القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية.. رؤية إسرائيلية

تتابع الأوساط الإسرائيلية من كثب التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية، لاسيما عقب التوقيع في البيت الأبيض على الاتفاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، صحيح أنها لم تنجح في إخراج حشود من الفلسطينيين إلى الشوارع، لكن قيادة السلطة الفلسطينية في مقر المقاطعة غاضبون، ويفهمون أنه يتعين عليهم الآن البحث عن حلفاء جدد، ربما من خلال وحدة فتح وحماس على سبيل المثال.
لا يحتاج الإسرائيليون لمزيد من المصادر المطلعة داخل المقاطعة، كي يدركوا أن هذا المقر، ومن يقيم فيه، يشعرون بالخديعة من الدول العربية، التي سارعت للتطبيع مع إسرائيل، فضلا عن تحوله تدريجيا إلى مقر مهجور، لا يأتيه المزيد من الضيوف، وعند توقيع اتفاقات التطبيع في البيت الأبيض، كان الوضع خلف جدران المقر في غاية الغضب والإحباط.
تتوافق قلة من الإسرائيليين على أن الفلسطينيين شعروا فور توقيع الاتفاقيات الإسرائيلية الخليجية أنهم ضحية هذه التحركات، وقد تعرضوا للأذى والخيانة، وتركوا وشأنهم، مما يتطلب منهم أن يبحثوا عن حلفائهم المستقبليين، بعد الشعور السائد بتخلي العالم العربي عنهم.
ورغم إعلان يوم الغضب في ذات يوم توقيع الاتفاقيات، فقد جرت احتجاجات متواضعة في غزة وجنين ونابلس وبيت لحم وطولكرم ورام الله، مع أنه ذات مرة، اشتعلت النيران في قطاع غزة والضفة الغربية نتيجة لأقل من هذه التطورات السياسية الدراماتيكية، لكن طاقة اليوم ليست كالأمس، وهذه سلبية لا تبشر بالخير بالضرورة.
تدرك المحافل الأمنية والسياسية الإسرائيلية أن الجماهير الفلسطينية غير المبالية بتخلي العالم العربي عنها، فإنها في الوقت ذاته متعبة من الوضع الاقتصادي الصعب، ووباء كورونا، ولكن لعل هناك خطوات تتخذ بين الفلسطينيين، بعضها لا يزال في الظلام، ينبغي أن تهز أجراس التحذير الإسرائيلية.
الحديث الإسرائيلي تحديدا عما تشهده هذه الأيام، من صحوة في علاقات حماس وفتح في قطاع غزة والضفة الغربية، رغم أن عدم الثقة بينهما ما زال قائماً، ومن المشكوك فيه بشدة أن ينظر أبو مازن إلى راية حماس الخضراء دون رد فعل، لكن كأنه اتجه للحركة مضطرا، وهي خصمه العنيد، بعد أن كان يعتبرها، إلى أمد قريب، منافساً خطراً تسعى لتعزيز موقعها في الضفة الغربية على حسابه.
رغم المخاوف المتبادلة، والهواجس الثنائية، فقد أعلنت الحركتان، قبل أيام عن تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، في استلهام لتجربة الانتفاضة الأولى، ويبدو أن فتح وحماس تجدان نفسيهما تحت سقف واحد، مما يطرح السؤال: هل يسعى أبو مازن لتغيير المعادلة، وخلق شراكة مصير مع حماس، دعونا ننتظر، رغم الشكوك القائمة، في ظل السوابق الماضية!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

ما تأثير طوفان الأقصى على المكانة الدولية لإسرائيل؟
المركز الفلسطيني للإعلام خلصت ورقة علميّة، أعدّها وليد عبد الحي وأصدرها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات تحت عنوان: "تأثير طوفان الأقصى على مؤشرات...

عائلات أسرى الاحتلال تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو
المركز الفلسطيني للإعلام طالبت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة، اليوم السبت، بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو، محذرة من تصعيد القتال في القطاع كونه...

حماس تدين العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان
المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوانَ الصهيوني الغاشم والمتواصل على الأراضي السورية واللبنانية، في تحدٍّ سافرٍ لكلّ...

حماس: شعبنا وعائلاته الأصيلة يشكّلون السدّ المنيع في وجه الفوضى ومخططات الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام حيّت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وفي طليعتهم العائلات والعشائر الكريمة، التي...

وجهاء غزة للعالم: كفى صمتا وتحركوا عاجلا لنجدة غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أدان وجهاء قطاع غزة وعشائرها -اليوم السبت- استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي الغذاء والتجويع "سلاحا" ضد أبناء القطاع،...

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...