كورونا تصعق الذهب الأحمر بقطاع غزة المحاصر

أكثر من ألف نخلة تضمنها المزارع الستيني جمال أبو جميزة وإخوانه في مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة) متوقعاً أن تنتج هذا الموسم بين 150 إلى 170 طناً من البلح.

أبو جميزة هو أحد أبرز تجار البلح؛ حيث يعمل في شركة خاصة له ولإخوانه لتضمين وقطف البلح وتحويل جزء كبير منه إلى عجوة بعد انتهاء موسم بيعه كبلح.

ويشعر أبو جميزة خلال حديثه لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” بالامتعاض من موسم البلح هذا العام خاصة في سياق جائحة كورونا التي قد تتسبب لهم بخسائر فادحة بسبب وفرة الإنتاج مع موجات الحر التي شهدها قطاع غزة، بالإضافة إلى تدني الأسعار، والتي تقترب كثيراً من سعر تكلفة الإنتاج.

ويؤكّد المزارع الستيني، أنّ جائحة كورونا ألقت بآثار سلبية كبيرة على المزارعين والتجار، مضيفاً: “لو كان لدي علم بكورونا لما تضمنت ألف نخلة”، في إشارة إلى أنّ موسم البيع لهذا العام سيتسبب في خسائر كبيرة للمزارعين بسبب الجائحة العالمية.

وطالب أبو جميزة وزارة الزراعة بالسعي لتسهيل تسويق منتجهم من البلح والعجوة ومشتقاتها للضفة الغربية والخارج، مبيناً أنّ مزارعي البلح والعاملين في هذا القطاع على استعداد لإنتاج وتسويق البلح وتغطية نسبة من المشتقات المستوردة إذا ما أتيحت لهم الإمكانيات والدعم والتمويل لمشاريع الإنتاج.

null

حجم الإنتاج

وينتشر في أنحاء متفرقة من قطاع غزة نحو 230 ألف نخلة يتركز زراعة غالبيتها في جنوب القطاع، منها 180 ألف نخلة مثمرة تنتج الواحدة منها ما بين 100 كيلوغرام من البلح الحياني الشهير في قطاع غزة، وبعضها أكثر من ذلك.

ويشرع المزارعون في قطاع غزة في قطف ثمار البلح مع افتتاح أكتوبر من كل عام، حيث من المتوقع أن ينتج تسعة آلاف طن من البلح منها 500 طن معدة للتسويق في الضفة الغربية، وتصنيع 1500 منها للعجوة.

ويشتهر قطاع غزة بإنتاج نوع واحد فقط من البلح وهو “الحياني” أحمر اللون الذي يتحول بعد مدّة إلى رطب أو يتم إحالته لمصانع العجوة، وكانت وزارة الزراعة قد نجحت مؤخراً بزراعة بعض الأصناف الجديدة من البلح “البرحي” وغيره، ولكن هذه المحاولات لا تزال في بدايتها، ولم تخرج إنتاجاً كافياً.

دعم الإنتاج

وكيل وزارة الزراعة إبراهيم القدرة أكّد أنّ جائحة كورونا تسببت بأضرار للقطاع الزراعي؛ حيث “أثرت على حركة العجلة الاقتصادية بغزة، والتي وصلت إلى أدنى درجاتها، ما أثر على منتجات المزارعين، كما أن الإغلاق تسبب بصعوبة وصول المزارع لأرضه”.

ولكّنه طمأن المزارعين عبر “المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الوزارة ستعمل بكل جهدها من أجل دعم المنتج المحلي ووقف استيراد أي منتج من الخارج، إلى حين نفاد المنتج المحلي في الأسواق الفلسطينية في غزة.

وأوقفت وزارة الزراعة مؤخراً استيراد البلح الأصفر؛ دعماً للمزارعين ولإتاحة الفرصة لتسويق منتجاتهم من البلح والعجوة ومشتقاتها، وأشار إلى أنّ الوزارة منعت منذ أكثر من عام استيراد عجوة التمر من الخارج، لتشجيع الاهتمام بزراعة النخيل بغزة، وتشجيع صناعة منتجاتها المتنوعة، كالعجوة والدبس وغيرها.

null