الإثنين 24/يونيو/2024

الشيخ أحمد أبو عرة.. رحيل بعد مسيرة عطاء حافلة

الشيخ أحمد أبو عرة.. رحيل بعد مسيرة عطاء حافلة

رحل الشيخ أحمد نمر أبو عرة (75 عاما) جراء إصابته بوباء كورونا بعد مسيرة عطاء حافلة شهد لها القريب والبعيد بصلابة الموقف والحفاظ على الثوابت رغم كل الآلام التي مر بها في جميع المراحل التي عايشها.

وكان الشيخ أبو عرة أصيب قبل ثلاثة أسابيع بفيروس كورونا ما ألزمه العناية المكثفة حتى وفاته صباح اليوم تاركا خلفه تاريخا طويلا من الجهاد.

جيل التأسيس
ويعد الشيخ أبو عرة أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في محافظة جنين؛ فهو أول من أسس دعوة الإخوان المسلمين في المحافظة في خلية أولى مع الشيخ الراحل محمد فؤاد أبو زيد، بدأت العمل الدعوي في سبعينيات القرن الماضي، كما كان عضوًا في مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين مع الشيخ الراحل سعيد بلال والأستاذ ناجي صبحة.

وبدأ الشيخ أبو عرة رحلته في الدعوة والمقاومة مبكرا، فاعتقل لدى سلطات الاحتلال نهاية السبعينيات من القرن الماضي بسبب انتمائه لأول خلية عسكرية لأسرة الجهاد التي شكلها رئيس الحركة الإسلامية في الداخل حينها الشيخ عبد الله نمر درويش، واعتقل معه الشيخ الراحل محمد فؤاد أبو زيد والشيخ سعيد بلال وآخرين، و فرضت عليه الإقامة الجبرية عام 1983، وبعد ذلك توالت اعتقالاته مع مطلع الانتفاضة الأولى.

مواقف صلبة
وعرف الشيخ أبو عرة بصلابة موقفه خلال التحقيق في سجون الاحتلال حينها؛ حيث سجلت له مواقف صلبة أمام ضباط مخابرات الاحتلال.

لم يكلّ الشيخ أبو عرة من العمل الدعوي والمقاوم؛ حيث واصل مع رفاقه نشر فكر الحركة الإسلامية في محافظة جنين وشمال الضفة الغربية.


null

ويستذكره النائب د. حسن خريشة قائلا: “جيلنا يذكر جيدا ذلك الشيخ الصلب الذي كان يجوب البلاد لنشر الدعوة وإنقاذ الشباب من براثن مخابرات الاحتلال، وكان يتنقل بين القرى والمدن لتوعية الناس ونشر الروح الوطنية بينهم”.

ومن الأسرة الأولى التي شكلها الشيخ أبو عرة مرورا بعقدين من العمل المتواصل كانت لمساته الأولى في تأسيس وإطلاق حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في محافظة جنين عام 1987 تزامنا مع إطلاقها في قطاع غزة، وتعرض بعد ذلك للملاحقة والاعتقال مشاركا وناشطا في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

الإبعاد لمرج الزهور
وفي عام 1992 كان الشيخ أبو عرة أحد مبعدي مرج الزهور إثر اعتقاله وإبعاده مع 418 من قيادات حماس والجهاد إلى لبنان، ولكنه كما رفاقه عادوا إلى البلاد مرة أخرى نتيجة صلابة الموقف والثبات في الجبال شديدة البرودة.


القيادي في “حماس” الشيخ أحمد أبو عرة

لم يكن الإبعاد لينهي مسيرة عطائه؛ حيث نشط بعد عودته من الإبعاد في أدوار قيادية مختلفة في الحركة الإسلامية في المحافظة، وكان من الأصوات الصلبة التي برزت في الانتفاضة الثانية، مبتسما بتنقله بين السجون ومرددا عبارته المشهورة: أهلا بنبع الأجر الذي لا ينضب.

ويذكره القيادي في حركة حماس الشيخ مصطفى أبو عرة لمراسلنا بأنه من الآباء المؤسسين الذين لا يمكن نسيان أو نكران فضلهم في الدعوة الإسلامية، وأحد أعمدة الحركة الإسلامية في الضفة الغربية الذين يشار إليهم بالبنان.


null

مئذنة شامخة
وقال القيادي في حماس وصفي قبها: “لقد هوت مئذنة أخرى من مآذن فلسطين الشامخة، تاركا خلفة أجيالا من الذرية الصالحة تربوا على يديه، حيث إن كل أبناء الدعوة رصيده وذريته التي تَبرّه وتدعو له بالخير”.

وأكد معلقا على حالة الإهمال الطبي التي تعرض لها من وزارة الصحة في مرضه الأخير “سيتابَع التقصير والإهمال الذي تعرض له خلال مسيرة علاجه الأخيرة بعد إصابته بفايروس كورونا”.

بدروها نعته حركة حماس التي عددت مناقبه، وأشارت لمسيرة عطائه الطويلة، في حين توافدت قيادات الحركة الإسلامية من مختلف محافظات الضفة الغربية للمشاركة في تشييع جثمانه في مسقط رأسه في بلدة عقابا.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات