السبت 10/مايو/2025

مرارة اللجوء في لبنان تلاحق الفلسطينيين حتى في مقاعدهم الدراسية

محمد ديب

يُعاني الطلبة الفلسطينيون المسجلون في المدارس الرسمية اللبنانية عند مطلع كل عام من مشكلة إعادة تسجيلهم في مدارسهم حيث لا يسمح للفلسطينيين بالتسجيل إلا بعد الانتهاء من تسجيل الطلبة اللبنانيين ومن ثم من هم من أم لبنانية ليعيش الطلبة وأهاليهم ضغوطات نفسية بانتظار مصير مجهول على أمل بقاء مقاعد ليتم تسجيل أبنائهم.

تفاقمت الأزمة هذا العام نتيجة انتقال عدد كبير من الطلبة اللبنانيين من المدارس الخاصة إلى المدارس الرسمية نتيجة الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان، مما قلص حظوظ الطلبة الفلسطينيين بالحصول على مقاعد دراسية. 

بناءً على ما سبق ونتيجة رفض مدراء المدارس تسجيل أي طالب فلسطيني في المدارس الرسمية وطلبهم من الأهالي استلام ملفات أولادهم لنقلهم لمدارس أخرى، حيث تم إبلاغهم أن لا مقاعد للطلبة الفلسطينيين في المدارس الرسمية، انطلق حراك طلابي شعبي للمطالبة بإبقاء الطلبة الفلسطينيين في مدارسهم وتم تشكيل خلية أزمة تضم مكاتب طلابية وممثلين عن مؤسسات ولجان أحياء وعدد من النشطاء لمتابعة هذا الملف.

جالت خلية الأزمة على عدد من الفعاليات والقوى والمعنيين بالملف التربوي بالإضافة لتنظيم عدد من الاعتصامات للضغط على المعنيين لحل الأزمة قبل بدء العام الدراسي. 

كان هناك تعنت من المدارس في ظل عدم وجود قرار من وزارة التربية بقبول طلاب أجانب لحين اكتمال تسجيل الطلبة اللبنانيين، ولكن بعد الحراك الطلابي والشعبي صدر عن وزارة التربية قرار بالبدء بتسجيل الطلبة الفلسطينيين في المدارس المتبقي بها مقاعد دراسية، وبعد مطالبات بالتشعيب لاستيعاب الطلبة الفلسطينيين أصدرت وزارة التربية قرارا آخر يسمح بالتشعيب لكن دون تعاقدات جديدة لتبقى المشكلة بين مد وجزر بين إدارة التربية ومدراء المدارس وقبول لبعض الطلاب ورفض آخرين. 

بعد هذه الصورة الضبابية وارتفاع وتيرة الاحتجاجات والتهديد بالتصعيد (هدد البعض بحرق نفسه وأولاده على أبواب المدارس) ومع ضيق الوقت لبدء العام الدراسي واتصالات مكثفة من المتابعين للملف عقد اجتماع لمدراء المدارس في منطقة صيدا وإدارة التربية في الجنوب كونها المنطقة التي تحتوي على أكبر عدد من الطلبة الفلسطينيين لحل المشكلة وخلص إلى التالي: 

١- لن يكون أي طالب خارج المدارس الرسمية وسيتم العمل على تأمين مقاعد لجميع الطلبة تدريجيًّا.

٢- تثبيت تسجيل الطلبة في مدارسهم التي كانوا بها وعددهم تقريبا ١٨٠٠ طالب باستثناء ثلاث مدارس لم تقبل أي طالب فلسطيني (العمانية عدد الطلبة ٢١٨ – القناية ٥٠ طالب – الكويتية ٩٠ طالب تم نقلهم إلى معروف سعد ) بالإضافة لبعض الحالات الفردية في بعض المدارس نتيجة امتلاء شعبهم.

٣- سيتم إعداد جدول بالشواغر الموجودة في المدارس الرسمية في منطقة صيدا ليتم نقل الطلاب الذين لم يحصلوا على مقعد دراسي في مدارسهم السابقة. 

٤- بعد انتقال الطلبة إلى المدارس التي تحتوي على مقاعد سيتم رفع طلب تشعيب إذا اقتضت الحاجة. 

خلاصة الاجتماع تم حل ما يقارب ٧٥٪؜ من مشكلة الطلبة وتبقى إتمام عملية انتقال الطلبة وتأمين مقاعد لما يقارب ٣٠٠ طالب (طلاب العمانية والقناية وبعض المتفرقات) بانتظار تأمين التمويل المطلوب للتشعيب وإجراء تعاقدات جديدة.

الجدير بالذكر أن لهذه الأزمة المتجددة مطلع كل عام آثار سلبية كبيرة على الطلبة الفلسطينيين على نفسيتهم وتحصيلهم العلمي، وعليه نطالب وزارة التربية وكل الجهات المختصة حفظ مقاعد الطلبة الفلسطينيين وتثبيت تسجيلهم فور بدء التسجيل وليس إبقائهم على اللوائح بانتظار الشواغر المتبقية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...