ذوو الإعاقة الحلقة الأضعف في مواجهة كورونا بغزة

لم يكن أمام الفتاة أحلام صاحبة الإعاقة الحركية خيار إلا أن ترسل المناشدة تلو الأخرى إلى المؤسسات المختصة بشؤون ذوي الإعاقة؛ بسبب خشيتها على حياتها وحياة والدتها المسنة المريضة.

وتشكو أحلام (27 عاماً) من مضاعفات حالتها الصحية المتردية منذ حلول جائحة كورونا قطاع غزة، وكل مطلبها أن تقف الجهات الداعمة إلى جانبها بصرف الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لحالتها الصحية.

وتفيد الفتاة الفلسطينية لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ نقص المهمات الطبية يؤثر على حالتها الصحية وحياتها عمومًا، وأنّها بحاجة إلى المزيد منها بعد تناقصها تناقصًا كبيرًا واهتمام القطاعات الصحية بغزة بجائحة كورونا.

ويعاني 130 ألفًا من ذوي الإعاقة في قطاع غزة بسبب نقص الأدوية والعلاجات والمهمات الطبية، ومع أزمة جائحة كورونا تضاعفت هذه المعاناة مع خشيتهم من التحرك للمؤسسات التي تراعيهم طبيعيًّا بسبب مناعتهم الضعيفة.

وعلى غرار سابقته يشكو الشاب أحمد حماد، من تناقص المهام الطبية والعلاجات اللازمة لحالته، وهو الذي يشكو من تشوهات في عموده الفقري تلازمه منذ الولادة، وتؤثر على حركته كثيرًا، وتعرضه لمشاكل صحية بين الفينة والأخرى.

ويعيش الشاب حماد (36 عاماً) وسط أسرة فقيرة، يستحيل عليها تدبير مستلزماته في سياق جائحة كورونا، وهم بالكاد يستطيعون توفير لقمة عيشهم طبيعيًّا في إطار الجائحة التي تفرض على الكثير من أصحاب الأعمال حظراً للحركة عمومًا.

ويتلقى نحو 80% من سكان قطاع غزة مساعدات غذائية ومادية من مؤسسات إغاثية متفرقة، وقد زادت نسبة الفقر والبطالة في القطاع زيادة كبيرة مع دخول جائحة كورونا القطاع.

30% فقط
“30% من احتياجات ذوي الإعاقة في غزة هو مقدور ما تستطيع وزارة الصحة توفيره للمؤسسات الراعية لذوي الإعاقة بغزة”.  هذا ما أفاد به رئيس شبكة الأجسام الممثلة للإعاقة في قطاع غزة ظريف الغرة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“.

هذا عدا عن صعوبة توفير حتى هذه الكمية لذوي الإعاقة بسبب صعوبة الحركة في أنحاء قطاع غزة وإغلاق المؤسسات المختصة، وفق قول ظريف الغرة.

ويقول الغرة: “نركز في اهتمامنا على الحفاظ على حياة أصحاب ذوي الإعاقة وعدم تنقلهم نظراً لتدني مستوى المناعة لديهم، وأنّ فيروس كورونا يمكن أن يصيبهم بشكل أسهل وأسرع من غيرهم، ويؤثر على صحتهم وحياتهم”.

ويشير إلى أنّ وزارة الصحة بغزة، توفر 30% من الأدوية والمهمات الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة حتى من قبل جائحة كورونا، مبيناً أنّ هذا لا يسد ثلث احتياجات أكثر من 130 ألفًا من ذوي الإعاقة في كل أنحاء قطاع غزة.

وتشكو وزارة الصحة من نقص حاد في الأدوية والمهمات والمستلزمات الطبية بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يطبق على سكان قطاع غزة منذ 14 عاماً.