عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

التطبيع (الدوافع والمحفزات)

محمد مروان هنية

التطبيع: يعرف التطبيع بأنه: المشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط، محلي أو دولي، مصمم خصيصاً للجمع بين فلسطينيين أو عرب وإسرائيليين ولا يهدف صراحة إلى مقاومة أو فضح الاحتلال وكل أشكال التمييز والاضطهاد الممارس على الشعب الفلسطيني.

مبررات ودوافع السلوك: هنا في هذه الدراسة سنعمل بشكل موجز على تفسير دوافع وأهداف السلوك الذي تتبعه الأطراف المختلفة إقليمياً ودولياً بحيث تشمل أنظمة الحكم العربية والكيان الإسرائيلي والغرب ممثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية لفكرة التطبيع.

الكيان الإسرائيلي: 
إن أحلام اليهود ما تزال بأوجها ويرى المستوى السياسي الإسرائيلي أن هذه المرحلة التي تعيشها المنطقة والشعوب العربية، فرصة ذهبية لتثبت كيانها وهيمنتها وتحولها لقطب مؤثر وفاعل بالمنطقة.
إذن سيعمل التطبيع على تحقيق واقع من الأمن القومي القوي المتماسك الذي يحفظ لإسرائيل قوتها واستمرارها في ظل التهديدات التي تتعرض لها وتحولها من كيان غاصب وجسم سرطاني بالمنطقة يناصب العداء له، إلى دولة صديقة مساعدة وفاعلة في المنطقة، بالإضافة لذلك بالبعد الجيوسياسي، سيساعد التطبيع على تجاوز القيود التي كانت تضعها الدول العربية في قيام دولة فلسطينية مما يساعد على التمدد الاستيطاني والتوسعي الجغرافي دون عوائق سياسية مع المنطقة أو حتى مع العالم. 
وفي الجانب العسكري فإن حالة التطبيع ستعمل على تحقيق تحالفات عسكرية وستعمل على تعزيز قوة إسرائيل وحمايتها من المخاطر من خلال سلسلة من التحالفات والاتفاقيات التي يمكن أن يمهد التطبيع لها الطريق.
أما بما يتعلق بالبعد الاقتصادي فإن هذا التطبيع وفي ظل القوة التكنولوجية والصناعية والزراعية لإسرائيل يعني فتح أسواق جديدة للمنتجات والخبرات الإسرائيلية وجلب استثمارات مهولة، وبالبعد الاجتماعي سيحقق التطبيع حالة من التمازج الثقافي والتاريخي مع المنطقة والذي سيساعد إسرائيل على الانصهار والاندماج بشكل يصعب فكاكه.

الولايات المتحدة الامريكية: 
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تواصل الهيمنة الأحادية الأمريكية للعالم لقرن جديد، وذلك من خلال إعادة الترتيب لمنطقة الشرق الأوسط، بحيث تنتج دولة إسرائيلية فاعلة ومتجانسة قادرة على الاستمرار والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط في ظل التهديدات المختلفة وفي مقدمتها صعود قوى عالمية وإقليمية جديدة فاعلة بالمنطقة، والتي تحافظ على تحقيق حالة الولاء وخدمة المصالح الأمريكية وحمياتها بالبعد الأمني والسياسي والعسكري والاقتصادي.

أضف لذلك البعد الأيديولوجي، حيث ينحدر مجمل رؤساء أمريكا من “الكنيسة البروتستانتية”، والتي تؤمن بأن قيام دولة إسرائيل عام 1948 كان ضرورة حتمية لأنها تتمتم نبوءات الكتاب المقدس بعهدية القديم والجديد وتشكل المقدمة لمجيء المسيح الثاني إلى الأرض كملكٍ منتصر. حيث يعتقدوا أنه من واجبهم الدفاع عن الشعب اليهودي بشكل عام وعن الدولة العبرية بشكل خاص، ويعارضون أي نقد أو معارضة لإسرائيل خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.

الأنظمة العربية: 
إن هذه الأنظمة العربية والتي بغالبها أنظمة دكتاتورية والتي تسعى لأن تحافظ على قوتها وسيطرتها وتعمل على استمرارها والمحافظة على عروشها، ترتبط من أجل ذلك بالعجلة الغربية منذ تشكل غالبيتها بعد الحرب العالمية، وعملت الإدارة الأمريكية على هندسة هذه الأنظمة بما يخدم المصالح الغربية.

هذه الأنظمة السياسية لها أزماتها الداخلية كحالة الغليان لدى شعوبهم وقواه السياسية التي تقمع من هذه الأنظمة بالمساعدة الخارجية، وظهور الجماعات “الراديكالية” المتشددة وجماعات “الإسلام السياسي” المتمثلة بالإخوان المسلمين، كل ذلك أدى إلى حالة من عدم الاستقرار لدى الكيانات العربية، بالإضافة إلى التهديدات ببعد الطاقة والمياه والتجهز للعديد من الدول العربية لمرحلة ما بعد النفط، بالإضافة لجملة من التهديدات الخارجية من خلال قوى إقليمية جديدة مثل تركيا وإيران.

ومن البعد الآخر ترى أنظمة الحكم للدول العربية بأن إسرائيل تتجه نحو القمة، نحو التفوق والانتصار، وأنها قوة نووية وقوة سياسية تهيمن على العالم وعلى القرار الأمريكي من خلال “اللوبي الصهيوني” كل ذلك يمكنها من أن تثبت أي نظام سياسي في المنطقة أو تزيله. 

محفزات الظهور 
إن جملة المحفزات “العوامل” التي سنذكرها ساعدت على زيادة حالة التطبيع بوتيرة سريعة وجعلتها تطفو على السطح، ودفعت الأنظمة لها: 
التفوق العسكري الإيراني في سوريا واليمن، وفشل المواجهة العسكرية لها المباشرة وغير المباشرة من بعض دول الخليج.
نمو حلف المقاومة لإسرائيل في المنطقة بقيادة إيران والذي ينطوي تحته فصائل المقاومة في فلسطين وحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن.
ظهور تركيا كقوة ولاعب جديد يهدد وجود الأنظمة العربية، من خلال جملة من السياسات والأيديولوجيات التي تتبعها السياسة الخارجية لتركيا ودورها الطموح في المنطقة.
التشرذم والتفكك العربي وفقدان حالة الوحدة الحقيقية العربية.
التنافس العربي العربي في المنطقة على الثروات والمقدرات والمكتسبات المختلفة.
ثورات الربيع العربي وحالة الضعف الداخلي لبعض الدول والتي يمكن أن تكون على موعد مع موجات جديدة.
المهددات الأمنية الداخلية والخارجية لجميع الأطراف وظهور الجماعات المسلحة.
الانقسام السياسي الفلسطيني الداخلي واختلاف البرامج السياسية الفلسطينية، حيث أن جزء منها تدفع للسلام والاعتراف بإسرائيل (حركة فتح) وبرامج أخرى تعمل على عدم الاعتراف والمقاومة للاحتلال (حركة حماس ومختلف التنظيمات السياسية الفلسطينية).
المهددات والتحديات العسكرية والأمنية والاقتصادية ومصادر وموارد الطاقة، لجميع الأطراف.  
بالإضافة للدور الطموح لدى دول كالإمارات والسعودية والتي تطمح بدور اللاعب الأساسي بالمنطقة.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....