الأربعاء 26/يونيو/2024

أذربيجان تتهم أرمينيا بقصف ثاني أكبر مدنها ويريفان تنفي

أذربيجان تتهم أرمينيا بقصف ثاني أكبر مدنها ويريفان تنفي

قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية: إن الجيش الأرميني قصف مدينة غَنجة، وهي ثاني أكثر مدن أذربيجان كثافة بالسكان بعد العاصمة باكو، وهو ما نفته أرمينيا، ويأتي القصف في سياق تصاعد القتال بين القوات الأذرية والأرمينية داخل إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه وفي المناطق القريبة منه.

وأفادت وزارة الخارجية الأذربيجانية -اليوم- بمقتل مدني وإصابة أربعة آخرين في القصف على غنجة، ووصف وزير الدفاع الأذري ذاكر حسنوف قصف غنجة بـ”العمل الاستفزازي الذي تم من أراضي أرمينيا بهدف توسيع منطقة الاشتباكات”.

ويقطن غنجة نحو 335 ألف نسمة، وتبعد قرابة 100 كيلومتر إلى الشمال من ستيبانا كيرت عاصمة إقليم قره باغ، و80 كيلومترا عن مدينة واردنيس الأرمينية.

واتهمت أذربيجان من أرمينيا بقصف أراضيها من واردنيس، وهو ما نفته يريفان.

وقال حكمت حاجييف، مساعد الرئيس الأذري، اليوم: إن بلاده ستدمر مباشرةً الأهداف العسكرية الموجودة داخل أرمينيا، والتي تنطلق منها القذائف التي تطول المدن الأذرية.

نفي أرميني
بالمقابل، نفت وزارة الدفاع الأرمينية أن يكون قصف غنجة تم من أراضيها، وقالت إنه نفذ من إقليم قره باغ، وبدوره، قال رئيس الإقليم الانفصالي آرتسرون هوفهانيسيان إنه أمر بوقف قصف غنجة لتفادي الخسائر في صفوف المدنيين، مضيفا أن قواته دمرت قاعدة جوية عسكرية في ثاني كبرى المدن الأذرية.

وهدد بالعودة لقصف المدينة الأذرية إن لم تفهم باكو الرسالة على حد قوله، مشيرا إلى أن أذربيجان تتخذ من مطار غنجة قاعدة لطائراتها الحربية لشن حملات القصف على الإقليم المتنازع عليه.

وأضاف هوفهانيسيان -الذي يرأس ما يسمى “جمهورية ناغورني قره باغ” غير المعترف بها دوليا-: “أصبحت الوحدات العسكرية الموجودة في المدن الكبرى في أذربيجان أهدافا لجيش الدفاع من الآن فصاعدًا”.

وأسفرت المعارك بين القوات الأذرية والأرمينية في الأسبوع الماضي عن مئات القتلى والمصابين، لكن لا يمكن معرفة أعداد الضحايا على وجه التحديد، وتتبادل باكو ويريفيان الاتهامات بالمسؤولية عن بدء القصف في 25 سبتمبر/أيلول الماضي.

وأعلن إقليم ناغورني قره باغ -ذو الغالبية الأرمينية- انفصاله عن أذربيجان في مطلع التسعينيات، ما أدى إلى حرب تسببت في سقوط 30 ألف قتيل، ولم يوقع أي اتفاق سلام بين الطرفين بالرغم من أن الجبهة شبه مجمدة منذ ذلك الحين، لكنها كانت تشهد مناوشات بين الحين والآخر.

عاصمة الإقليم
وأفاد مراسل الجزيرة -اليوم- بوقوع قصف مكثف بالمدفعية ومن طائرات مسيرة على عاصمة إقليم قره باغ “ستيباناكيرت”، ما أدى إلى انقطاع شبكة الاتصالات والكهرباء.

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن صفارات الإنذار دوت صباح اليوم في عاصمة الإقليم، قبل أن تتعاقب الانفجارات الناتجة عن قصف جديد للقوات الأذرية. وذكرت سلطات باكو أنها اتخذت “إجراءات انتقامية” بعد إطلاق الانفصاليين الأرمن -الذين يسيطرون على الإقليم- قذائف من ستيباناكيرت.

وقالت وزارة الخارجية الأرمينية: إن خسائر بشرية ومادية كبيرة وقعت نتيجة قصف القوات الأذربيجانية مناطقَ مدنيةً بالمدفعية والصواريخ.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية: إن قواتها تصدت لهجوم القوات الأذربيجانية على جميع محاور القتال، وإن قوات الجيش الأذربيجاني تكبدت خسائر في الأرواح والعتاد.

وأشارت الوزارة إلى أن قواتها ما تزال تسيطر على جميع المناطق في محور “فايزولي وجبرائيل” جنوبا، ومحور “تارتر” شمالا.

بالمقابل، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف -في تغريدة على حسابه بتويتر، أمس-: إن قوات بلاده سيطرت على 7 قرى كانت تحت “الاحتلال الأرمني”، على حد وصفه.

ويتعلق الأمر بقرى: طالش في محافظة ترتر، ومهديلي، وتشاكرلي، وأشاغي ماراليان، وشاي بيك، وكويجاك في محافظة جبرائيل (قرب الحدود مع إيران)، وأشاغي عبد الرحمانلي في محافظة فضولي.

قرية إستراتيجية
وفي وقت سابق من أمس أيضا، أعلن علييف استعادة السيطرة على قرية مادغير التابعة لمحافظة أغدارا. وقال مراسل الجزيرة: إن مادغير هي أكبر بلدة تسيطر عليها القوات الأذرية منذ اندلاع المعارك مع أرمينيا الأحد الماضي.

وبالسيطرة على قرية مادغير تكون القوات الأذرية قد تحكمت في طريق يربط بين إقليم قره باغ وأرمينيا.

في المقابل، قال المسؤول في وزارة الدفاع الأرمنية آرتسرون هوفهانيسيان: إن الوضع في الإقليم يتغير بشكل متكرر. وأوضح -في تصريحات للصحفيين- أنه “في مثل هذه الحرب الكبيرة تكون مثل هذه التغييرات طبيعية. يمكننا اتخاذ موقف ثم التخلي عنه في غضون ساعة”.

لحظات مصيرية
وقال رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان -أمس، في كلمة بثها التلفزيون-: إن بلاده تواجه “أكبر اللحظات المصيرية في تاريخنا على الأرجح”، مشيرا إلى اشتداد القتال في مختلف الجبهات مع القوات الأذرية، وأضاف أن حجم ما سماه العدوان الأذري التركي على قره باغ غير مسبوق، مضيفا أن أذربيجان وتركيا لم تتمكنا من تحقيق أي هدف أو تقدم إستراتيجي.

وأقيمت -مساء السبت- “صلاة وطنية من أجل ناغورني قره باغ وحماتها” في كل الكنائس في أرمينيا، وكنائس الجاليات الأرمنية في الخارج.

وقالت وزارة الدفاع الأرمنية، أمس -في سابع أيام القتال-: إن قوات إقليم قره باغ تمكنت من ردع هجوم كبير للقوات الأذرية، مضيفة أن مقاتلي الإقليم دمروا كتيبة أذرية، وأسقطوا مروحية خلال المعارك.

وأعلنت سلطات إقليم قره باغ ارتفاع عدد القتلى في صفوف قواتها إلى أكثر من 200.

المصدر: الجزيرة + وكالات

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 17 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 17 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...