حركة الجهاد الإسلامي.. مسيرة نضالية فلسطينية ممتدة

يوماً بعد يوم تتزايد شعبية حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وهي التي تتبنى إلى جانب حركة حماس وفصائل المقاومة الكفاح المسلح إحدى إستراتيجيات مناهضة ومقاومة الاحتلال الصهيوني.

ولا تزال حركة الجهاد تتبنى مفردات العمل المقاوم وتنتهج نهجاً سياسيا يتضمن العمل على تعزيز الجانب المقاوم وفق متطلبات المرحلة التي تُجمع عليها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.

وتعتمد الجهاد قطاع غزة منطقة مركزية لثقلها القيادي والقاعدي، إلا أنّها تحاول رفع مستوى انتشار صفها القيادي السياسي والعسكري وحتى الطلابي في الضفة الغربية ومخيمات الشتات الفلسطينية، رغم ما تواجهه من تحديات أمام تحقيق هذا الانتشار كباقي المنظمات والحركات الفلسطينية.

الأمين العام
في السادس من حزيران/ يونيو لعام 2020، توفي الأمين العام الثاني لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، بعد توليه المنصب منذ العام 1995 عقب اغتيال الأمين العام الأول فتحي الشقاقي في مالطا.

شلح الذي كان يحمل رؤية سياسية ثاقبة كان رجلاً توافقياً في معظم مواقفه وخاصة تلك التي تتعلق بوحدة الشعب الفلسطيني ومقاومته، أقعده المرض مطلع العام 2018 وتدهورت حالته الصحية، وأصبح غير قادر على القيام بدوره أمينًا عامًّا لحركة الجهاد الإسلامي، فانتُخب زياد النخالة أميناً عاماً بديلا.

الوثيقة السياسية
مع تولي الأمين العام الجديد وهو الثالث في تاريخ حركة الجهاد الإسلامي، أطلقت الحركة وثيقة سياسية تضمنت رؤيتها السياسية للمرحلة وللعمل السياسي والعسكري عمومًا، والتي كان الأمين العام الراحل شلح قد أشرف عليه بشكل شبه كامل حتى أنجزت وخرجت للنور مع مطلع آذار/ مارس لعام 2018.

وشملت الوثيقة أربعة أبواب؛ الأول: التعريف بالحركة وهويتها، والثاني: فلسطين وفيه: فلسطين الأرض، فلسطين الشعب، فلسطين في تاريخ العرب والإسلام، والقدس، اللاجئون وحق العودة، المشروع الصهيوني، وفلسطين القضية، والجهاد والمقاومة، ونهج التسوية، وفيه أيضا الوضع الداخلي الفلسطيني ويندرج فيه: طبيعة المرحلة، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية، والعلاقات الوطنية، وقضايا ومهام وطنية كالموقف من المجتمع الأهلي وتوفير متطلبات الصمود وتعزيز الدور النضالي للمرأة، والموقف من فلسطينيي العام 1948 وفلسطينيي الخارج.

أما الباب الثالث فقد خصص للحديث عن الأمة العربية والإسلامية، واشتمل على 15 مادة كلها تفسر موقف الحركة ورؤيتها للعمق العربي والإسلامي، وفي الباب الرابع تناولت الوثيقة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي الوضع الدولي وعلاقته بالقضية الفلسطينية والموقف منه.

صمّام أمان
في ذكرى انطلاقتها لا تزال حركة الجهاد الإسلامي تمثل صمّام أمان للقضية الفلسطينية، ورقماً صعباً في معادلة الصراع مع الاحتلال الصهيوني.

ولا تزال حركة الجهاد الإسلامي تتمسك في وثيقتها بالمبادئ والأسس التي وضعها مفكرها الأول فتحي الشقاقي؛ أنّ فلسطين من البحر إلى النهر هي للفلسطينيين، وقد شكّل هذا الفكر نقطة تحول في الصراع مع الصهاينة، وقد حافظت الجهاد إلى جانب فصائل المقاومة على مبادئ العمل المقاوم بلا تردد أو تنازل ضد الاحتلال.

مهرجان إلكتروني
وبالتزامن مع انطلاقتها الـ33 قررت حركة الجهاد الإسلامي إحياء انطلاقتها بمهرجان إلكتروني عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مساء اليوم، تحت عنوان “القدس موعدنا”.

وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب: إن الحركة قررت ألا تقيم فعاليات جماهيرية كبيرة وواسعة في الميادين كما جرت العادة في الأعوام السابقة، وأنّها تُحيي الذكرى الثالثة والثلاثين للانطلاقة في إطار ظروف الحصار القاسية والصعبة، والأحوال المعيشية التي مست كل بيت فلسطيني داخل الوطن وخارجه، وبسبب جائحة كورونا.