mbc السعودية تحذف التغريبة.. هل تمهد المملكة للتطبيع مع إسرائيل؟َ!

أقدم موقع “شاهد نت” التابع لمجموعة mbc السعودية، على حذف مسلسل “التغريبة الفلسطينية” من قائمته، والذي يروي احتلال فلسطين عام 1948؛ في تطور بالغ لمجريات التطبيع في المنطقة، قبل أن تجبره حملة كبيرة على إعادة المسلسل بعد ساعات من حذفه.

وأطلقت صفحة “الحج مش هيك” حملة ضاغطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتحفيز النشطاء على المشاركة ضد خطوة القناة المملوكة للسعودية، وهو ما نجح بعد ساعات من إعادة المسلسل للموقع مجدداً، دون أن تصدر القناة أي تصريح رسمي.

ودعت الصفحة متابعيها وجمهورها إلى خفض تقييم تطبيق شاهد نت عبر متجر قوقل الرسمي والذي انخفض إلى 1.2 ما دعا بالقناة إلى إخفائه رسمياً في ظل الهجوم الواسع عليها بعد حذفها للمسلسل الذي يوثق أحد أهم الحقب في التاريخ الفلسطيني.

والتَّغريبةُ الفِلسطينية هو مسلسل دراما تاريخي باللغة العربية واللهجة الفلسطينية، يُعدُّ واحداً مِن أشهرِ ما أنتجتهُ الدراما العربية في تسليط الضّوء على القضية الفلسطينية حسب العديد من النقّاد.

ونال المسلسل العديد من الجوائز مِن عدة دول عربية مختلفة، وأنتجته شركة سوريا الدولية للإنتاج الفني، وجرى تصويره بالكامل في سوريا عام 2004.
 
وأحدث حذف القناة من خلال موقعها للمسلسل ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في صفوف النشطاء العرب والفلسطينيين على وجه التحديد، وسط اتهامات بمحاولة تغييب وعي الشعوب وطمس أي شيء من شأنه أن يرتبط بالقضية الفلسطينية.

شاهد رسالة الفنانة الأردنية جوليت عواد التي قامت بدور أم أحمد..

 

تمهيد للتطبيع
واتهم النشطاء، السعودية والقناة المملوكة لها، بمحاولة التمهيد رسميًّا للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال حذف المسلسل وغيرها من الخطوات والتصريحات الأخيرة التي صدرت عن مسؤولين رسميين في السعودية كان أبرزهم الأمير بندر بن سلطان.

وعدّ نشطاء أن جهود شطب الرواية الفلسطينية تدخل مرحلة جديدة، “بعد الترويج لتموضع الاحتلال الطبيعي في المنطقة، ثم شيطنة الفلسطيني وقضيته، ننتقل الآن لمرحلة شطب المحتوى الداعم للرواية الفلسطينية من خلال هذه الخطوة وغيرها من الخطوات”.

الناشط عز الدين يقول: “قناة مصرية ممولة إمارتيًّا تحذف مقطعا غناه الفنان المصري أحمد السقا لفلسطين في مقابلة معه، وMBC تحذف من خدمة شاهد مسلسل التغريبة الفلسطينية من قائمتها”.

وتابع: “سقوط حر نحو الدرك الأسفل من الخسة وانكشاف لحقيقة الأنظمة التي يمثلونها”.

أمّا “رائد” فقد كتب: “بعد شيطنة الفلسطيني، قناة mbc تحذف مسلسل التغريبة الفلسطينية، بهذا تحذف أي شيء يؤكد الرواية الفلسطينية.

أما مدير المرصد الأورمتوسطي رامي عبد فقد قال: إن جهود شطب الرواية الفلسطينية تدخل مرحلة جديدة، بعد الترويج لتموضع الاحتلال الطبيعي في المنطقة، ثم شيطنة الفلسطيني وقضيته، ننتقل الآن لمرحلة شطب المحتوى الداعم للرواية الفلسطينية.

أما علي فقد أكد أن كل محاولات التطبيع والسلام بعد أوسلو ما كان نتاجها إلا جيلا جديدا يبغض “إسرائيل” أكثر من أجداده.

أما الناشط أدهم أبو سلمية فقد رأى أن حذف المسلسل يأتي في إطار تهيئة الأرضية للتطبيع مع الاحتلال والانقلاب على القضية الفلسطينية.




حذف مقطع للسقا يغني فيه لفلسطين
وفي هذا السياق، أقدمت قناة مصرية، أمس الأحد، على شطب مقطع من مقابلة الفنان المصري أحمد السقا، غنّى فيها لفلسطين.

وحلّ الفنان السقا ضيفًا على أولى حلقات برنامج السيرة الذي تقدمه الإعلامية وفاء الكيلاني على قناة “دي ام سي” المصرية الإماراتية.

وسألته الكيلاني عن أكثر أغنية كان يحب أن يسمعها من جده عبده السوجي فرد السقا قائلا: “كنت أحب أغنية كانت من المفترض أن تكون النشيد الوطني لفلسطين، وهي: “الله يصونك يا فلسطين على الدوام لينا، احنا العرب نحميكي ومين يقدر يعادينا”.

وقبل نشر الحلقة، تفاجأ الجميع بحذف هذا المقطع من المقابلة، ما أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الخفية لحذفه وتغييب فلسطين عن الواجهة الإعلامية.

وأعاد هذا الحادث للأذهان شطب قناة سكاي نيوز الإماراتية اسم فلسطين من لوحة ظهرت في خلفية أحد ضيوفها.

الكاتب الفلسطيني والمحلل السياسي أحمد أبو زهري يقول: ما قامت به mbc هو نتاج طبيعي لموجات التطبيع في المنطقة؛ لكون أن المجموعة العربية ممولة سعوديًّا، وتبث من دولة الإمارات.

وأشارأبو زهري في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن ذلك يأتي في سياق التمهيد لاندماج المملكة العربية السعودية في موجات التطبيع المعلنة مع الكيان الإسرائيلي.

وأضاف أن المطبعين انتقلوا من مرحلة شيطنة الفلسطيني، إلى تغييب روايته عن الإعلام، في محاولة لكيّ وعي الجمهور، وتبرير التطبيع وجعله مقبولًا لدى الجماهير العربية.

وأكد أن ما قامت به “mbc” وهي المجموعة الإعلامية الكبيرة التابعة للسعودية، من حذف لمسلسل التغريبة الفلسطنيية ومقطع الفنان السقا، يعبر عن التوجهات المختلفة للحكام في المملكة العربية السعودية.

وأكد أن المطبعين سيُمنون بالفشل الكبير، رغم كل خطواتهم، مستدلًا بنتائج استطلاع “المؤشر العربي” الذي نشره المركز العربي للأبحاث والدراسات في الدوحة، الذي أكد أن 88% من العرب يرفضون التطبيع والاعتراف بـ”إسرائيل”.

وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية، نقلا عن ما تسمى وزارة الشؤون الإستراتيجية في الكيان الإسرائيلي، قالت: إن الغالبية العظمى من المنشورات في وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، حول اتفاقيات التطبيع الأخيرة بين “إسرائيل” والإمارات والبحرين كانت “سلبية”.

وقالت وزارة الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلية: إن 81% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي العرب، لديهم تعليقات “سلبية” حول اتفاقات التطبيع، في حين أن 8% لديهم آراء “سلبية للغاية” وفقط 5% رأوها إيجابية.
  
وتهرول العديد من الدول العربية مؤخرا نحو التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، على حساب القضية الفلسطينية.

وكانت دولة الإمارات العربية ومملكة البحرين أولى الدول التي طبعت علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث أقيمت في الخامس عشر من الشهر الماضي مراسم توقيع اتفاقية التطبيع في البيت الأبيض.