الأحد 23/يونيو/2024

هبة النفق.. ذكرى دماء سالت دفاعًا عن الأقصى

هبة النفق.. ذكرى دماء سالت دفاعًا عن الأقصى

لم يكن افتتاح سلطات الاحتلال للنفق الغربي أسفل المسجد الأقصى المبارك، عام 1996م ليمرّ مرور الكرام، والشعب الفلسطيني ما يزال وفيّا للقدس والأقصى.

شرارة الـحدث
 في 25 سبتمبر/أيلول 1996 اندلعت شرارة انتفاضة شعبية سميت بـ”هبّة النفق”؛ احتجاجا على حفر وافتتاح سلطات الاحتلال النفق الغربي أسفل المسجد الأقصى المبارك.

افتتاح النفق تحت أساسات المسجد الأقصى كان كفيلاً بتفجير الأوضاع التي انخرطت فيها مختلف القطاعات الفلسطينية، مع الفعاليات الجماهيرية وخاصة الأجهزة الأمنية، في أحداث صعبة استمرت أشهرًا كان أبرزها حصار أكثر من 40 جنديا إسرائيليا داخل مقام يوسف دويكات شرقي مدينة نابلس، وتحرير المقام من سيطرة الاحتلال ورفع الأذان مجددا داخله بعد عشرات السنين من سيطرة الاحتلال عليه.

وافتتح النفق بأمر من رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها بنيامين نتنياهو، ما أثار غضب الفلسطينيين الذين توحدوا جميعاً لمواجهة المحتل وامتدت من شمال فلسطين إلى جنوبها.

وانطلقت مآذن مدينة القدس فور افتتاح باب النفق بالدعوة لمواجهة هذا الاعتداء، وانتشر أهالي المدينة في الشوارع، وتعالت صيحات الاستنكار من حناجرهم.

وحالت قوات الاحتلال دون وصولهم لموقع النفق، حيث كانت تُوضع اللمسات الأخيرة لتثبيت الباب الحديدي الذي يؤدي إلى مدخل يصل حائط البراق بباب الغوانمة أحد أبواب المسجد الأقصى.

6 أشهر من المقاومة
واستمرت الهبة الفلسطينية ستة أشهر ارتقى خلالها عشرات الشهداء وأصيب 1600 آخرون بجروح متفاوتة.

وواجهت قوات الاحتلال المحتجين على افتتاح النفق والمظاهرات بإطلاق الرصاص بكثافة، كما استُخدمت المروحيات والدبابات بالإضافة لاشتراك المستوطنين في إطلاق النار على المواطنين.

وأخلت قوات الاحتلال ساحات الأقصى، وأغلقت جميع أبوابه فور انتفاض الفلسطينيين نصرة لمقدساتهم.

مقاومة متجددة
ورغم مرور 26 عاما على هبة النفق، إلا أنها ما تزال حاضرة في ذاكرة الفلسطينيين.

ومنذ احتلال مدينة القدس، قبل (50) عاماً، شكّل المسجد الأقصى المبارك، شرارة الأحداث؛ فلا تزال الذاكرة الفلسطينية، تختزل محطات تاريخية مهمة، كان «الأقصى» شاهداً على أحداثها، وتداعياتها، ولعل أبرزها هبة النفق وانتفاضة الأقصى وانتفاضة القدس وهبة باب الأسباط، التي أظهرت كيف أفشلت الجماهير الصادقة مؤامرات الاحتلال.

 ففي عام 2000 اندلعت انتفاضة الأقصى بعد اقتحام شارون لباحاته، وفي 2017 أعاد المسجد الأقصى المبارك، القضية الفلسطينية كأهمية وأولوية للعرب والمسلمين، عندما شرعت سلطات الاحتلال في إجراءات تقسيم الحرم القدسي الشريف زمانيا ومكانيا، ونصبت البوابات الإلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، فانتفض الشعب من جديد وكسر إرادة الاحتلال.

 ومنذ أحرق المتطرف «دينيس مايكل» المسجد الأقصى المبارك، في الحادي والعشرين من آب العام (1969)، لم تخمد ألسنة اللهب في ساحاته، التي تدنس شبه يوميٍّ، بفعل قطعان المستوطنين، المدعومين بحراسة «أمنية» مشددة لقوات الاحتلال، الأمر الذي يبقي الأمور قابلة للانفجار في أي لحظة.

وتاريخيًّا، اعتاد الاحتلال على استغلال الأحداث الجارية على الأرض، لتحقيق مكاسب سياسية، تتفق مع أهدافه الإستراتيجية، فكيف إذا تعلق الأمر بالقدس، المستهدفة بالتهويد والاستيطان، على الدوام؟!

حرية نيوز

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات