيلي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الإنجازات العظيمة لا تحققها سوى المقاومة، والكلمة الواحدة للشعب الفلسطيني هي الصورة الصحية والمثلى لواقع الشعب الفلسطيني الذي تمثلت بوفاء الأحرار”. 

وأكد أن الصفقة حققت الوحدة الفلسطينية والعربية ميدانياً؛ بالإفراج عن الأسرى من كل أطياف وفصائل الشعب الفلسطيني، وخرجوا بفعل المقاومة بفرحة واحدة، وخرجوا برسالة واحدة بأننا هنا باقون، وأن المحتل راحل”.  

وقد أنجزت الصفقة على مرحلتين؛ الأولى كانت صبيحة الثلاثاء 18 أكتوبر 2011، حين أفرج الاحتلال عن 477 أسيراً فلسطينياً، وسلمهم للصليب الأحمر الدولي، في حين سلمت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجندي الأسير “جلعاد شاليط” -الذي أصيب بصدمة حرب ستحرمه من خوض أي قتال مستقبلي- إلى مصر إيذاناً ببدء عملية التبادل.  

وفي المرحلة الثانية أفرج الاحتلال عن 550 أسيراً فلسطينياً، في 18 ديسمبر 2011، استكمالاً للصفقة، توجه 505 منهم إلى الضفة المحتلة، وتوجه 41 إلى قطاع غزة، يُضاف إليهم 19 أسيرة أفرج عنهن في صفقة “الشريط المصور” التي سبقت صفقة “وفاء الأحرار” بأشهر.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...