الجمعة 27/سبتمبر/2024

الأسير المصري.. الاحتلال يتجاهل معاناته والسرطان يهدد حياته

الأسير المصري.. الاحتلال يتجاهل معاناته والسرطان يهدد حياته

لا تجد معاناة الأسير يسري المصري آذاناً صاغية لدى مصلحة السجون، وتواصل تجاهل مرضه بالسرطان الذي بدأ يأخذ منعطفاً خطيراً مجهول المصير.

وأمضى الأسير يسري المصري من دير البلح والمصاب بسرطان الغدد 17 عاماً في سجون الاحتلال بعد قرار حكمه بالسجن 20 عاماً تنقّل فيها بين عدة سجون ومعتقلات.

ووفقاً لإحصاءات رسمية فلسطينية؛ وصل عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال أكثر من (700) أسير بحاجة للعلاج، منهم قرابة (300) يعانون من أمراض مزمنة على رأسهم 10 يعانون السرطان، و(16) أسيراً يرسفون في سجن “عيادة الرملة”.

النداء الأخير
جاءني صوته واهناً من سجن نفحة وهو يتحدث عن تدهور حالته الصحية التي تتعمّد مصلحة السجون تجاهلها رغم الأعراض الخطيرة التي يعيش آلامها منذ عدة أسابيع، يذكرُ مراسلنا.

ويقول المصري لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “تجددت معي أعراض السرطان، وأتعرّض لإهمال طبي بذريعة جائحة كورونا، وصحتي تتدهور، وطالبت بالتدخّل لاستكمال العلاج والفحوصات، لكن الاحتلال يرفض، ومنعني من معرفة تفاصيل حالتي أين وصلت”.

وزاد عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى منتصف عام 2020م على 5000 آلاف أسير ومعتقل، وهو رقم قابل للزيادة بالمئات بسبب حملات الاعتقالات المتكررة في الضفة المحتلة وعلى حدود غزة.

ويرفض المصري الدخول في معاناة جديدة تهدد بعودة السرطان بعد أن أخبره الاحتلال مؤخراً بوجود ورم “حميد” في الكبد رفض بعدها منحه النتيجة الطبية لطبيعة الورم.

ويتابع: “بشق الأنفس أجريت فحوصات روتينية، لكنني أشعر بآلام في الأمعاء ودوار وألم في الكبد والمسالك البولية تشبه أعراض مرضي بالسرطان قبل إجراء العملية القديمة”.

ويناشد المصري المسؤولين الفلسطينيين بدءًا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس مكتب حماس السياسي إسماعيل هنية وقائد حماس بغزة يحيى السنوار وجميع فصائل المقاومة بالضغط من أجل وقف معاناته وبقية الأسرى المرضى.

حافة الموت
ولا تزال أسرة المصري ممنوعة من زيارته منذ 5 سنوات رغم حملة المناشدات التي تطلقها بين حين وآخر للالتقاء به وتحريره من سجون الاحتلال بعد تدهور حالته الصحيّة.

ويؤكد ياسر المصري شقيق يسري أن مصلحة السجون ترفض الإفصاح عن تطوّرات وضعه الطبيّ، ويتذرعون أن حالته لم تتطور دون كشف نتائج فحوصاته الطبيّة الجديدة.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “لديه آلام جديدة ومعاناة من السرطان أكسبت بطنه وفخذه لونًا أزرقَ وأسودَ بعد إجراء فحص سرطان الغدة الدرقية قبل شهرين التي استأصلها سابقاً ولم يتعافَ من أمراضها”.

وتجاهلت مصلحة السجون الإسرائيلية حاجة المصري للعلاج باليود المشعّ قبل سنوات حين أجرى عملية استئصال للغدة الدرقية قبل 7 سنوات؛ ما أدى لاحقاً لتطورات سلبية في حالته يرفض الاحتلال الكشف عنها.

ورفض الاحتلال إخبار المصري بنتائج فحوصاته الطبيّة بعد إجرائها وظهور نقاط في الكبد بعد صورة مقطعية وتسلل الألم إلى منطقة الصدر.

وتجاوز عدد الأسرى الفلسطينيين الذي مضى على اعتقالهم (20) عاماً (51) أسيراً باتوا يعرفون بعمداء الأسرى، منهم (14) أسيراً أمضوا أكثر من (30) عاماً.

ويقول جلال صقر -الأسير المحرر وممثل جمعية واعد للأسرى والمحررين في وسط القطاع-: إنه يشعر بالقلق على يسري بعد الأخبار السيئة التي ترد تباعاً من داخل السجون في تعامل الاحتلال معهم خلال جائحة كورونا.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الاحتلال يستغل جائحة كورونا ويتعمّد عدم تقديم العلاج ليسري وبقية الأسرى المصابين بأمراض خطيرة،. ما يجرى قتل بطيء لهم، وأدعو المقاومة للانتباه لما يجرى معهم في الشهور الأخيرة كي تدافع عنهم”.

وبلغ عدد الأسرى الشهداء في سجون الاحتلال منذ عام 1967م (223)، كان آخرهم الأسير المريض سعدي الغرابلي من قطاع غزة الذي لفظ أنفاسه قبل أشهر في سجن نفحة بعد رفض الاحتلال علاجه أو إطلاقه.

وتخوض فصائل المقاومة مع الاحتلال برعاية مصرية حواراً مستمراً حول صفقة تبادل مرتقبة للأسرى وضعت فيها المقاومة ملف الأسرى المرضى على رأس أولوياتها أمام إصرار الاحتلال تجاهل معاناتهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات