الخميس 08/مايو/2025

هكذا عاثت جرافات إسرائيل فسادًا بأراضي المواطنين الزراعية بخانيونس

هكذا عاثت جرافات إسرائيل فسادًا بأراضي المواطنين الزراعية بخانيونس

مع ساعات الصباح توجه المزارع يوسف شاهين رفقة عدد من العمال إلى أرضه الواقعة في منطقة عبسان الجديدة شرقي محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، ليتفاجأ بتوغل عدد من جرافات الاحتلال داخل السياج الأمني.

وبالقرب من أرض المواطن شاهين التي استأجرها منذ 6 سنوات، والتي تبعد عن الشريط الحدودي 200 متر بدأت جرافات الاحتلال تقوم بأعمال تجريف وتسوية للمكان حتى وصلت لأرضه المزروعة بالباذنجان.

وجرفت آليات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، أجزاء من أراضي المواطنين المحاذية للسياج الأمني شرقي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة.


آثار تجريف الأراضي

ويلفت شاهين إلى أنه ما إن بدأ العمل رفقة 20 عاملًا لجمع الباذنجان من أرضه البالغة مساحتها 20 دونما حتى قدمت 3 جرافات عسكرية إسرائيلية من جهة بلدة عبسان الكبيرة، وتحركت نحو الأرض التي يعمل بها.

ويقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “بدأت تلك الجرافات بتوسيع توغلها، وشرعت في تجريف أرض المواطن إسماعيل أبو طعيمة المزروعة بالكوسا والبقدونس، والتي تبعد مئات الأمتار عن أرضي”.

ويتابع: “بعد حوالي ربع ساعة وصلت الجرافات لأطراف أرضي الشرقية وجرفتها حيث طال التجريف حوالي 3 دونمات تقريبا، بما في ذلك تخريب شبكات المياه”.


null

وأكد أن عمليات التجريف والتسوية استمرت على امتداد الشريط الحدودي في المنطقة، ثم تحركت شمالا باتجاه بلدة القرارة.

وقال شاهين: إن هذا التجريف الذي يطول مزروعات فعلية للمزارعين هو الأحدث منذ عدة سنوات، مشيراً أن هذه المرة ليست الأولى التي تجرف قوات الاحتلال الأراضي الزراعية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.

ويلفت إلى أن الأراضي التي كان يعمل بها تعرضت لأكثر من 20 مرة لعمليات التجريف، وفي كل مرة يعيد استصلاحها من جديد.

ويؤكد أن قوات الاحتلال بين الحين والآخر تطلق الأعيرة النارية تجاه المنطقة عشوائيا، خاصة عندما يكون هناك رعاة أو مزارعون يعملون في أراضيهم وكذلك صيادو الطيور، ويكون إطلاق النار دون أي مبرر، وهو ما يعرض حياتهم للخطر، وفق قوله.

ويعيل شاهين 5 أبناء أكبرهم في الصف الثالث الإعدادي، مطالباً بضرورة تعويضهم من وزارة الزراعة والمؤسسات العاملة في مجال الزراعة بعد الخسائر الكبيرة التي وقعت في محاصيلهم.

من جهته، قال المزارع يوسف أبو طعيمة: إن الجرافات المتوغلة بدأت بتجريف أرضه المزروعة بمحصول الكوسا والبقدونس دون أدني رحمة أو إنسانية.

وأشار خلال حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنه بدأ بالصراخ في وجه الجرافات المتوغلة للتراجع عن عمليات التجريف، لكن دون جدوى “ولا حياة لمن تنادي”، وفق قوله.

وأفاد أن خسائر كبيرة لحقت بأرضه التي يعمل بها ليعيل أسرته وعائلته، مستهجناً حالة الصمت من المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم.

بدورها، استنكرت وزارة الزراعة سياسة تجريف الأراضي الزراعية التي تتبعها قوات الاحتلال، وما خلفته من تخريب وتدمير واسعين جراء تجريف مساحات واسعة من أراضي المواطنين.

وقال فايز الشيخ، مدير العلاقات العامة في الوزارة: تدمير الاحتلال للقطاع الزراعي يعدّ ممنهجاً ومدروساً، باعتباره إحدى ركائز الاقتصاد الوطني الفلسطيني، وأحد مقومات صموده.

وأكد أن هذه الاعتداءات تنم عن غطرسة الاحتلال من خلال خرقه لاتفاقات التهدئة والتفاهمات مع قطاع غزة، ما يهدد مسار التهدئة في الأوقات القادمة.

وطالب الشيخ المؤسسات الحقوقية والمؤسسات الداعمة أن يكون لها دور في الضغط على الاحتلال بالتوقف عن ممارساته تجاه المزارعين.

كما طالب بضرورة تقديم الدعم للمزارعين وتعويضهم عن خسائرهم، خاصة بعد معاناتهم من جائحة كورونا وتأثيرها عليهم بالإضافة لممارسات الاحتلال المستمرة بحقهم.

وفي منطقة القرارة المجاورة للبلدة جرّفت آليات الاحتلال مناطق أخرى لعدد من المزارعين، في حين واصلت الجرافات المتوغلة إلى الحدود الشرقية للمحافظة الوسطى.

وتتعرض الأراضي الزراعية الواقعة في المنطقة الشرقية للقطاع، للانتهاكات باستمرار، من خلال توغل جرافات الاحتلال الإسرائيلي وتجريفها، وإطلاق النار على المزارعين لمنعهم من الوصول إلى أراضيهم.

ويتعمد الاحتلال تجريف أراضي الأهالي المحاذية للسياج لحرمانهم من الاستفادة منها، وينصب أسلاكًا شائكة دوريًّا في أغلب المناطق الشرقية للقطاع.


null

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة

10 أعمال للمقاومة في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام تصاعدت أعمال المقاومة بالضفة الغربية المحتلة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، ورصد مركز معلومات فلسطين "معطى"، تنفيذ...